mercredi 11 août 2010

رمضان

معلّم يراقبنا أثناء وجبة الطّعام
الحديث في رمضان عن العبادة
حول المائدة في المساء فقراء مسخ الفقر ملامحهم
ولم يترك لهم إلاّ ما هو إنساني وهو الإنتماء للعائلة
حول الطّاولة في المساء أغنياء مسخ المال طبعهم
ولم يترك لهم إلاّ الإنتماء إلى عائلة
عائلة فقيرة وعائلة غنيّة واحدة تشقي والأخرى تأكل الشّقاء
واحدة تعرق والأخري تأكل العرق
هل شهر رمضان هو مأكولات فخمة وإيجاد الطّعام جاهز
بالنّسبة للإغنياء؟
هل شهر رمضان هو إحترام الجوع والفقر والمرض والتّشرّد
بالنّسبة للفقراء؟
هذا الشّهر قاسي مثل خبز الفقراء
هو شهر الصّيام والإمتناع عن الكلام
هو شهر الكلام مع الخالق
ففي المساء وعند الغروب البشر يأكلون على كلمة اللّه أكبر
اللّه غنيّ على العالمين والمسألة لا تتعلّق بمن صام أو فتر كلّ إنسان حرّ
لكن على الإنسان أن يفحص شعوره ويسأل نفسه
هل يعيش السّعادة أم الشّقاء
شهر رمضان يجرّب فيه الإنسان معاني الجوع والعطش والحرمان
العطش يعلّم معاني الإرتواء
والجوع يعلّم معاني القناعة والإكتفاء
الظّلم يعلّم معاني الضّياء
حكمه هو أن يذوق الغنيّ كأس العرق
ويدفع ثمن هذا الكأس زكاة لهؤلاء الفقراء
لكي بفرح النّاس جميعا بيوم العيد
الفقراء يعرفون مرارة الكأس، فهو مشروط
بالحزن الدّائم والألم والدّائم والجوع الدّائم والمرض والدّائم
هم طيلة السّنة يعملون لأجل اللأغنياء بأبخس الأثمان
تقديرا لهؤلاء الأغنياء ومقدرتهم الفائقة فى الإستغلال
كل أيّها الغنيّ ولا تفكّر في شعور الفقراء
إياك أن تتهوّر ولا تستجيب لطلب السّماء
فالإنبياء كانوا دوما من عامّة الشّعب في صفّ الفقراء
لا شكّ أنّ السفّاح يعيش أحسن من الفلاّح
والمخادعين في نعيم أكثر
من عمّال المصانع والبحّارة والمزارعين
لا شكّ أنّ الذّئاب أذكي من الخرفان
الخرفان يبيعون عرق جبينهم بأبخس الأثمان
الفقير خروف لا يجد في رمضان مصروف
الخروف ضحيّة يموت فداء
الفقير ضحيّة يموت فداء
طاولة الطّعام أيّها الغنيّ ورائها عمّال
ورائها عذاب ومشقّة وعرق وإرهاق
ورائها آلام وموت
فلو فهمت أيّها الغنيّ ما معني رمضان
سيحملك شعورك وضميرك أن تجرّب
ما يعانيه الحصّادين والفلاّحين
ومربّي الدّواجن والخرفان
فأنت تشرب الماء الصّافي
والفقير يشرب ماء الغدير
أنت تأكل ما لذّ لك وطاب
والفقير في الجوع والفقر والعذاب
أنت غطائك الرّيش والقطن والحرير
والفقير فراشه القشّ وغطائه القصدير
إسأل نفسك من أين لك المال
أهو من عرق جبينك بالحلال أم هو عرق العمّال
من مداخيل القهر والظّلم والإستغلال
سرّك وسرّ المال لا يعرفه أحد إلاّ أنت والخالق
فليس عن طريق المال وحده كانت تلك الطّاولة
كلّ ما فوقها عرق وعذاب
ليس الفقر والجوع والمرض
أمر طبيعي بل هي أشياء خلقها الإنسان
ليس الظّلم والقهر والسّلطة والمال أمر طبيعي
إنّما هي أشياء خلقها الإنسان
طوبي لنا من بؤساء نعيش في الإختلال
فاللّه لا يفدي بروحه ولا يحرّر
إلاّ الإنسان الميزان الإنسان الحقّ والحبّ

Aucun commentaire: