mardi 3 mars 2009

الإنسان إبن الحبّ أم إبن الوهم؟

الإنسان يأتي لهذه الدّنيا كما الحلم وبريق الدّموع عليه، يأتي ليجاهد في النّوم وفي الصّحو.
هذا فلان وذاك فلان.
هذا مجاهد وذاك يبكي عليه الجهاد.
ذاك يزهر ويضيئ به المدي وذاك يموت به العدل والحبّ والجمال والحريّة
ذاك في أزهارنا مرسوم، موجود فينا في الكلمات كالضّياء نهدي له السّلام، يهدينا الفرح ويأخذنا إلى عالم الدّهشة والأنوار ويطلّ علينا كالنّجمة من البحر، يستمع إلينا ونطير معه إلى كلّ الآفاق ونحبّه على مستوي الإستشهاد لأنّه يقدّم نفسه فداء لأجلنا وهو مربوط بالفرح العام يفتح أمامنا آفاق الحبّ والحريّة وينسينا العصبيّة والشّرود ويملأنا ثقة بالنّفس ويعاملنا بنقاء ومودّة ووضوح، ويعلّمنا تقاليد السموّ الإنساني فكريّا وشعوريّا.
وذاك في الظّلم يزهر تضيق النّفوس به تكحّله المآسي ويشرب دمعه المالح إذ يتذكّر ما فعل..
ليس له عذر، ينزف دائما فقد كان يعيش على الحقد ويثأر، يذبح النّاس فوق فراشهم بلا إستثناء، قلبه وفكره وأقواله جوفاء، يقول وكلّ ما يقوله هراء، يعزف الخوف والرّعب منه إن طالبوا بالحياة والعيش الكريم هؤلاء الفقراء.
لا شيئ يجيرنا منه فتحت السّياط إن غضب يقتلنا سواء.
حين يخطب في النّاس يقول أنا الحبّ كلّه والوفاء.. المسدّس يشعّ منه الخوف، والعين تشعّ منها النّار ما عساني أكون بدون سلاح أنا أحكم وحدي وقد مات كلّ الأنبياء، إعذروني أيّها الأصدقاء إن قتلتكم فمن الكيّ يأتيكم الشّفاء، أنا بدويّ الطّباع ولا أحبّ العيش بظلّ الهزيمة، بالقوّة أحبّ أن أقول للنّصر كن فيكون، لست أنا القاسي بل أنتم قاسيون..

أطعمتنا الخوف سيّدي ومنك ترتعش الأقلام، أنت حلم لا يفسّر، الورق منك صار أصفر كيف مسّحت على جبيننا التّعب..كيف جعلتنا نحبّك وحدك والدّمعة بالعين تنزلق خوفا من أبوابك الحديديّة؟ يا إلاهي إغتالنا اليأس منك ولبسنا الأحزان والخوف سوارا، لا خيار لنا فلغة الحرب كلّها أفيون ، السّلاح هو الحاكم والحكيم، كم تغنّينا بذاك السّلاح وبما فعل السّلاح فينا قرون وقرون، أرأيت كيف قلنا فيه الأشعار ونثرنا عليه عقود القرنفل والياسمين، فرجال الحرب تصاوير من الحجر والصّخور، كم نحبّهم وكم نحبّ الوصول إليهم، وكم نفكّر فيهم وكم نبعث لهم مكاتيب الغرام مع كلّ حمام وكلّ غمام، نحبّهم لأنّهم جعلوا النّاس تحت الغبار وتحت الدّمار وتحت الخراب وتحت الرّماد.
الحرب جميلة شريطة أن تغيّر إلى الأجمل نفوس العباد، الحرب قتل الظّلم في نفوسنا وليست قتل الآخر والرّكوب عليه كالحمارأو البعير.
إنّ أقسي الأشياء على النّفس ظلما أن يتولّي الحكم ذئب على الخرفان ، يأكلهم بالأسنان ويجعلهم يعيشون الجنون والهذيان..
حين نحبّ نرقص في الهواء مبتهجين، ونمشي في الشّوارع مبتهجين، ونشعر بالرّبيع يهلّ علينا. وتتحرّر الأقلام والآراء ونشعر بالحياة والطّمئنينة ويصبح الماء ينفجر من الرّمال ونكون أكثر خصبا وأكثر عشبا وأكثر عطاء وأكثر بهجة.
وحين لا يوجد هذا الحبّ تحملنا البلاد وجوها مطعونة كالخراف الخائفة من الذّئب فما حيلتنا إن كان المسدّس جميل وحظّنا قليل..
أميرنا الجميل ليس لنا الحقّ أن نسألك الرحيل، على مدي الحياة أنت الحاكم والأمير إيّاك نعبد فأنت ملك يوم الدّين، أنت إنسان ونحن حمير فنحن نؤيّدك لأنّنا خائفين أو طامعين فأنت تعرف معاني السّماء حين يغطّيها االرّصاص ومعاني دموع الأطفال حين تسيل....على أيّ حال أيّ خدش سوف يزول ومحال أن يبقي الحال على الحال سنبقي نؤمن بإنقلاب الفصول وتغيير الأحوال وجراحنا ليس لها دواء سوي التّدخين والكحول..
نحن خراف نتعاطي العلف والماء بلا مشاعر بلا تفكير وكلّنا للموت وليس لنا جميعا على الموت بديل...
.

Aucun commentaire: