mercredi 4 mars 2009

العلم نار .. العلم نور

تشتعل الأصابع والفكر واللّغات، وكلّ غمام يرحل شرقا وغربا ويعدّ لنا المفاجآت، غمام يشجّع على البحث فيما وراء المعاني وغمام يزلزل الكيان، غمام يقول الحياة ثمار وغمام يقول الحياة دمار، قمر يطلع في اللّيل وشمس تطلع في النّهار، لا بدّ لنا أن نختار قبل رحيل القطار وقبل سقوط السّتار.
واحد يعدّ للعصافير ويزرع قمحا وزهرا وحليبا وواحد يعدّ لإحتراقنا الأخير.
هو الحرب .. ماذا نقول؟
شروق النّهار قرار تحرّر واللّيل قرار إنتحار.. كيف يمكننا أن نطير؟
فاللّيل نغفوا به إذا ما إعترانا التّعب ولولاه لما كان شيئا يسمّي نار الحنين يوزّع خبز الثّقافة للحالمين، طريق إلى اللّه يضيئ السّماء ويعطي دروس المحبّة للعاشقين، يغسلنا وينقلنا من حدود المكان فهل هو على عواطفنا المجنونة مسؤول
إذا رمينا بأنفسنا من المجهول إلى المجهول؟
كلّ إنسان يعلم أنّه مقتول وكلّ واحد يعلم أنّه على قوله وفعله مسؤول ، فإذا خالفنا آداب السّلوك فكلّنا نعلم أنّنا جئنا من العراء إلى العراء، وإن نسينا ذلك فتلك من علامات الغباء، لنعترف أنّنا أنانيون حتّي العياء..
هل الإنسان وجها تلتقي فيه الأرض بالسّماء؟
وهل ممكن أن يكون قد قذفته الرّياح كما تشاء بغير طموح وبغير رجاء؟
اللّه يخشي من عباده العلماء لأنّهم يقتلون في الإنسان الطّموح ويصنعون له الرّعب و الأحزان والبكاء.
الموت مقرّر وحقّ على المخلوقات جميعا، لكنّ الموت الّذي يقرّره الإنسان على الإنسان موت مرّ وغير عادل يتحمّل فيه الإنسان مسؤوليته..
فالموت الطّبيعي له فضل السّحاب علينا وعلينا أن نقبل به لأنّه مقرّر وحقّ علينا أمّا الموت المسلّح فله فضل البحر وله مزاج البحر حين يجوع السّمك الكبير عليه أن يأكل، ليس مع البحر شهامة وليس مع الغدر إطمئنان،
الموت الطّبيعي يخاف منه الأقوياء، أمّا الموت المسلّح يخاف منه البسطاء
الفجر يشعل وهمنا بكلّ إحترام يغطّي بالرّيش حين تكون الحياة بغير غطاء، يرمي الأساور ، يرمي الصّور، يرمي الرّسائل..
الفجر يمطرنا خمرا وماء.
واللّيل حزنا أبيض يعلّمنا كيف تكون الحياة بغير رياء يجعلنا نمتطي عربة الوقت ويعلّمنا كيف نستعيد الأشياء
صعب أن نتصوّر إنسان بلا ذاكرة ولا يحمل آثار تملأ أبعاده
وصعب أن يرتقي الإنسان إلى درجة عليا بدون نصّ جيّد يقدّمه يوم الإمتحان
وصعب أن يكون ربيع بدون مجموعة نصوص جيّدة..
بإمضاء أناس جيّدين ومبدعين، الرّبيع لغته عطر الورد وهذا العطر تحتفظ به الذّاكرة فالحزن والدّموع والعمل الشّاق يتخرّج منهم العشّاق..
كما فصل الشّتاء يتخرّج منه الرّبيع، الحزن والدّموع يثريان ثقافة الحبّ..
فحين يقول رجل لحبيبته " أحبّك" فعليه أن يفهم أنّ الحبّ ديانة وتوحّد وضرورة حياتيّة وليس شيئ آخر لكي لا نظلّ نقاتل بعضنا ونكسّر بعضنا ونغالط بعضنا في الحبّ، الجسد معمار مدروس نقطة نقطة كما الزّهور.. ولكلّ جسد رائحة أو روح خاصّة لا يمكن تزويرها أو نكرانها كلّ واحد على رائحته مسؤول.
رائحة طيّبة هي كلمة طيّبة يعني إنسان طيّب، رائحة نتنة يعني كلمة موجعة وإنسان ظالم ومستبدّ ولا يمكننا الآن أن نشتمّ روائحنا إلاّ بعد الموت..
يذبل الورد ويموت ويبقي الشّذي
أخيرا نسأل اللّه أن يديم علينا نعمة الخوف من الموت كي يعرف قوس قزح أنواع البشر ويختار لنا عنوان
يا من حكمتم علينا بالنّار وعبثتم بحقّ وحريّة الإنسان لقد خسرنا الدّنيا وخسرنا حريّتنا وحقّنا في الحياة ولا أحد منحنا الأمان، جرّبوا أن تغسلوا قلوبكم وأفكاركم، جرّبوا كيفيّة الخروج من السّرداب، جرّبوا تتجوّلون وحدكم ولا تحرسكم الكلاب توجعنا أخبار الصّباح يخيفنا عواء الذّئاب يزعجنا النّباح، إطلقوا النّار على الحلم، على الحبّ، على البحر، على الشّمس، على الزّرع، على الأطفال، على الشّباب فلن تفقدونا الأمل للوصول إلى الحقّ والحبّ والحريّة الّذّين عند السّماء، الأرض لكم والملك لكم والخبز لكم من القمح المغموس بالدّموع والآلام والفقر.....

Aucun commentaire: