dimanche 8 mars 2009

أحبّ اللّه في الفلّ والياسمين

لي حياة أحرقت فيها أشياء وإحترقت بأشياء، حياة قاتلت فيها وقتلت، أنا أضع تفاصيل حياتي على الورق وأفضح نفسي أمام الشّمس
أنا لا أحبّ الحبّ في العتمة والجدران المقفلة ولا أحبّ الحبّ الّذي يسكن الإقامة الجبريّة، ليس معني ذلك أنّي متهوّرة أو مائعة لكن حين أحبّ أجد نفسي في وضع جميل وحين أكون وحيدة أشعر بالفراغ ، بكلّ صدق أعيش مأساة إنسان يتعامل مع مادّة مهرّبة تعتبر خارجة عن قيم المجتمع والمؤسّّسة حيث يفرض على الإنسان أن يعيش بالملح والأشواك والصبّار كالبعير لذلك لا مجال سوى الهروب للخيال قصد الإلتحام بحبّ أليف ينسجه هذا الخيال، ليس في نيّتي إرتكاب أيّ حماقة فلا يحقّ لي أن أفكّر في وجه جديد فحدوث علاقة جسديّة ليست شرط من شروطي، لكن في حالات الفراغ لآ أقدر أن أمنع عيني من إلتقاط أيّ شعاع ضوء ينير حياتي..
أنا أثور حين ترتكب ضدّي أيّ جريمة، كما لا أبرّئ نفسي من هذه الجريمة أصبغ نفسي بالأحمر ولا أقبل الهزيمة
أعيش الحبّ بمنطق الحمام وحين أكتشف أنّي أصبحت دجاجة ألبس الأحمر أصبح مقاتلة ولا أقدر أن أوفّر الرّاحة والسّلامة والإطمئنان وتتحوّل عواطفي عواصف هوجاء وبحر هائج.
أعترف أنّي متوحّشة أمام رجل يستبلهني في الحبّ أو يبيعني جسده لأجل الواجب وروحه في مكان آخر، هذا الحبّ يمزّقني وأعيش به ألما لا يوصف وأسيح في الدّموع وأقتل نفسي وأقتل من يعيشون معي. الحبّ الصّادق أشعر به ويعطيني توازن ويعطيني ثقة في النّفس وأصبح في العطاء نافوة ماء أعطي بلا حساب..
هناك رجال يمارسون الحبّ مع نعجة أو بقرة أو دجاجة هؤلاء ليسوا عندي من صنف البشر، هؤلاء حيوانات آكلة لحوم، فالمرأة المجنونة عندي هي المرأة الّتي ترفض المساومات في الحبّ أمّا المرأة العاديّة فهي الّتي ترضي أن يباع لحمها في المزاد العلني لا بل تطلب مهر غالي وتريده أن يكون حبّ غالي، الحبّ لا يقدّر بثمن مثله مثل الحريّة
كما أنّني متوحّشة أمام رجل يحمل مسدّس ويقتل به طفل بريئ، هذا المسدّس يأخذ عندي أشكال عديدة فالطّفل المحروم من الحنان مقتول، والمحروم من الحياة مقتول، والمحروم من الدّراسة مقتول، والمحروم من الصحّة مقتول والمحروم من حريّة الكلمة مقتول، أنا مقاتلة ضدّ هؤلاء اللّذين يعيشون على حساب بكاء الأطفال والأمّهات، كما أنّي من جهة أخري أستحيل رماد أمام طفل يبكي.. طفل يبكي في الجوع والعراء والعطش يسحقني وأراه أقوي منّي لأنّه يطلب منّي أشياء أنا غير قادرة على توفيرها له، لذلك أقدّم حياتي كلّها فداء ضحكة طفل.. وأقف لأجله أمام النّار والمدافع والإرهاب وكلّ مجرميّ العالم، أنا أعيش مأساة طفل يبكي في العراء ورسالتي في الحياة أن أجعله يضحك..
أحبّ اللّه في الفلّ والياسمين لأنّ الفلّ هو حربي ضدّ البشاعات الإنسانيّة والياسمين هو السّلام والإطمئنان الّذي أنشده للأطفال والأمّهات والرّجال
لا أقدر أن أتكلّم على إنتصارات في الحبّ فهذا الرّجل حوّلني مقبرة وشمعة وقصيدة غير مفهومة، لذلك أعتبر الموت هو إعادة إعتبار لأنّي أحمل بحار من الملح والفجيعة، أنا ابحث عن رجل يفهم مللي ويفهم كم هي عميقة جراحات إمرأة تفتقد لحبّ صافي ..
أكره من لا يفهمون معاني الحرب والسّلم فالحرب والسّلم على هذه الأرض زهرتي دفلي بلا طعم ولا رائحة فالإنسان لا يجد الرّاحة لا في الحرب ولا في السّلم، في الحرب يتحوّل ذئب وفي السّلم خروف والإجرام والجبن
لا خير فيهما، الحرب جعلت للقضاء على التّوحّش ومن المفروض تكون لها رائحة طيّبة ومنفعة للإنسانيّة والمال جعل للعمل الصّادق والفرحة بالحياة, الحرب خلقت دول قويّة وأخري ضعيفة والمال خلق إنسان غنيّ وآخر فقير وأصبحنا في جوّ القطط والفئران نخاف بعضنا البعض ونكره بعضنا البعض
الوقت يجري بنا سريعا والبطل الأوحد هو الموت، متنا لأنّنا عبيد لإبليس ماء السّماء تحوّل لنا مال وضوء الحياة تحوّل لنا نار، نحن نبكي لعلّ مسيحا سوف يظهر في السّماء، هذا المسيح يجب أن تنجبه الأرض تحت رعاية السّماء فهو ليس ماء وليس ضوء وليس شمس وليس قمر بل هو إنسان عصفور، يوم يظهر هذا الإنسان ستكفّ الأرض عن الدّوران
هذا المسيح سوف لن يكون رجل بل هو رجل وإمرأة فلا يعقل أن لا يعترف القمر بالشّمس أو الماء بالضّوء فهما الإثنين عشيقين ماتا يبكيان علينا ماءا وضوءا..
الماء والضّوء إثنان في واحد والرّجل المرأة إثنان في واحد. هكذا يجب أن تنتهي هذه المسرحيّة وينتهي الإجرام والجبن من الحياة..
الإنسان أرقي انواع الحيوانات أرقي حتّي من العصافير، فالعصفور يعمل بفمه وهناك فرق بين عمل اليدين وعمل الفم
فالحواس الخمسة والكلمة والعقل والشّعور والماء والضّوء قدّمتهم السّماء مجانا لهذا الإنسان، فما ثمن هذا الحبّ؟ وما ثمن هذا العطاء؟ وما ثمن هذا الإنسان ؟ الإجابة أتركها لمن يعرفون تثمين الأشياء وأكتفي بالبكاء والصّمت لعلّ تشرق علينا شمسا نفهم بها معاني الفلّ والياسمين -والحرب والسّلم- والحزن والفرح
من يشرب من مال الدّنيا كأنّه يشرب من البحر لا يرتوي أبدا، ومن يأكل من عرق النّاس بالظّلم والإستغلال لا يشبع أبدا
أمّا الّذي يشرب من ماء الحبّ كأنّه يشرب ماء مطر لا يعطش أبدا ومن يأكل من خبر الحبّ أي من عرق جبينه لا يجوع أبدا..

Aucun commentaire: