mercredi 4 mars 2009

الحبّ متعة آي " الحبّ ألم آي"

لا شيئ قبل الحبّ ولا شيئ بعده هو البداية والنّهاية ، لاشيئ قبل الكلمة ولا شيئ بعدها هي الأليف والياء منها تعلّمنا أصول الكتابة وعلم الكلام منها العطور وكلّ النّبيذ، كلّ الحظارات شربت من ينابيع الحبّ والكلمة
يبدع هذا الحبّ وهذه الكلمة في رسم الأشياء..

هو يمشي على قدمين من نار وماء هو الأمام وهو الوراء، هو المرض وهو الشّفاء، كلّ الأمراض النّفسيّة والعضويّة منه ولولاه لما كان شعر ولا كان نثر ولا كانت موسيقي ولا كانت حقول ولا كانت عصافير تطير ولا كان شيئ يسمّي التّعب، هو الدّوار والإنفجار فكيف العثور عليه ؟
أنا أتابع الحبّ بإنبهار وقلقي بغير نهاية.. ملك قدّوس هذا الحبّ بالعين لا يري خنجر في داخلنا يخرج من أنوثة النّار وذكورة الماء..
فلولا الماء لما كانت حياة ولولا النّار لما كانت حياة، هذا الحبّ مسكون بالأسرار هو الملك القدّوس الّذي يكتب في دفاترنا فالحبّ الصّادق بستانا من الورد والحبّ الكاذب أحزان وغمام...
الأوّل لذّة والثّاني ألم، من بيده العصمة في الحبّ النّار أو الماء؟

النّار هي الّتي تأمر وتنهي وتقول كن فيكون فهي الرّوح ، هي الّتي تعلّم أسرار الحبّ فهيّ تحوّل اللّيل إلى نهار والزّهرة إلى ثمرة والدّودة إلى فراشة، هي الّتي تغيّر المسار الجنسي، هي الّتي تعطيك ميداليّة ذهبيّة وهي الّتي تسبّب الأمراض القلبيّة، الرّوح هي الكلمة والكلمة تغيّر العالم فالكلمة منها الألم والسّعادة الّتي لا ندري إلى ماذا سوف تحوّلنا، فكلّ واحد يخاف من جروح المعركة في الحبّ مع الكلمة.
نحن في محطّة تحترق بنا والحبّ أكثرنا حزنا لذلك يجلس ساكتا، فالكلام هو العملة الصّعبة الّذي يجري ويسجّل طبائعنا يوم بيوم..
هذا الحبّ هو سائق القطار يبحث عن محطّة للحريّة وعن أرض للحبّ والعدل يتّجه لها
فالرّعد صفّارته المرعبة والسّحب دخان سجائره..

يمرّ الحبّ بحالة جنون وفوضي وضياع فكيف نطلب منه أن يكون جميلا وسط القبح وصادقا وسط الكذّابين ومؤمنا وسط الكافرين...
هل يكون الحبّ ذاك الّذي مات على الصّليب ليخلّص البشريّة جمعاء؟ لا أعتقد لأنّ الموت على صدر الحبيبة أجمل من الموت على الصّليب فهو أكثر دفئ وأكثر إطمئنان، فذاك الرّجل رمز الكلمة، الّّذي مات ليعطينا الحياة بالكلمة فالكلمة هي المخلّص، الحبّ موقف أخلاقي من الآخر فلا المرأة تقدر على العيش بفردها ولا الرّجل يقدر فهما الإثنين يكمّلان بعضهما كما يفعل الماء والضّوء في الحياة.
النّاس لا يعترفون بكلّ هذه الإحباطات والأمراض والمعوقات الّذي سبّبها الحبّ بسبب نظرة أحادية الجانب، فالحبّ ليس واحد وإنّما إثنان في واحد، نار وماء أنثي وذكر.. الذّكر صلب على الشّجر لأنّه قال أنا الرّب فدفع الإبن تلك الخطيئة على الصّليب. الصّليب هو ثمن نكران الأنثي في المحبّة أي نكران الأمّ والإيمان بالأب فقط.

مواجعنا واضحة وأحزاننا واضحة وتخلّفنا واضح، فلا يمكننا أن ننتظر الحبّ أن يأتي إلينا بل علينا نحن الذّهاب إليه
فهو يجمع كلّ الثنائيات .. الأسود والأبيض، اللّيل والنّهار،، الموت والحياة وعلينا نحن أن نحلّ هذا التّناقض، فالحبّ هو التّحوّل والتّغيير، الرّجال لهم حساسيّة ضدّ الحبّ لأنّ الحبّ ضدّ الّذين يعلّبون النّساء فالأنثي برق والبرق لا يعلّب ولكي يخرج الإنسان سالما من رحلته عليه أن يتعوّد قول الحقيقة، فالحبّ الّذي يبقي يعاني الرّذائل يشعر أنّه كئيب وضائع، فيوم علّب الرّجل المرأة وجعل الحبّ وسط الجدران والأبواب المقفلة إنفجر وإنطفأ وبقي هذا الحبّ في الظّلمة، أي أنّه هرب من الحريّة إلى السّجن والظّلمات وفي هذا السّجن سكن شهريار وجعل سريره مذبح للجميلات وهو في الحقيقة يفتّش عن المرأة الّتي تجعله ينام بسلام مثل الطّفل الصّغير فهي الوحيدة الّتي إستطاعت أن تفهم أنّ شهريار هو طفل في حاجة للحنان وعليها أن تفتح له قلبها وتقطف له منه قصص عديدية لكي يركض في هذا القلب بحريّة أي تبعده عن عالم السّرير الّذي كرهه وملّ منه، شهريار طفل يشتري الدّمي ليكسّرها، فالرّجل في حاجة لإمرأة واحدة تفهمه ويفهمها.
متي يتكسّر الحبّ بين الرّجل والمرأة؟
يتكسّر متي أصبح الكلام مفخّخ لا يقبله الإحساس
الكلمة الجميلة الصّادقة تثري العلاقة بين الرّجل والمرأة..
فالقلب مصفاة ولا يقبل أيّ كلام، لذلك كلّ الّذين يزنون بالكلمة فاشلون وكلّ الّذين يطلبون بها الرّزق تعساء.
فالإنسان الشّريف هو الّذي لا يزني بالكلمة ولا يبيعها لكي يأكل، يجوع ولا يأكل من ثدي كلمته ، فالكلمة هي شرف الإنسان ..ذكر كان أو أنثي..
جوهر الحبّ من جوهر الماء والضّوء لكنّ المشكل كيف تكون النّار أكثر إضاءة وكيف يكون الماء أكثر صفاء
يكون الحبّ أكثر إضاءة حين يركض في الطّبيعة ولا يخضع إلاّ للإحساس والشّعور فما إن خضع للمادّة يموت
ففي عالم السّجن والمؤسّسات يعيش هذا الحبّ الجحيم بعينه. وتكثر الصّراعات والمشاكل بين الطّرفين
علاقة الرّجل بالمرأة كعلاقة الرّمشين ما إن يمتلك الرّمش الرّمش الآخر إلاّ ويأتي الظّلام والموت
فالحبّ لحظة شاعريّة من فكّر أن يمتلكها يموت. خرج الرّجل والمرأة من عالم الحريّة إلى عالم الملكيّة والعبوديّة
من عالم الحبّ الواحد الّذي لا شريك له إلى عالم التعدّد والخيانات والأكاذيب، فكانت تجارب مرّة ومثمرة في نفس الوقت حيث الإنسان من بين كلّ تلك العلاقات عليه أن يختار حبّ واحد يموت لأجله ويتوحّد معه، وإلاّ يموت في الضّياع وحيدا عليه أن يختار الأرض الصّالحة الّتي تناسب طبعه وتطلّعاته.
فالماء وحده ينشف والنّار وحدها تنفجر هما الإثنين يصنعان الحياة ..
نادرا ما ينزل المطر وتشرق الشّمس في نفس الوقت فذاك اليوم كأنّه عرس ولقاء جميل يولد فيه قوس قزح وتزهر الألوان
في ذاك اليوم كأنّ القمر يبكي فرحا والشّمس تضحك فرحا كأنّه لقاء بعد طول فراق وصبر كأنّه تصالح الحياة مع الموت
وزواج الأبيض والأسود، واللّيل والنّهار، والحياة والموت لأجل ولادة طفل سعيد
فولادة قوس قزح كأنّها ولادة بعد صبر طويل وعقم طويل
أجمل ما في الدّنيا رجل وإمرأة يفهمان معاني الحبّ والحريّة
ما لون الحبّ لونه أبيض لذلك نكفّن موتانا بالأبيض..
فإلى أيّ حدّ قلوبنا بيضاء مع الحبّ ومع الآخرين؟ وإلى أيّ حدّ نعتبر الرّجل والمرأة نفس واحد
قوس قزح يفهم كلّ ألوان البشر ويعطّر روائح كلّ البشر، قوس قزح هو من سيستقبلنا في باب الحديقة ليسلّمنا إمضاء حسب نوع العطر الّذي حملناه معنا لكي تلبس الرّوح ثوب جديد..
الحبّ بالأبيض سماء وبالأسود أرض.. الأبيض عطاء بلا حدود والأسود أخذ بلا حدود, الأبيض حريّة وحياة أبديّة والأسود عبوديّة وظلال.
نحن نعيش الحبّ بالأبيض والأسود لذلك يبكي علينا باللّون الرّمادي
ماذا قبل الحبّ؟ وماذا بعد الحبّ؟ ماذا قبل الماء والضّوء؟ وماذا بعد الماء والضّوء؟ الهوي والتّراب
ما معني التّراب؟ وما معني الهوي؟
ما معني ملكيّة ؟ وما معني حريّة؟
ما معني يمين ؟ وما معني يسار؟
ما معني العقل ؟ وما معني القلب ؟
. ....

Aucun commentaire: