mardi 30 novembre 2010

الصّامتة الخرساء

تكلّمي حتّي بنوع من الدّعارة لعلّهم يخجلون من دمعك الأزرق وشقائك الأزرق
تكلّمي من أجل المرضي والمريضات، والمجانين والمجنونات، تكلّمي فأنت في حاجة لمن يفهمك
أدخلي عليّ بلكمات قويّة، أدخلي عليّ شحنة من الصّدمات الكهربائيّة، لتسكين نزواتي العصابيّة
مشاهد العنف تتكرّر كلّ يوم من أجل أشياء تافهة، قد تكون مجرّد نظرة حبّ تحدث في شرود،
تكلّمي من أجل المحرومين والمحرومات من الحبّ والعشق والحلم والحريّة
كلاّ أنت لست أنا ولا أنا أنت، أنت الأقوي، حين تطلبين منّي أن أداعب جسدي الجميل
لقد داعبت جسدي، لكنّي حين أبحث عنك لا أجدك إلاّ موت تتكلّمين بلغة لا يفهمها أحد
هنا في هذه الدّنيا نتقاسم الحبّ عاطفة هشّة كالقشّ، عاطفة رهيفة
ونعيش الأيّام الصّاهدة شكّا وخوفا، وحرمانا وجوعا
ونحتفل بغربتنا في أعياد ميلادنا ، بين الخسارة والرّبح بين البكاء والضّحك
الموت يرعبنا، نرفض الموت، نريد أن نبقي في الحياة، نبكي حين تمرّ بقربنا جنازة،
ونشقي حين يموت لنا أحد الأحباب والأصدقاء، ينتابنا نزيف عقلي
ونكفر بالحبّ الّذي خلقنا لكي يأكلنا
فكيف بعد العزّ ينتهي الإنسان في حفرة مظلمة وموحشة وحيدا في البرد أو الحرارة
فكرة الموت تحعلنا نرتجف خوفا،وتفرحنا فكرة عشقنا للحياة
ماذا تقولين؟ الموت أكبر العادلين
نعم هويّة التّيه الّذي يبدأ منه الإنسان حين ينتهي
هو هويّة العزاء الّذي يتكلّم عن الحياة القديمة لكلّ إنسان
إدا نحن في متاهة لا زلنا لم نولد بعد؟
هل في ليلكم عشيقة تحلم بربيع العمر أن يطول وربيع العشق أن يطول؟
هل في ليلكم عشيقة تناسلت كزبد البحر،
وبيدها مناسك التّناسخ الرّوحي من ثغاء البحر
كأنّها في موتها عروسة على حدود جزر المرجان
تكلّمي أرني عرشك وقلعتك
عرشي مرسوم على شفاهكم العليا كطير الحمام؟
دفنت هناك رموز السّلام
وذلك لكي أساعدكم على قهر فكرة الموت
لا ينبغي أن تتصوّروا أنفسكم ميّتين
الحريّة هي مصيركم مع أنفسكم، ولا يقهر الموت إلاّ حبّ الحياة
ثرثروا في المثنّي، وتجمّعوا في المثنّي ، وتفرّقوا في المثنّي
لكن إذا دخل العراك بدافع الهيجان، يصبح قضيّة مليئة بمشاهد العنف
الجسدي والرّوحي، الكلام نعمة والعراك نقمة
الثّدي مثنّي والمثانة مثنّي والحبّ مثنّي والخلفة مثنّي
لا شكّ دستم على الحقّ والحبّ والحريّة
وسقطت أوراقكم صفراء منكمشة على بعضها البعض
ليس لها تعريف سوي الإسم ، تلك الورقة من تلك الشّجرة
وكلّ شجرة لها إسم، شراستكم لا تنتهي، تحافظون على العادات القديمة
في الضّرب واللّعن والقهر والإهانة، فكيف لا تكونون في الموت
بما تفعلونه من رذائل، نعم النّاس لا يحبّون الموت أعرف ذلك
لكن لا عاش ولا تحرّر من حقد على أنثي، فهو بذلك يحقد على الجميع
ولا يحبّ حتّي نفسه، الموت ولادة جديدة، يولد الإنسان الحقيقي كما
تولد الشّمس من رحم الظّلام، لكن ولادة بالجهل والحزن والخوف والبؤس
والظّلم هي في كلّ الأحوال ولادة بائسة،
الولادة إمّا شمسا وقمرا وإمّا تصفية حسابات
المرض والألم والجنون والموت هو ثمن العصيان
قوّة وفتوّة، قويّ يهجم على ضعيف، ثمّ حومة تهجم على حومة
ثمّ قبيلة تهجم على قبيلة، ثمّ دول على دول
لا أحد ينتبه للشّمس والبحر
لا أحد يشعر بالنّجوم والأرواح الغارقة في سواد اللّيل
لا أحد يري الحيوانات حين تجترّ ما تأكله وما تفعله في النّهار
يتملّككم الفرح حين تشاهدون الحنّة تصرخ
على أصابع العروسة وتحلم بالجنّة
الأشجار عديدة أمامكم تلاقحها الرّيح، لتشعركم بأهميّتها
عبث لعب الورق بدون رهان
ورهان الحياة مساواة وحريّة
هذه مهمّة الفنّ حين يجمّل الحياة، فينطبع صهريجها على
بركة شجرة مثمرة أو في مقبرة هي بيت البؤس الجميل
المقابر زاهية بطلائها الأبيض وأكفانها البيضاء
لكنّه أبيض كالح اللّون كالملح
لم يعد عندي ما أعطيه للجياع ولا ما أضيف لهم
رسمي على سيجارة تحترق بين إثنين هما العقل والشّعور
وأحد اريده كريم لأجل الأرض وواحد حنون لأجل السّماء
الظّهيرة صاهدة وأنا أتأمّل الفوضي في البيت
لا أعرف ماذا أفعل للدّموع الهائجة من البحر
تترجم الخبز الحافي، حديثكم عن الحبّ يصلكم رعد
ويحمل لي الجنون ويعكّر مزاجي
نعم أنا الصّامتة الخرساء
فأصنعوا لي إكليلا من الورد المتنوّع
ومنه أزواجا من الطّيور المتشابهة
وخلفهم أربعة صفائح
هم حرقتي وبكائي وغضبي وموتي لأجل الحياة
فأنتم كلّكم معلّقون من حبل واحد وهو
حبل الرّوح والكلمة المقدّسة
والإنسان ليس من هو إبن الجنس
وإنّما هو من يخلق كنور الشمس والقمر
من ظلمة الوجدان من عقله وشعوره،
من كلمته وروحه
فالخيار بين الحريّة والملكيّة أي العبوديّة
هو الخيار بين الإنجيل والقرآن
هو الخيار بين الشمس والقمر
هو الخيار بين الهواء والتّراب
مع الإنجيل الإنسان حرّ لا يملكه إلاّ هواء الحبّ
مع القرآن الإنسان يمكن أن يكون مالك ومملوك

vendredi 26 novembre 2010

الحريّة من العبوديّة

الشّمس تشرق ببشاشة،
لكنّها تغيب وتدخل في الظّلام
حرارتها آتية من الظّلام وشدّة العناء
الحياة من الموت والموت من الحياة
لماذا اللّيل ولماذا النّهار؟
لماذا الموت ولماذا الحياة؟
اللّيل عبوديّة والنّهار حريّة
حزام فاطمة الزّهراء بألوان قوس قزح
وأمّ الحسن والحسين
حمامة لا تبني عشّها على القمامة
عصفورة لا تغنّي إلاّ فوق الشّجرة
في اللّيل والنّهار معنا
اللّيل لكي تحلم معنا
والنّهار لكي ترافقنا
كلّ النّاس يعرفون أنّ الحبّ يتنافي
مع الكذب والخيانة، وهو سرّ الحياة
حيث كلّ إنسان ينام أو يموت وهو حاملا معه
كتابا خاصّ عن حبّه الحقيقي
فهذا الحبّ مشروط بالحزن والألم والجنون والموت
الحبّ بركة في الحياة ومن فهمه يكون له مستقبل
عظيم معه
الشّمس تشرق وتغيب لأجل العبوديّة والحريّة
تشرق كأنّها مولودة من حزن كبير
تعاشرنا في حبّنا وعشقنا
وعملنا وطريقة تفكيرنا ومشاعرنا
وإختياراتنا في الحياة
ننام معها ونستيقظ معها
تلاحقنا في الواقع والأحلام
هل هي بكلّ ذلك تكرّس بغضا لنا
أم أنّ لديها أبناء يتغذّون بالرّذيلة
ومصيرهم مع الخطيئة
هو العبوديّة والموت
الضّوء من الظّلام والحريّة من العبوديّة
خلق الإنسان لكي يتحرّر أو يستعبد
خلق الإنسان لكي يحيا أو يموت
هل صحيح سنصبح أحرار
الحنين للحريّة ولد معنا
والحكم بالموت ولد معنا
ذكريات ممزوجة بالفرح والحزن
بالحريّة والملكيّة ، بالعشق والزّواج
أنت بائس يا ولدي لأنّ أمّك بائسة
أباك يغمرها بالقهر والظّلم، حين تنجبك
يكون عقابها اللّعنة والإحتقار والعار
وغالبا ما تكرهك وتريد أن تسقطك من رحمها
تتقيّأ كلّما شمّت رائحة العبوديّة الكريهة من أباك
كلاّ أنت لست مثلها ولا هي مثلك
هي عبدة وأنت حرّ، بإمكانك أن تخلق من أمّ أخري
وهذه الأمّ هي الشّمس العذراء والكلمة العذراء
إذا ينبغي لك عن طريق الشّمس أن تعالج قهرك
حيث تقدر أن تخلق منها إنسان حرّ
وذلك حين لا تعيد مرّة أخري ما فعله أباك بأمّك
فالزّواج عبوديّة والعشق حريّة
الزّواج أساور وخواتم وسلاسل ذهبيّة
والعشق قناعة وراحة عقليّة وشعوريّة
فرق كبير بين العشق والزّناء
الزّناء هو الكذب والخيانة والعشق صدق ووفاء
الضّوء من الظّلام والحريّة من العبوديّة
والعشق من الزّواج
يعني الزّناء هو مرحلة الحيوانيّة
الزّواج هو مرحلة النّضج العقلي
العشق هو مرحلة التحرّر من القيود
الموت يرعبنا جميعا
كيف سنفكّ العقد المؤتلفة حول أعناقنا
نحن خلقنا لكي نتحرّر، فعلى أيّ أساس
تكون الحريّة
على أساس إخراج الحبّ من المساومات الماديّة
فيصبح بذلك الحبّ لذات الخالق المبدع
وليس لذات العبوديّة والمصلحة والخوف والطّمع
لا يجب أن نترك الحبّ قابعا في الظّلمات
بمزاج عصبي يألم الإنسان
ويدمي الوجدان الإنساني
هل الحبّ خلقنا ليهدّدنا ويحرقنا بالنّار
أم خلقنا لنسعد به ويسعد بنا
فكّروا فيه يمثّل دور المهتمّ بالحريّة
هل سيحرّر المتضاربين والمتصارعين
هل سيحرّر الشّياطين؟ والكاذبين والخائنين
الحبّ يحبّ المساواة وينتظر الفرح
لكي نفرح معه حدّ الدّموع ويفرح بنا
فحين يفتح المعلّم دفترك ويجده مليئ بالأخطاء
يحرمك من فرحة النّجاح ويخرجك من رحمة الدّرس
لك كتب صالحة لكلّ زمان ومكان تعلّمك
ما معني الحريّة وما معني العبوديّة
لا تموتوا وتتركوا الحبّ يموت معكم غاضبا أو حزينا
إنّ هذا الحبّ شرطي سرّي وصديق ورفيق العمر
ومعه نذهب للحريّة أو العبوديّة
للنّور أو الظّلام، للسّعادة أو الشّقاء
وذاك جزاء ما قدّمناه له من خير وشرّ
كنوز الحبّ لا حدّ لها وعذابه لا حدّ له
شتاء ممطر يعني ربيع مثمر
وحرّ شديد يعني خريف عاصف
الدّموع رحمة والنّار نقمة
الشّجرة والعصفور أجمل ما أبدع اللّه
للإنسانيّة من حلول
هما صورة المساواة والحريّة
ومن أبدع الأشجار والطّيور
فكيف لا يبدع الإنسان العصفور


mardi 23 novembre 2010

البحر والإنسان

البلاغة من البحر لها رائحة
التّبغ في أفواه العاشقين،
تصنعها مرارة الحقيقة

قلوب مليئة بالهموم وعيون محمرّة
تشتعل كالجمر في يوم يقظ،
القلوب خزائن الوجد

في كلّ قلب غيمة لا تزول
والبحر ينتفض في مخاض شديد
لأجل ميلاد جديد

كلّ واحد يستمع لغيمته،
من الكلمات كلّ إنسان له سجلّ ذهبي

وكتاب يروي له كلّ المشاهد الّتي مرّ بها في الحياة
البحر في شكل ذاكرة ينتفض والإنسان في مخاض،
يريد بريقا واضحا للحريّة

لا حريّة للإنسان في السّماء
و لا في الأرض والخطوط ضائعة،
تاه الإنسان يبحث عن نفسه من خلال الأديان

تجمّلي يا كلمة الأحرار، تجمّلي بالأحمر والأبيض
فأنت العلم وأنت الهمم والذّمم

وأنت الشّروق وأنت المغيب،
أنت الإنجيل والقرآن
وأنت القداسة والكرامة
لفافة أنت يدخّنها البحر، إلي حين يحضر الزوّار
إلى حين يحضر الضّيوف
فالميلاد الحقيقي بالرّوح والكلمة،
إرادة الحياة كلمة فوق رؤوسنا
برعدها وبرقها وريحها

درّبوا نفوسكم على عدم الصّدق والوفاء
وأجعلوا البحر يبيع السّمك

لأرض قانونها حوت يأكل حوت
وقليل الجهد يموت

لسانكم أطول من ربطة العنق
حين تتكلّمون على الإنسان
وحق وحريّة الإنسان

لا يفهم لغتكم إلاّ الشّمس والبحر
فيحوّلان شكل الإنسان إلى أشكال من اللّحوم

تباع مثل بضاعة في الأسواق السّوداء
في اللّيل والنّهار
اللّحوم بظاعة للإستهلاك,
لغة الشّمس والبحر لا يفهمها السّلاطين،
هذا البحر سوق نلبس منه ما نريد

فنحن نبيع الحبّ ونشتريه بالمال
وهو يبيع الإنسان ويشتريه
بالكلمة والرّوح
فالعملة الصّعبة بالنّسبة للبحر
هي الكلمة والرّوح

وحسب صدق ووفاء الكلمة والرّوح
يكون صدق ووفاء اللّباس والجلد

نار هذه الكلمة في السّوق تبحث عن الأكل
أمامها تركع الكلمات، ويصرخ
كلّ من حاول الصّعود للسّماء

سقوط الإنسان على الأرض كان أمرا مقضيّا
خبزه منقّع بسفك الدّماء والجريمة
عندما يبسط اللّه للإنسان غيمته الخاصّة في الحلم
على هذا الإنسان أن يبحث عن لباسه الحقيقي،
إرادة الحياة حريّة، وهذه الحريّة
هي بألوان قوس قزح

يعطيها البحر للإنسان حسب الخير والشّر
المستبان في غيمته وكلمته وروحه

قليلون من عدلوا في الحياة،
آمنوا وناموا مطمئنّين

كثيرون من ماتوا بلا ذنب أبرياء
الخوف من الغرائز السّاكنة فينا
حين يشبع الإنسان غريزته يلعنها

والكلام يصبح مقرفا،
في القلب جبال من الكلمات

وفي الكلمات حكايات،
وفي الحكايات غيوم سوداء وبيضاء

البشر يعطون للحبّ اللّون الأحمر والأصفر
لون الحرب والغيرة
البشر يعتقدون أنّ الشّرف هو سفك الدّماء
والحريّة تعطي بالقتل وليس بالقول والفعل
إذا مشكلة الحريّة للإنسان لا حلّ لها؟
أليس لنا خروج من هذه العبوديّة؟
فالحكم بالموت صادر ضدّنا من قبل الولادة

ونحن أحياء كأموات، ما هي الحياة بدون حريّات،
هل هي الحريّة
مجرّد مادّة تعصف بنا جوعا وغبارا،
نحتمي بها لتنجّينا من العواقب

أليس الحبّ ممتدّا على كامل الأرض الواسعة،
له شمس واحدة وماء واحد وهواء واحد وتراب واحد
كيف جعلناه في الأسفل من كلّ شيء

من جمهرنا وجعنا كالتّراب بعضنا فوق بعض
اللّه يفضح الجمهور والجمهوريات
ويفضح القوانين الّتي تقود الإنسانيّة

إلى كثبان من الرّمال لأجل المال والمصلحة
الحبّ خلافا لقوانين المال ليس فيه

تشريعات ولا قوانين، وليس له وطن،
الحبّ حريّة وتكوين عاطفي وفكري

الحبّ محرّم في التّشريعات الماديّة
الحبّ ليس إلاّ عبد نقضي به مصالحنا

ونلوّن به طبائعنا،
الكلمة خمرة الحبّ المقدّسة
وركعة الحبّ المقدّسة
قال التّوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة

إنّ أنواع الحيوان الكثيرة مؤتلفة في الإنسان
نعم هي غمامات وكلمات فوق رؤوسنا
والصّوت مخيف ومرعب

الرّعد ليس صوت الإنتخابات
وإنّما هو صوت من يعرف حقيقة

صناديق الأموات، ماذا فيها
وماذا تحمل من سواد
إجعل رأسك يا صديقي فوق التّراب ونم

فأنت الآن في يوم إنتخاب
كيانك مليئ بجميع الحيوانات،
فأيّ حيوان تنتخب، وأيّ الحيوانات تمجّد

ومع أيّ جمهور من الحيوانات
تختار أن تكون

إن كنت ستختار الإنسان
فالإنسان الحرّ لا يحكم ولا يحبّ من يحكمه
لا يظلم و لا يحبّ من يظلمه
لا يعتدي على الغير ولا يحبّ من يعتدي عليه
حارس الصّندوق أمين جدّا،
ولا يعطي إلاّ حقيقة ما يوجد
في الصّناديق،
حارس الصّندوق هو الماء والضّوء السّاكن فينا
فهل يمكن الكذب على الزّمن المرافق في صورة ظلّ
حارس الحبّ لا يكذب، لأنّه الصّوت الّذي نتكلّم به
عمله هو إنتخاب الإنسان من الحيوان
وإنتخاب عمل النّحل من عمل النّاموس والذّباب
فعمل يعطي الشّفاء وعمل يسبّب الأمراض النّكراء
هناك قرص فيه الدّاء وقرص فيه الشّفاء
وتبحت في أعماقك عن تفسير
لهذا العشق الإلاهي للإنسان
فتعجز،
لكنّك تدرك جيّدا أنّ الإنسان الحقيقي الحرّ
يستحقّ العشق والتّقديس والتّكريم

بأصابعه فقط يعمل لك أشياء تجعلك تعشقه
فماذا فعلت بالإنسان أيّها الإنسان
شيّدت له من وجع الظّلم والقهر سجن
وقلت إنّه نظام وعدالة وأعطيته أوراق

تثبت أنّه مواطن حرّ وهو سجين؟
وشيّدت له السّجون والمستشفيات

والمقاهي والحانات والمواخير
ماذا لو قال لك المسيح إنّي مع من تحرّورا
من الوحشيّة والظّلم والعبوديّة
وأصبحوا يستحقّون كلمة وروح الإنسان الحرّ
ماذا لو قال لك الرّسول
إنّي مع توحيد القبائل والشّعوب
ولست مع التّفريق والتّقسيم
ماذا لو قال لك المسيح إنّ موتي وقيامي
من أجل سماء بلا حدود
ماذا لو قال لك الرّسول إنّ حربي وحبّي
وموتي وقيامي من أجل أرض بلا قيود
ماذا لو قال لك المسيح والرّسول إنّنا
رسل اللّه الحرّ؟
خفق حلم الحريّة، مع عبادة المال ورأس المال
وجفّ سيل حبّها العارم يتدفّق آهات

وحروب ودماء وأوجاع، الموت، الموت، الموت
للحقّ والحبّ والحريّة
ولا قدرة لك بالخلق أيّها الحاكم
سبحان اللّه كم أنت قادر على القتل والقهر والقمع
شيّدت خيول جافلة وأخري لها ألسنة تتقن زيف الكلام
وتبيع لأجل مصالحها راية العزّة والكرامة الإنسانيّة
وفرحت بحبّ زائف هو في حقيقته خوفا أو طمعا
ما كان الحبّ يوما جلاّد، يصنع الهراوات الجميلة
فكيف أصبح هذا الحبّ يصنع ملابس الشّقاء الزّرقاء
في هيئة أجساد، الحبّ له ملك لا يبلي
وسلاحا يستخلص الدّروس ممّا حدث في الحياة
من مواطن الشّغل،
الحبّ بناء وتكوين لميلاد جديد حرّ

يا لطيف تذكرة الطّائرة مكلفة على المسافرين
فكيف المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين
كلّ هؤلاء المعتقلين أهل وإخوة
يريدون الأرض جنّة يطيب فيها العيش

دعوة إبراهيم عليه السّلام كانت
اللّهمّ إحعل هذه الأرض آمنة

وأرزق أهلها من الثّمرات والخيرات
دعوة إبراهيم كانت الجنّة والأمن والسّلام
دعوة رأس المال كانت اللّهمّ إجعل الأرض
فرق ومذاهب وملل و قبائل وشعوب

وإرزقنا بالهراوات والسّلاح والمال
كي نكسّر ونهدّم
ونشرّد ونجوّع وتسفك الدّماء،
فالإنسان أمام المال لا يسوي شيئا
دعوة رأس المال كانت النّار والفتن والحرب
لأجل المال والمصلحة
إنقلب كلام اللّه والأديان وصفّق النّاس
للمال حتّي تهرّأت أياديهم

هل تصدّقون أنّ الإنسان اليون
أصبح يدفع الرّشوة
كي يقوم بكلّ شؤون حياته
هذه الرّشوة للمحامي ، للمعلّم، للنّفابي، للطّبيب،
ما عدا البعض والشّاذ يحفض ولا يقاس عليه
الإنسان أصبح يدفع الرّشوة لكي يعمل ولا يجد عمل
المرأة صوتها عورة، وكلامها عورة وجسدها عورة
والشّمس صوتها ماذا إذا ؟
، صوتها عورتكم جميعا

غمامة سوداء، بناها الزّمان لترافقنا مشكورة
بجيش أوّله من عندها وآخره من عندها
جيش قادر أن يهدّم عرش الإنسان ويبنيه
حسب ما هو موجود في الصّندوق أي في القلب
فالقلب الجيّد في التّراب الصّادق جيّد والقلب السّيئ
في التّراب سيّيئ
جيش اللّه محمّل بالخبرة والخلق وليس بالسّلاح
جيش ينشد الحريّة وليس العبوديّة
جيش يعمل لأجل الجمال وليس لأجل المال

التّعاون هو الّذي يصنع الإنسان
وليس الإنسان يصنع التّعاون

إرادة الشّعب هي إرادة الحبّ،
وإرادة الحبّ هي إرادة الحياة

من هو الحاكم إذا؟
الحاكم إمّا مع الشّعب أو ضدّه
إمّا يبني أو يهدّم
إمّا حبّ وإمّا حرب،
إمّا عادل وإمّا مصّاص دماء
كذلك اللّه مع الإنسان إمّا حبّ وإمّا حرب
بالحبّ تكون أيّها الإنسان أو لا تكون
فيجب أن يكون الشّعب هو الحاكم
والحاكم هو الشّعب

الشّجرة تزهوا بالعصفور
والعصفور يزهوا بالشّجرة

المساواة تزهوا بالحريّة
والحريّة بالمساواة

كذلك بالنّسبة للحبّ
الرّجل بالمرأة والمرأة بالرّجل

هما الإثنين إنسان والحبّ إنسان
هذا الحبّ رحمان رحيم
فكلّ صباح يمحي للإنسان
ماضيه الأسود إن قرّر أن يتحرّر
من عبادة المادّة وشرورها،
فالمادّة تحوّل الإنسان حيوان بما تفعله
فيه من مغريات كاذبة تجعله يندم فيما بعد
عير قادر أن يضحك أو يبكي
فقد عاش في الحياة إنسان أعمي لا يعقل ولا يشعر
عاش كالحيوان بالغريزة لا يعرف للحبّ معاني العمل
والعطاء والصّدق والوفاء

samedi 20 novembre 2010

روح اللّه وكلمة اللّه

سماء التّلاميذ برق ورعد، سماء التّلاميذ ضوء وماء
حبّ ينتفض يضرب في الصّخر فيتفجّر الصّخر
براكين من النّار وأنهار من الماء
جنون الحبّ مقابل جنون الإنسان
الكلمات الفحميّة يحفضها الرّعد ويشحن بها
الأرواح الجحودة يحفضها البرق ويشحن بها
منذ ولدنا والخوف يسكن فينا، في بيوتنا
ضوئان فوقنا كلّ واحد منهما
يريد أن يطفئ ضوء الآخر
علاقة خسوف وكسوف بينهما،
علاقة نفور بينهما
كي يتذكّر الإنسان الحبّ الأوّل
يجب أن يجرّب الحبّ مرّة ثانية
كي يقدر أن يفرّق بين السّعادة والشّقاء
بين الحريّة والعبوديّة
كي يعرف ما معني الضّوء وما معني الظّلام
خروج الإنسان من الفردوس حصل
عن قصد أو عن غير قصد
ألفاظ غريبة تصدر منّا
حين يشحن الحبّ بالغضب
كلامات وألفاظ يصبح بها هوانا أسود
كلمات تسمعها المرأة من الرّجل
تفجّر قلبها بالبكاء
وأعمال تصدر من المرأة
تفجّر قلب الرّجل كالبركان
الخطيئة والرّذيلة تقتل الحبّ و تحيله حرب
سعادة القلب مع الكلمة الطيّبة
فالكلمة الطيّبة هي ماء الحبّ والحياة
الكلمة الطيّبة هي ضوء الحبّ وضوء الحبّ
خبز الحياة،
الكلمة الطيّبة الصّادقة تزرع في القلب بساتين
وجنّة تتغنّي بالإزهار والاشجار والأطيار
الكلمة الطيّبة نور يضيئ القلب ويرشده للخير
الحبّ ضوء وماء ينعكس على العيون والملامح
في حالات موت الحبّ تفقد العيون
الحنان وتصبح شرسة
كآبة الحبّ تنعكس على النّفوس
فالنّفوس غائمة والجوّ كئيب،
يردّ الكأس رعدا وبرقا
نحن نحبّ العبوديّة ولا نحبّ الحريّة
نحن نؤمن بالزّواج ولا نؤمن بالعشق
نحن نعبد الأفعي في كلّ حركاتنا
والأفعي تدخلنا لعوالم الظّلم والوحشيّة
والكذب والخيانة نساء ورجال
الطّمع والخوف يجعل المرأة
خاضعة لرجل لا تحبّه وتمثّل عليه دور الحبّ
والسّلطة والمال والرّجولة تجعل الرّجل
يتلذّذ بإستعباد المرأة وقهرها
فالكلمة والرّوح مشحونتان بالغضب
من كلا الطّرفين
ولا أحد منهما يرضي أن يموت لأجل الآخر
فالموت الآجل الآخر لا يكون إلاّ
في حالة العشق والعشق قناعة عقليّة وشعوريّة
لذلك يقول المسيح في الجنّة النّاس
لا يتزوّجون لأنّ الحبّ حريّة وليس ملكيّة
الرّجل والمرأة ملكا للحبّ
وليس الحبّ ملكا لهما يفعلون به ما يشاءون
لذلك هو الّذي يجمّع وهو الّذي يفرّق
وهو الّذي يفعل بهما ما يشاء
الرّجل يريد أن يسيطر على المرأة بالمال
المرأة تريد أن تسيطر على الرّجل بالبنون
لذلك الحريّة هي لرجل يعبد الحبّ ولا يعبد المال
وهي لإمرأة تؤمن بالحبّ بدون خوف أو طمع


jeudi 18 novembre 2010

االقرآن

صور وآيات ومذكّرات لا ينساها من عاش معها
سافرت معنا ولا أحد شاهد ما تقول
نعيش الإختناق، ولا نمارس سوي جنون اللّيل
هل ما قاله القرآن موت إفناء،
أم إثبات، أم تحمّل المصاعب
أم نشوة، ربّما لا شيء ملأنا منه
سوي نزواة تصنع صواريخ
من جمال النّساء الجسدي
السّفر حلم وليس المكوث في الكهف
والكلمة تجوال في صفحات الطّبيعة الإلاهيّة
فالقرآن هو بحر يختزل
تجارب عديدة ومتعدّدة عن الحياة في الأرض
نتخلّي عن الأرض ونبحث عن عوالم أخري
هذا هو هدف العلمانيين والمتديّنين
نحن نحفظ الكلام ولا صلة لنا بالعنين
نحفظه لكي يكون نورا في القبر
وليس في الحياة
في النصّ القرآني الحزن والفرح،
الجنّة والنّار، الإنسان والحيوان
أهذا كلّ شيئ ؟
النّصّ يدعونا إلى عقلنة الأشياء
عين على البحر وعين على الحجر
هويّة التحرّر وهويّة السّقوط
جبال عالية هذا الحجر، والأرض لو بسطناها
تقينا من أخطار البحر، وهيجانه وعواصفه
لنبدأ من جديد كي نستعيد هويّتنا
"والأرض بسطناها" قرآن كريم
فكّر أيّها الإنسان في المغامرات الّتي تقودك
للفردوس والتّي تقودك إلى المجهول
الشّمس كلبها شرس لا يرحم
ينبح عليك من شبّاك القبر المظلم والموحش
فعوض أن تفجّر أخاك فكّر كيف تفجّر
حجر الجبال، لأنّ البحر بدأ يهدّدك بالخطر
سجن أنت فيه لا ينتهي
وتجاهل عمق النّصّ لا ينفعك
فكّر في حلّ لهذا الإختلال الطّبيعي والإنساني
فكّر في التّوازن بين التّراب والماء
وبين المرأة والرّجل، وبين الفقر والغني
كي يتعادل الطّقس ولم نعد نشهد هذا البرد الشّديد
وهذه الحرارة الشّديدة، كي يصبح الطقس جميل
والحياة جميلة بكلّ فنونها
وحظارتها وروعة الإنسان فيها في جنّة أبديّة
مذكورة في القرآن الكريم، لا جنّة لك بعد موتك
إن كنت ظالما أيّها الإنسان، إن كنت تعبد المال
ولا تعبد حتّي نفسك كإنسان عاقل وله أحاسيس
وكلمة ويدين يصنعان الخير للأرض والإنسان
والربّ العظيم الّذي خلقك له الحريّة الكاملة
في أن يحيي من يشاء ويميت من يشاء
وهو في الموت والحياة غير ظالم لأنّه أعطاك
كلّ شيئ كي تصنع الجنّة بكلتا يديك
هل كنت صالحا في الأرض كي ننال السّماء
الحرب والقتل والظّلم والتوحّش لا يصنعون
إلسّعادة بل يصنعون العذاب والشّقاء
صور عديدة في القرآن، تدعوك للتّفكير
فما معني صورة النّحل
العسل حبّ وقّاد يشتعل
حبّ كبير وليس لعبة قذرة
العسل يشفي العقل والأمعاء
ويهذّب التّفكير
ويخرج التّفكير من ظلام هاطل
النّحل هو بطولة الحبّ لمن ظلّوا طريقهم
لكن ليس هو النّظام الأمثل لأنّه يعتمد
على الإناث دون الذّكور
فحين تموت الملكة يموت الجنود
مثل أرض تموت منها الشّمس
بحكم كثرة الدّموع والفقر
يموت كلّ البشر ويعمّ الطّوفان
وتموت فيها الحياة
من يرضيه أن يندثر الإنسان من الأرض
لقدحفر قبره بيده ودمّر نفسه بعقله وشعوره
وقد خلق لكي يتحرّر بحسن سلوكه في الحياة
الصّلاة صدق ووفاء للأرض والإنسان
الإسلام دين وحدة وتعاون وتآزر وتعارف
والحبّ وحدة بين المرأة والرّجل
لم يخلق الرّجل لكي يسيطر على الأنثي
ولم تخلق الأنثي لكي تسيطر على الرّجل
كلاهما في حاجة للآخر
فماذا يمكن لنا أن نفعله لأجل المستقبل
بإعتبار أنّ الأنظمة الأنثويّة موت
والأنظمة الذّكوريّة موت
الحلّ هو الكفّ عن الكذب والخيانة والزّناء
والحروب المدمّرة، والجري على تكديس الأموال
كالجبال، المال مثل التّراب ذنوبه ثقيلة على الإنسان
الكفّ من طبخ الدّجاج والهذيان الفارغ
الكفّ من العوم في المياه العكره مثل الضّفادع
إنّه نداء الصّدق والوفاء بين الرّجال والنّساء
صدق هو التّراب والبحر وفاء
أن نكون أصدقاء أوفياء خير لنا
من أن نبقي نزعج بعضنا
بسواد الماضي، ونحاصر
بعضنا في الطّرقات
والأزقّة الضيّقة من أجل لحم
ميّت نأكله أو نتسلّي به
ونشعر دوما أنّنا خائفين حزاني متذمّرين
لأنّ الحبّ الجنسي لا يغذّي العقول والمشاعر
بل يزيدنا نقمة ونار وعذاب ضدّ بعضنا البعض
ويخلق فينا الشّك والغيرة والبغضاء والغدر
يجب أن ينتهي زمن الدّعارة الجميل
والمواخير الغاضعة لفقر الحبّ والعشق
وبيعه بأبخس الأثمان
بضوء العقل والشّعور يتكامل
الإنسان وليس بالجنس، الحبّ قناعة بالآخر
لا تتزحزح ولا تتغيّر ولا ينتابها السّواد والظّلم
المرأة تجد الرّجل الضّوء
والرّجل يجد المرأة الضّوء
كي يضيئ كلاهما الآخر
الجمال جمال الكلمة والرّوح،
الجمال جمال العقل والشّعور
ما عدا ذلك كلّ شيئ
يسقط الإنسان في الحيوانيّة والتوحّش
جسد بلا عقل بلا شعور بلا روح
هو جسد ميّت أو حجرة تتحرّك
لا تسمع ولا تري ولا تعقل ولا تشعر
رجال هذا الزّمن الخائب الحزين
المريض المجنون
يستعذبون مضاجعة أنثي لأجل جمال مصنّع
ومستعار بلا حبّ وبلا قناعة وبلا عقلانيّة
ونساء يستعذبون مضاجعة
رجال لأجل المال والمركز
والفيلا والسيّارة
بلا حبّ وبلا قناعة وبلا شعور
لا شيئ يدمّر الإنسان
مثل الكذب والخيانة والزّناء
رجل كان أو إمرأة
لأنّنا جميعا خلقنا من طينة صادقة
جسدا وروح وقد تلوّثنا بحبّنا للمادّة
إنّه عذاب شديد حين يبيع الإنسان
الحبّ والعشق والصّدق والوفاء
ويشتري الحرب والكذب والخيانة والزّناء
عذاب شديد أن يبيع الإنسان الحياة
ويشتري الموت، ويبيع الإنسانيّة والإنسان
ويشتري الظّلم والتوحّش والحيوانيّة والحيوان

mercredi 17 novembre 2010

الحياة والموت

غالبا ما نشعر بالوحدة يجلس الموت ضدّنا متبجّحا في خواء
متفرّدا بنا بوجه لا يوحي بالصّداقة،
شيئ ما باطني يجعلنا
خائفين، متألّمين، نصرخ،
نغضب، نبكي، نتوجّع
شيئ يعيش معنا كالرّيح، كالرّوح،
يأخذنا في النّهار ويرمينا في اللّيل
كالأشلاء، يأخذنا في الحياة
ويرمينا في الموت
لسنا إلاّ عجينة مهترئة من تراب وماء
كيف إستولي علينا مؤقّتا؟ وبأمر من؟
لا شكّ أنّه بأمر زمن أبدي لا يموت
هذا الزّمن المؤقّت إن تجاهلناه يتجاهلنا
وإن نفيناه لا يتعاون معنا على النّصر
رسالته في الحياة هي الأعدام ما عدا الصّادقين
يعذّبنا بكلّ الأشكال لأنّه يشعر أنّه سجين
لا يتحرّر إلاّ حين ينام الطّين والماء أو يموت
دائما يعلن إنقلابه علينا فننهض على مزاجه المتقلّب
العاشق لقتل الإنسان الجسد ( الطّين والماء)
فهو لا يثق في الإنسان
فهذا الإنسان بالنّسبة إليه طمّاع وجبان
وعاشق للمصلحة، على حساب تضحياته
هل يعقل لهذا العابث أن يحكم بالإعدام على الزّمن؟
له أن يكون ما شاء إلاّ إنسان
نعم أرهبه ، ولا أثق فيه، لأنّه كاذب وخائن
ولا يشعر بأيّ خزي ولا ندم، حبّ خائب
من جنس خائب ، من رماد وفحم وسواد
جنس كلّه كذب، وكلّه خيانات
ما هو الإنسان بالنّسبة لك يا زمن
هو كلمة وروح هو نفس
وما دورك أنت؟
أملأ له الكأس بالشّعير و العنب المعتّق
وأجعله يركع على التّراب
ويبكي على نفسه بكاء السّحاب
أنا أعمل لأجل النّفوس الّتي تستحقّ الحياة
والنّفوس الّتي تستحقّ الموت
الصّدق والوفاء حياة، الكذب والخيانة موت
النّفوس الّتي تستحقّ الحريّة
والنّفوس الّتي تستحقّ السّجن
أعطني مساعدة
لم تلحّين؟
يدك اليمني صدق ويدك اليسري وفاء
اليمين واليسار صدق ووفاء؟
هما الحرب، هما الضّرب ، هما التّصفيق
هما التّعاون، هما هما هما
ما خلقا إلاّ لأجل الصّدق والوفاء
التّراب صدق والماء وفاء
الرّوح صدق والكلمة وفاء
قل لي لأجل من تعمل مع التّراب والماء؟
لأجل الجنّة في الأرض والسّماء
لا ينجوا من الموت إلاّ الصّادق
لأنّ التّراب صادق
لا ينجوا من الماء إلاّ الصّفاء
لأنّ الماء وفاء
الرّوح والكلمة يعملان
لأجل الصّدق و الوفاء
إذا كلّ الأشكال التّي هي على التّراب
وكذلك في الماء هي نتائج الصّدق والوفاء؟
من أنت يا زمن أنا الحبّ والحرب
الحبّ على الأرض لا يكون مثمرا
إلاّ على أساس الصّدق
ما تسمّونه صداق
الحبّ في السّماء لا يكون مثمرا
إلاّ على أساس الوفاء
والصّفاء الرّوحي
فنار الحبّ نور أساسه الصّدق
ونور الحبّ أساسه الوفاء
أمّا الحرب فأساسها الكذب والخيانة
فنار الحرب هي قتل الإنسان بالسّلاح والمال
الحرب لأجل الموت، الموت حقّ التّراب
الحبّ لأجل الحياة
الرّوح نار ونور
الكلمة نار ونور
التّراب موت وحياة
الماء موت وحياة
التّراب سجن وحريّة
الماء سجن وحريّة

lundi 15 novembre 2010

كيف تكون الحياة جميلة وممتعة

مفتاح الحياة جمال الطّبع
وحلو الكلام رحيقها

ضوء العقل هو تاجها
ونور القلب هو نعيمها

الحياة تنشد الجمال الملائكي،
فمن خلال البحر نفهم

أنّها تألّمت كثيرا وبكت كثيرا
الحياة لا تزال تستعمل
في الملابس المستعملة

الرّهان هو العدل والحريّة
هل ربحنا في الحياة أم خسرنا؟
نحن كلّنا عشّاقها
لكن كلّ واحد منّا يعشقها بطريقته

الفقراء هم الحالمون الحقيقيون
فهم في قبورهم يحلمون
بالإتّساع والعمل المثري

يعملون حتّي يغمي عليهم
من التّعب ثمّ ينامون

يبيعون قوّة عملهم
لغيرهم مقابل أجور زهيدة

الثّقل ملازم للأسياد واللأغنياء
فهم لا يحلمون بشيء إلاّ الإستغلال
يصنعون كوابيس الفقراء
يصنعون لهم الخوف والرّعب والإذلال
يعاملونهم بكلّ أنواع الإبتذال
لو طالبوا بحقّهم في العمل
أو في الحياة الكريمة
ومهنتهم هؤلاء الأسياد الأغنياء
كيف يسرقون بمهارة
وكيف يمتصّون العرق والدّماء
حقوق الآخرين يضعوها في مكاتيبهم
وفي حساباتهم الجارية في البنوك
هؤلاء تبتسم لهم الشّمس وقت القيلولة
قائلة كم أنتم دواهي
في السّرقة والإستغلال

عيشوا جمال الحلم في اليقظة
فأنتم محرومون من الأحلام الحقيقيّة
المدير غافل عن أعمالكم لا يعلم شيئا
والمعلّمون ماتوا من زمان وإنخرطوا
في نوبة من البكاء
ماتوا وعلى وجوههم الفقر والجوع الماسخ
إشيعوا إشبعوا فلم يبقي سواكم
غنّي يا فريد يا زهرة في خيالي
وغنّي يا أمّ كلثوم أعطني حريّتي وأطلق يديّ
أين شهيد التّراب؟ مات لكنّ الكلمة لم تمت
أين شهيد الهواء؟ مات لكنّ الكلمة لم تمت

ماتوا ، آي رأسي بدأ بدور،
تملّكني الخوف من الموت

كيف أقهر فكرة الموت؟
لا ينبغي لي أن أتصوّرهما ميّتين
يقولون كالخرفان
باع باع :
إنّنا إستشهدنا وضحّينا من أجل
لا شيئ،
الحال كما هو الحال
لا حريّة لا في الأرض
ولا في السّماء
كم هو جميل أن يعيش الإنسان في الوهم
على أرض ليس لها دساتير ورسائل
يا شهيد التّراب يا معلّم
ماذا علّم القرآن للتّلاميذ

علّمهم الصّدق في القول والإخلاص في العمل
ما هو مبدئ التّراب؟
الصّدق والعمل الصّالح
ما تزرعه على التّراب تحصده

خيرا كان أم شرّا ، من عمل مثقال ذرّة خيرا يره
ومن عمل مثقال ذرّة شرّا يره " آية كريمة
يا شهيد الهواء ، يا معلّم ما هو مبدئ الهواء
الرّوح والكلمة
الهواء كلمة صادقة وروح خفيفة
يعني الأرواح الخفيفة من الذّنوب تطفوا
وتلمع كالزّيت فوق الماء
في حين الأرواح المثقلة بالذّنوب
تغرق كما يغرق الحجر في الماء
كثير هو الحجر والقلوب الحجريّة
وصعب على سمك القرش أن يتحوّل عصفور
البحر هو الّذي يحرّر ويسجن ويحوّل الأرواح
حسب الأقوال والأفعال
وسيّدة الأزمان والكلمة الشّمس العذراء
هي الّتي تقول للرّوح كوني فتكون
الشّمس والبحر ليس لهما صاحب
ولا يعملان بمنطق الرّشاوي والمساومات
مثلما يفعل الإنسان مع الإنسان
الحقّ هو الحقّ والباطل باطل
كم هي الحياة جميلة
بالصّدق في القول والإخلاص في العمل

وخفّة الأرواح وجمال طبعها
وكم هي كريهة ومحزنة بالكذب والخيانة
والقهر والإستبداد، وثقل الأرواح
وقبح الطّبائع
العاشقة للتّسلّط على الغير
قصد أكل حقوقهم وإستعبادهم
كلّ إنسان يعرف ديونه نحو الآخرين
فالإنسان الّذي يمتلك هذا الصّذق في القول
وهذا الإخلاص في العمل
لا يموت ولا يتحوّل حيوان

والأرواح الخفيفة من الذّنوب لا تغرق بل تتحرّر
الإنسان هو الّذي يتناسب قوله مع فعله
أي لا لكلمة جميلة بدون فعل جميل
ولا لفعل جميل بدون كلمة جميلة
لا لشجرة بدون عصفور
ولا لعصفور بدون شجرة
لا للحريّة بدون المساواة
ولا للمساواة بدون حريّة
لا لشمس بدون يحر ولا ليحر بدون شمس
لا للمرأة بدون رجل ولا لرجل بدون المرأة
إبتسم يا فقير الحال وغنّي للحياة والحبّ
فكلّ الأنبياء عاشوا وماتوا فقراء
الحمد للّه والشّكر فهذا التّراب وهذا الماء
ينشدان الشجرة والعصفور، المساواة والحريّة
ومن لا يؤمن بالإنجيل والقرآن ، بالميزان والإنسان
بالمسيح والرّسول بالرّسائل السّماويّة، ماءا وترابا
بالحياة الأبديّة في السّماء والأرض
فبماذا إذا يؤمن؟ بالموت والحيوانيّة والوحشيّة
لا يمكن للإنسان أن ينتصر على الموت إلاّ بالمساواة
لا يمكن للإنسان أن يتحرّر إلاّ عن طريق الحبّ والعشق

dimanche 14 novembre 2010

الحبّ الأزلي

يقول الزّمن أنا أدقّ الأبواب ومن يفتح لي
أدخل لأتعشّي معه
لا لكي أتعشّي به ولكن لأكون صديقه
يعني ذلك الزّمن والإنسان يصبحان أصدقاء
فالحبّ هو الزّمن والزّمن في العادة
عدوّ الإنسان وليس حبيبه

قبل دخول الحبّ، العقل أعمى والقلب أعمي
العقل لا يفكّر والقلب لا يشعر والعيون لا تري
والكلمات تتطاير من الأفواه هراء
الحبّ يدخل للعقل مثل الضّوء
فيفجّر ظلمة العقل فتتفجّر من العقل
أضواء وأنوار

ويبدأ الإنسان يطرح في أسئلة
أوّلها من أنا؟

هذا السّؤال يضع الإنسان
في حرب يوميّة مع الزّمن

فيقول له يا زمن أنت خلقتني لكي تأكلني
فيجيبه الزّمن وهل أنت حيوان تأكل
يصرخ الزّمن في ظلام عقل الإنسان
بعنف وعيناه زائغتان

ثمّ يستحيل إنسان مصلوب
على خشبة الميزان

يقول الزّمن للإنسان" أنت خائن
فيمتلئ قلب الإنسان غيوم ودخان
يسأله : هل أنت إنسان
وماذا فعلت بجسد الإنسان؟
عقل وشعور وكلمة ويدان
أمام الزّمن الفداء، أمام الحبّ المصلوب
الإنسان ماذا يمكن له أن يقول؟
وهو الّذي تجسّد
على شكل إنسان ومات لأجله

حرّرني يا زمن برغم أخطائي؟
في الحقيقة أنت المصلوب على الصّليب
أيّها الإنسان
ويداك مسمّرتان على عود الشّجرة
لكي تصبح حرّا كالعصفور وليس الحبّ
الحبّ ضوء وماء والزمن كذلك
الحبّ شمس وبحر والزّمن كذلك
الحبّ كلمة وروح ـ الحبّ هو الظّل
كيف يمكن لك أن تصلبه، أو تسمّر يداه
فكيف يموت الخالق لأجل المخلوق
فالمخلوق هو الّذي يموت لأجل الخالق
الإنسان هو الموت في سبيل الحبّ
الغيم متراكم في رأسك أيّها الإنسان
وأنت تسأل من هذا الحبّ الّذي سأموت لأجله
هل أموت لأجل البحر؟ هل أموت لأجل الشّمس
هل أموت لأجل الهواء، هل أموت لأجل التّراب
وحين أنظر للحيوانات لأجل أيّ حيوان أموت
أجمل الحيوانات في الأرض هو الإنسان
وأقرب حيوان لنفسي هو الإنسان الحبّ
فهل في حياتي إنسان يستحقّ أن أموت لأجله
نعم الحبّ هو الموت لإجل الآخر
الّذي مات لأجلى هو اللّه الزّمن الّذي تجسّد إنسان
وهو القادر أن يتجسّد في كلّ شيء لأنّه حيّ في كلّ شيئ
وهذا الزّمن علىّ أن أجسّده إنسان أحبّه وأعشقه
لأنّ الزّمن لا يمكن لي أن أعرف وجهه
لأنّ الحبّ لا يمكن لي أن أعرف له وجه
فهل البحر أو الشّمس لهما وجه وملامح كالإنسان
هذا الإنسان عليّ أن أختاره بكلّ حريّة وأموت لأجله
وهذا الإنسان يجب أن أشعر أنّني معه واحد
فالظّل المرافق شكله إنسان، هو الرّوح والكلمة
فلا بدّ أن يكون في الحياة إنسان يحتاجني روحا وكلمة
وأحتاجه مثل إحتياج الضّوء للماء والماء للضّوء
فأنا ضوءه وهو مائي
والحياة بدون حبّ صحيح
صحراء بلا ضوء وماء
فما دمنا في هذه الحياة ضائعون
نصارع من أجل حيازة أكثر ما يمكن من الأموال
فالزّمن يراقبنا برنين الضّوء والماء والكلمات
لكي نبكي على الإنسان الحبّ بحرقة الموت
لأنّنا لا نعرف ما معني الحبّ وما معني الإنسان
فهذا الضّوء وهذا الماء وهذا العقل وهذا الشّعور
يجولان داخل الأجساد، ويعبّران عن حقيقة الإنسان
من خلال العيون والكلمة
العينين والكلمة يبوحان بكلّ ما في الإنسان
من طيبة ومن شرور
تري عيون تحرق من شرّها وبغضها وجبروتها
وعيون حالمة تنطق بالسّعادة من تحت الجفون
إذا الجسد يتألّم وليست الرّوح
الجسد يموت وليس الكلمة
الإنسان يموت لأجل الزّمن
وليس الزّمن يموت لأجل الإنسان
فمن هو الخروف هو الإنسان
ومن هو الشّيطان هو الزّمن، هو الظّلّ
هو الرّوح الّذي يرقب الإنسان
فهل نعشق شبح إسمه الزّمن أو نعشق الإنسان
لا يجب أن نستمع لكلام
الزّمن لنقتل الإنسان الجميل
لأنّ هذا الشّبح يمكن أن يحوّلنا
أيّ شيئ آخر إلاّ إنسان
فهو يكرهنا لأنّنا من طينة مهترئة
ونحن نكرهه لأنّه من نار
فالحبّ رحمان رحيم وشيطان رجيم شديد العقاب
والحياة غربال فهناك من هم
مع الشّيطان وقتل الإنسان
لأجل الحرب وسفك الدّماء
وهناك من هم مع الإنسان وقتل شبح الزّمن
وتجسيده بالإنسان لأجل الحبّ
سلاح الزّمن هو المال والأنانيّة
والحرب وكلّ ما هو شرّ
وهذه الأشياء لا تحافظ
على علاقة صادقة ووفيّة
بين المرأة والرّجل فهما دائما يعيشان
المرارة واليأس والموت
لذلك البطولة الوحيدة هي أن يموت
الإنسان لأجل إنسان يعشقه
ويرتاح معه لأنّ المال والحبّ
شيئان لا يلتقيان
إمّا مع المال وإمّا مع الحبّ
وإمّا المساواة بينهما أي لا يطغي
أحدهما على الآخر
فطغيان المال والسّلاح والحرب
على النّاس الفقراء
سبّب طغيان الماء والثّلوج، والفيضانات
على النّاس الأغنياء

vendredi 12 novembre 2010

رسالة إلى أمّي

طاعتي لك أمّي صارمة
وفي البيت إخوة متوحّشون
فكّرت أن أطلب منك نقلي لبيت أخري
سكّانها فقراء وبسطاء مثلي
قد يحدث لي ما لا أتوقّعه من سوء
من الأغنياء الشّرفاء الأقوياء
قد يشعلون جسدي عدّة مرّات في اللّيل
قد تقع لي أقصي العمليّات
الجبريّة على الأرض
في ليلهم المخيف،
قد أنام نومة متقطّعة
قد أستيقظ على كوابيسهم المرعبة
قد يكلّموني بهزّة أكتافهم
معلنين أنّهم الأقوي
قد يعتبرونني مومسا
ويغتصبوا جسدي بالتّناوب
قد يحرقوا وجهي،
قد يطعنوا بطني بالسّكاكين
مرّات عديدة
قد يدفنوني حيّة،
قد يفجّروني في الهواء
أو في الماء أو في التّراب
درس أحمله معي من الأرض القاهرة
أعتبره مرجعا للحظارة الإنسانيّة
والحظارة الماديّة والماليّة
أحيانا أفكّر في الإنتحار
لكنّ حبّي لأبنائي الصّغار يمنعني
فهم في حاجة لوجودي قربهم
أنا حزينة أمّي
لماذا أنا أحبّ الأبناء بهذا الشّكل
وأتحمّل لأجلهم كلّ هذا العناء
نطق إسمي دون أن يلمسني
الموت لأجل الشّمس برّا وبحرا وجوّا حريّة
ماذا تقول يا إسمي، حرف الحاء
حريّة وحبّ وحقّ
إنّها مجرّد معلومات نحشوا بها الأذهان
لنقول أنّ الشّمس والبحر يعلمان
ما يعلنون وما يخفون
كلّ جديد يلقّح من القديم
والزّمن هو الزّمن، والبحر هو البحر
والشّمس هي الشّمس يصنعان الحياة
إنت لا تملكين شيئا وليس لك ما تخسرين
ليس لك سوي خبز اللّه وماء اللّه
وهما الكلمة الفقيرة
الّتي لم تكن على شفاهك وأصابعك
هراء بل كانت عطاء بلا مقابل
قد تشتري بها لنفسك ملابس
يتباهي بها الأطفال يوم العيد
وتفوح منها رائحة ذكيّة
الكلمة لا تخون عشّاقها
أمّا الّذي يخونها تخونه والّذي يكذب
عليها تكذب عليه
كلّ الحيوانات لهم ألسنة ولهم أصوات
حميلة أو قبيحة، وكلّ حيوان له طبع
وله طريقة في التّعامل مع الآخر
والإنسان ما دام على قيد الحياة
هو سيّد الأزمنة
لكن بعد الموت يصبح صديق كلّ الأزمان
إذا أمّي الموت في الفقر أفضل؟
والمهمّ أن نعرف من نحن وكيف عشنا
وكيف تصرّفنا وكيف تعاملنا بالكلمة
والجسد مع الآخرين
لقد تعلّمت في مدارس الخوف اللّيليّة
وسرت تفكّرين جيّدا في الأشياء
عشت جنون العقل والشّعور
وتعلّمت معاني العبوديّة والحريّة
معاني الحزن والفرح
والآن قد تحسّنت
بعدما عرفت أنّ الإنسان
إبن الكلمة الحرّة وليس له حساب
إلاّ معها فهي الرّوح الّتي ترافقه
بها يشقي وبها يسعد
الكلمة حرب- الكلمة حبّ
الكلمة شرّ - الكلمة خير
الكلمة ظلم - الكلمة حق
الكلمة حيوان - الكلمة إنسان
الكلمة كذب - الكلمة صدق
الكلمة خيانة - الكلمة وفاء
الإنسان بالعقل والشّعور حرّ في الإخنيار
فهو الّذي يقرّر مصيره في الأخري بنفسه
أمّي معظم النّاس مخطئون وهم لا يعلمون
من آمن بالإنسان عقلا وشعورا ويدين وكلمة
وعمل بصدق الشّمس تمحي له سواد الماضي
لكنّ الّذي يكفر بنفسه من سيؤمن به
الإنسان موعود بالجنّة في الأرض والسّماء
بالمساواة والحريّة،
وعلى إيقاع الشّجرة والعصفور
الأديان السّماويّة دعته للحقّ والحبّ والحريّة
ولم تدعوه للظّلم والحرب والعبوديّة

عشيقة السّماء

طالما أضرّ العشق بالأبناء،
بسبب العشق
عشّشت الأمراض في الاجسام النّحيلة

سرطان قاتل هو العشق ليس له دواء
له نار وهواء وتراب وماء
له روح وجسد
له سماء وأرض
له حريّة وعبوديّة
السّرطان يعيش في العهد السّعيد
كم هي مسكينة هذه المرأة
إنّها لا تعرف الكذب
وإن كذبت سرعان ما يفتضح أمرها
تقول حبيبي السّماوي قرّر تغييري
لم يعجبه بقاؤه معي
غيّر الرّوح بالجسد
غيّر الحريّة بالتّراب والحجر
حبّ الأرض بدّد عنده حبّ السّماء
وسكونها البائس
نجمة حمراء تعلّمني حقّ القول
وتزرع فيّ الموت عشقا لأجلها
في الأرض فجر يطارد فجر
وموج يطارد موج

كلّ النّجوم راقصة أمامه حبيبي
تضمّ خياله نجمة يتغنّي بها
ثمّ سرعان ما ينتابه منها الملل فيتركها
ويذهب إلي أخري وأخري وأخري
لا ذاكرة له مع النّجمات
نبع هذا العشق لا ينضب عنده
وشوق لا يهدأ وأمل لا ينتهي

منهك من عناء السّفر
منهك من الدّيكتاتوريّة
ماهر شهريار في قتل العذاري
عشيقة السّماء ماتت بحرقتها
وغنّي الحبيب أغاني الحجارة ولغة الأرض
رهيبة ومخيفة لغة الحجارة والتّراب
لعلّك تحسّ بآلام العبوديّة
من خلال آلام الآمّهات والأطفال

قلها وإبتسم
وأنت مسافر لمدن الملح قلها ولا تبالي
فأنت وعهد التّراب والماء منتصر
قلها فالبحر يحمل أحزانه ويحلّق
في السّماء غيما ونار ورعد وبرق
ثمّ يحطّ على الأرض الحبيبة بكاءا ونواح
حبّ الأرض يبدّد حبّ السّماء
والعبوديّة تبدّد الحريّة
والكذب والخيانة والزّناء يبدّد الصّدق والوفاء
أتقدر أن تناقشها تلك الّتي تنتظر أبناء
لا تعرف لهم آباء
لا تسألهم إلاّ عن إسم الأمّ
ومعاني إسم الأمّ الغارق في الماء والتّراب
لا لشيئ وإنّما لأنّ الآباء يرمون
بأبنائهم في الحرب
لكي يتألّموا ويموتوا لأجلهم

ويأخذون على حسابهم أوسمة الشّرف
شرف القوّة والجبروت والتحدّي
هانت الحريّة قالها الطّير والنّمل
كيف أصبح لون الحياة على يديك يا رجل
ولون الكلمات؟ أجب صار أسود
أحييك تحيّة التّراب والحرب والأمل
أرض لا تقودها إلاّ قوانين العبوديّة
والخوف والإرهاب
كم هو جميل أن تقبلها عشيقة السّماء
بغضبها وفوضاها وضجرها
وجنونها من خيبتها في الحبّ والعشق
رمادها ونارها لا شيئ فيها
سوي مرارة التّعب ، تعب السّهر والولادة

الأبناء لا يرون فيها إلاّ الأكل
والإنحراف الجنسي

قيما للتّحرّر من العبوديّة
ما بك محمّرة الشّفاه تشتعلين كالجمر
عنوان الكتاب الّذي بين يديّ
إرادة الحياة بالكلمة الحرّة
هناك فرق بين التحوّل للعبوديّة
والتحوّل للحريّة

في سوق الذّمم تباع الكلمة
ويصبح الحبّ شاهدا
على شرف الهواء أو شرف التّراب
الكلمة بأشكالها اللاّنهائيّة
تعرّف الأحرار والعبيد

ماذا يشربون وماذا يحبّون
حساباتهم لا يعرفها أحد إلاّ هي
من هي؟ الكلمة الحرّة العاشقة للإنسان
الشّمس الحرّة الوفيّة

mercredi 10 novembre 2010

صباح الفرح والحريّة

فرح وأمل وطموح بالحريّة يلازمنا كصلاة الفجر
يأتي نقيّا كنقاء الهواء منشدا كتشيد الفلاّحين والعمّال
كفوفهم كانت ولا تزال مدفئة
وعرقهم شجر زيتون ونخيل وعنب ورمّان
وأرواحهم تبحث عن ريح كي تستريح
التّاريخ صورة رجل متقاعد
يتوسّل باحثا عن الخلافة
التّاريخ يرسم ملامح الوقت العتيد
القرية تربتها سجّادة خضراء
صلّي عليها الأجداد صلاة الخبز والحريّة
أضيق يا صاحبي بالحجر والرّسوم الحجريّة
أضيق بألحان خاوية ليس لها وصيّة للكادحين
أضيق بألحان لا تعرف كيف تغنّي للحريّة
الصّدق نهر رقراق وخلفه اللّفظ والحرف رقراق
والكذب نهر أسود يرعد بصوت صدّاح
ظالم من على الأحلام قد جاح
فوا عجبا من الدّنيا
لا تنبت الورد الفوّاح على الأحجار الموحشة
من بنوا تاريخهم على الحجر حرقوا النّاس وفرّوا
جعلوا الحبّ نواح، جعلوا الحقّ سواد، جعلوا الحريّة رماد
الشّمس ترعد سرقوا عرق العمّال وأبكوا أمّ الوليد
صنعوا اللّيل الأسود
مدّوا العساكر في الطّريق، قطعوا الخبز على الجياع
رموا النّار على الوجوه الباسمة
الشّمس تبرق الحجر في البحر يغرق لأنّ الذّنوب ثقيلة
والقشّ يطفوا فوق الماء لأنّ الذّنوب خفيفة
هي القصور الحجريّة، هي بيوت القشّ
هو المال الكثير، هو العرق والتّعب الكبير بلا مقابل
إشرقي يا شمس إشرقي، الأحلام لا تبشّر بالخير
كلّ يوم والصّباح جديد قديم
من يعطي للشّمس شمعة أو دمعة
من يعطي للبحر سيجارة
كي يواصلان العمل لأجلنا ليل ونهار
شتاءا وصيفا، خريفا وربيع
قصد تنظيف قلوبنا ومشاعرنا وإخراجنا
من هذا السّجن البغيض
نشكوكم للّه يا حكّام الأرض
نحن أحرار وأنتم جعلتمونا عبيد
يا إبن الزّناء لست لقيط، هناك من يفكّر فيك
كي تندفع وتصنع مصيرك كالآخرين
مصيرك تحت ضوء الشّمس مع جموع الشّباب
البائس المنحطّ، المنهك
ليس لك أيّ ذنب، العمل هو الحياة والعمل كرامة
أغلقت مكاتب التّشغيل، لم يعد لنا كرامة
الكلّ في البطالة مشرّدين
تعلن الوزارة الأولي على إنتداب ظبّاط وحرس وبوليس
لأجل التّربية الإسلاميّة والمدنيّة والبدنيّة
ما عساها تكون وجهتك مع سلطة الإشراف يا إبن الشّعب
السّجن والموت وكلّ أنواع التّعذيب
أباك مستاء من وجودك يا ولدي، يرميك في قلب الحرب
ويأخذ هو بإسمك الوسام الذّهبي والشّرفي
الذّكريات منطلقة بسرعة البرق تشهد عن قوّة القلوب الحجريّة
فراعنة بنوا مجدهم وصنعوا قبورا لهم بالحجارة
مناظرة
الشّمس تبحت عن معينة منزليّة تتقن لغة الحياة والموت
رافل : كمبيوتر وحملة تفتيش
تصعد للسيّارة، خليطا من أبناء الشّعب ما عدا أبناء الأكابر
رغم نهبهم ومصّهم لدماء الفقراء
تجمع السيّارة جميع المشرّدين للزّجّ بهم في ظلمات السّجون
هناك يتعرّضون لجميع أشكال الإذلال والكلام البذيئ والسّخرية
الهراوات تتفنّن في الضّرب طربا بعود الزّيتون
التّنكيل والقتل والمكان ضيّق مع كثافة أعوان الأمن
في الإغتصاب والعنف، هو التّعذيب بكلّ أشكاله وبكلّ فنونه
مستشفيات الأمراض العقليّة تزجّ بأصحاب الشّهادات العليا
ملّوا من التنقّل في الشّوارع والإنتظار من دون وجهة محدّدة
ملاحقين بإحساس بالفراغ والاّجدوي
حاضر يجري ومستقبل ربّما لا يأتي أبدا
وجوه شاحبة ومحافظ تحمل شهادات صالحة للبطالة
في بلد الأمن والأمان
تحيّة نضاليّة
نعشي ثورة غضب، نعشي عاصفة، نعشي بحر واعد بالطّوفان
نعشي تمجيد الموت، نعشي فداء لله
نعشي ضياع أدّي بي للجنون
التّربية تتناقض مع الظّلم والجبروت
لا أحد يعرف أنّ اللّه هو الموت والموت حريّة وحقّ وحبّ
كلّنا سائرون لنجمة الحقيقة
نكره الطّغاط ونكره من يأكل عرقنا وشقاؤنا
نكره من يمشي مثلنا على الأرض ويدوسنا كالنّمل
ثمّ ينشد معنا نشيد الحقّ والحريّة للإنسان
يا إحبّاء أتركوا الأرض للطّغاة فمن أحبّ التّراب له ذلك
ومن أحبّ الحجر له ذلك،
ومن أحبّ السّجن والموت للآخرين له ذلك
يا من لا تملكون شيئا، أنتم مع الشّمس أحرار
حريّة الطّير والفراش، فلا للطّغاة اللّذين يتقنون لغة القمع
ويكفرون بالقمح والشّعير، إنّهم مؤدّبون جدّا
وديمقراطيون جدّا جدّا، ويؤمنون بالإنسان جذّا جدّا
لغتهم تدبّ في الأرض دبّابة
الموت حبّا للحقّ شرف والحقّ شرف الحياة
الموت حبّا للحريّة شرف والحريّة شرف الحياة
الموت لأجل الحبّ شرف والحبّ شرف الحياة
أيّها الشرّير ولدت لكي تقضي على اللّون الأخضر
لون الشجر والخضر ولون الحياة
سقطت يداك وتلوّثت بالدّم فالتقطها
ضحاياك في قلبك ذخيرة لا يعرفها أحد إلاّ أنت والشّمس
أنت والظّل، أنت والضّمير الحيّ
إن كنت تنوي قتلي أو سجني أو تعذيبي
فبطاقة تعريفي مزوّرة وجواز سفري مزوّر
فتلك أوراق السّجن والتّعذيب
أنا لست إبنة عبد وعبدة وإنّما إبنة حرّ وحرّة
بطاقة تعريفي الحقيقيّة عند الشّمس،
وجواز سفري الحقيقي عند البحر

lundi 8 novembre 2010

المدينة الفاضلة

كلّ مدينة هي قطار ومسافرين
كلّ مدينة هي معلّم وصفوف تلاميذ
كلّ مدينة هي شمس هي بحر
هي تراب هي هواء
إلى أين تمضي بالمسافرين يا سائق القطار ؟
إلى أين تمضي بالتّلاميذ يا معلّم ؟
إلى أين يا طبيب، يا مهندس يا يا يا إلخ
لنسأل البرّ ماذا فيه
القويّ يأكل الضّعيف
لنسأل البحر ماذا فيه نفس الشّيئ
لنسأل الهواء نفس الشّيئ
حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت
ربّما لإستعادة الذّكري طاقة القطار كانت الفحم
الحجري والزّمن كان يمشي ببطئ
والصحّة والتّعليم كانوا مجانا والإنسان مثقّف وقويّ
اليوم سائق القطار لا يهمّه في المسافرين
والقطار أصبح يمشي بسرعة الضّوء
والصحّة والتّعليم بالمال والإنسان جاهل ومريض
سائق القطار لا يهمّه إلاّ في نفسه
لا يتابع إلاّ من يقف أمامه
ليحوّل إتّجاهه وآماله نحو مستقبله الشّخصي
المهمّ أن يكون على المسافرين رايس ويأخذ
أجر الرّئاسة مال ونعيم في الدّنيا
يا رايس عندك بحريّة، يا رايس عندك مسافرين
يحب أن تنتبه يا رايس من فضلك
أنت المسؤول عنهم إن ذهبوا للجنّة أو للنّار
أنت المشرف على كلّ الوزارات
أنت المسؤول على كلّ الجهات
أنت المسؤول على الأرواح والأجساد
عزاء في الجراح الّتي لا تلتئم
عزاء في الأوجاع والدّموع والألم
حين يبدأ الإنسان
في السّقوط وينتهي في السّقوط
بما قال وما فعل
عزاء في الموت الّذي يحاصر كلّ روح
في هذا المدي
ماذا عسي أن يقول الإبن عن موت أبيه
ماذا عسي أن تقول الإبنة عن موت أمّها
لا شيئ أمن دمعة نعرف دموع القمر
أمن لسعة نار نعرف حرقة الكبد على الإتسان
أمن رملة نعرف الصّحراء
أمن قطرة دمّ نعرف الحرب
ماتوا ماتو وتركونا يتامي مساكين
تحت رحمة الظّالمين والمعتدين والمتوحّشين
عنيد من هو يخلق نفسه منّا رئيسا
ولا يتخلّي عن إستعبادنا
وعنيد من نبضه يدقّ في القلوب
ليقول أنا هو الرّئيس بحرا وشمسا
أنا الزّمن الّذي ينظر للمشاعر والعقول
ولكلّ من يدّعي أنّه مسؤول
أصبّ الماء البارد على رأسي أحسّ أنّه سينفلق
أبكي بحرارة أحسّ قلبي سينفجر ضجرا
البحر حريّة والشّمس حريّة والهواء
حريّة والتّراب حريّة
يا ربّ من اين لنا كلّ هذه العبوديّة
من نفوسكم، من ظلمكم من توحّشكم
إذا لا رئيس سوى البحر
ولا رئيسة سوى الشّمس
هما نبض الزّمن وأنشودة الحياة والحريّة
إهرامات هما ووحي إنساني مات قدّيسوه
ولم يبقي إلاّ الكذب والخيانة
الموت يا زمن هل هو إزعاج
أو إعتداء صريح علينا،
أو بقاء الحال على الحال من المحال
لسان البحر ينظر للأفق وإلى الصّحراء
لستم أنتم من خلق تلك المخلوقات
ليس لكم من الخلق إلاّ القول والفعل
كيف لا يكون حكم البحر عادلا
لكنّ البحر لا يشعر بالإنسان
فهو لم يلد ولم يولد
وهل ولد لنا من البحر إنسان؟
كيف لايكون حكم الشّمس عادلا
لكنّ الشّمس لا تفكّر
فهي لم تلد ولم تولد
وهل سقط لنا من الشّمس إنسان؟
الشّمس لا تفكّر والبحر لا يشعر
لكنّ الإنسان يشعر ويفكّر
ويحبّ ويعشق ويولد
ويشعر ويفكّر بالحياة
ماذا تنوي يا سائق القطار
أن تفعل مع بحر لا يشعر؟
إذا سألك صوتك ماذا فعلت بالمسافرين؟
ستقول له خنت عهد الكلمة مع شعبي
وخنت معك قداسة الميزان
سيقول لك، أنت خنت نفسك،
أنت خنت الإنسان
لك غيمة طرزتها لك أنا والشّمس
من خلال أقوالك وأفعالك
تكونها وتكونك
فكلّ الأبناء أعطيناهم مواهب إلاهيّة
ومن يكسّر المواهب الإنسانيّة
ويمنع الحريّة والمساواة البشريّة
يكون أيّ شيئ آخر إلاّ إنسان
إن أصابك الغرور يا سائق القطار
هل لك غرور البحر والشّمس
إن كنت كريم وحنون ؟
هل لك حنان الشّمس وكرم البحر
إن كنت عادلا في الحكم
هل لك عدالة الميزان
إن كنت ماهر وخلاّق هل تقدر
أن تخلق الإنسان، أو حتّي وردة
في بستان،
إن كنت جاسوس ومخابراتي
هل لك جوسسة الظّل الّذي يرافق تحرّكاتك
بكلّ دقّة وبكلّ إنتباه
إن كنت قويّا بالطّائرات والصّواريخ
هل تقدر أن تخلق عصفور يطير بالرّوح
وينشد لحن الهواء
لا أحد يقدر أن يفتكّ مكان الشّمس والبحر
وكلّ البشر إخوان
الشّمس لنا جميعا والماء والهواء والتّراب
هم أشياء لا شيئ منهم يباع ويشتري
الكلمة لنا والعقل والشّعور واليدين
لا شيئ فيهم يباع ويشتري
الحبّ والحريّة والحقّ لنا
لا شيئ فيهم يباع ويشتري
إن بعت شيئا من هذه الأشياء بالفول
يبيعك من خلقك إنسان بالقشور
وإن كنت تنوي قتلي لأنّ طبعك شرّير
جعلني أخاف منك ومن حرّاسك أكثر من
خوفي من اللّه الرّحمان الرّحيم
فخالقي ومبدعي يقدر أن يخلقني من كلمة
لأنّي أعشق البحر وأعشق الشّمس
وأعشق التّراب وماء المطر
وأتشرّف بالشّمس الزّانية الّتي تقدر
أن تحبل من الهواء، إي ممّا يقوله الأبناء
ويفعله الأعزّاء
في الأمّ والحبيبة والمرأة بصفة عامّة
والمساكين والفقراء

vendredi 5 novembre 2010

تونس العهد الجديد

لمّا ولدت كان الفقر ينظر لي من خلال الشّتاء القارس
وكانت عينايا زئغتان بالدّموع
وكانت قطرات الماء تنسكب عليّ من خلال السّقف القديم
تحمل إسمي ولقبي وتاريخ ميلادي
حين كبرت رافقني الفقر فكانت كسوتي مترهّلة وحذائي مثقوب
كنت أنظر لهذا الفقر مثل أفعي
الخوف منه ،والجوع منه ، والتهمّش منه ،والجهل منه
منذ ولدت إرتسم الفقر على صفحات حياتي
تونس القمح والشّعير ، تونس التّين والزّيتون والبلد الأمين
تونس الحرب والحبّ بلاد الفلّ والياسمين
من أنا فيك يا بلدي من أنا ؟
ومن هي أمّي الجاهلة الّتي رمتني للعذاب
ومن هي أمّي الفقيرة الّتي تركتني في الضّباب
ومن هي أمّي المهمّشة الّتي أورثتني الفوضي
الشّهداء ماتوا في خفقة حبّ لأجل الحياة
يسكنون الآن وطننا اللّغوي
يذكّروننا بالتّعذيب والمعتقلات والرّصاص
والإختناق بالغاز والألم والصّمود
يذكّروننا بالوقوف في وجه القوي الإستعماريّة
الغاشمة المجنونة الّتي لا تنظر إلاّ لمصالحها
والّتي تنهب في الشّعوب عن طريق
رعاتها ورؤسائها وحرّاسها
بكلّ هذه المعاناة لا بدّ من زراعة الأمل
عدّي لنا الخبز با أمّنا
فأنت أجمل الثّائرات
مرّي على القلوب النّائمة... الصّباح أشرق من حبّنا
ساروا يسمّونك بلاد الخوف وأنت عند اللّه
البلد الأمين، بلاد التّين والزّياتين وثمر الرمّان والحنان
بجهلك وجهل أبنائك وخوفك وخوف أبنائك،
وقهرك وقهر أبنائك

أنت سرّ الحزن فينا، ودفئ الشّمس في أعيننا
آه من أوجاعك يا بلدي
آه من أوجاعنا ومن خدلان أدمعنا
آه من كلّ قطرة دمّ سكبت لأجل تحريرك
وكلّ دمعة سكبت لأجل تبريرك
فأنت عشقت وأنجبت حبّا وحمّلته رسائل
الحقّ والحبّ والحريّة
رسائل التّراب والبحر والشّمس
رسائل ماتت موتة الشّهداء ونامت نوم الأنبياء
وقامت قيامة الثوّار الأبرار
عاد إليك الشّهداء يا بلدي لا يحملون
السّلاح ولا يؤمنون بالحرب
الكيان ليس كيان صهيون وإنّما إنسان
لا يعرف و لا يفقه بدونك
كيف يمكن له أن يكون
عادوا لأجل برنامج دواء
عادوا لأجل عنقاء إسمها المرأة التّونسيّة
عادوا لأجل شمعة في هذا الظلام العربي الإسلامي
تقول لا لتعدّد الزّوجات في الأرض
ولا للعزوف عن الزّواج في السّماء
تعدّد الزّوجات في الأرض ظلم
والعزوف عن الزّواج في السّماء ظلم
ولا سعادة للرّجل بدون المرأة لا في الأرض
ولا في السّماء و لا سعادة للمرأة بدون رجل
لا في الأرض ولا في السّماء
الحقّ للمرأة والرّجل ، الحبّ للمرأة والرّجل
الحريّة للمرأة والرّجل في السّماء أو الأرض
الكيان كيان إنساني قوامه المحبّة
والإحترام المتبادل على أسس صحيحة تراعي
حقّ الطّرفين في الحياة وتبعث في النّفوس
الثّقة بالنّفس وتحرّر الحبّ من المادّة
المرأة التّي تزني لكي تأكل بقرة
والرّجل الّذي يستغلّ ذاك الضّعف ثور
صباح الخير هل إبتسمت قليلا يا صحراء
أيّتها المقفرة من أبناء ذهبوا يبيعون أحلامهم المهملة
في المدن الإستعماريّة، مضت وفاتت لعنة اللأنبياء
اللّذين ماتوا لأجل الألوهيّة وإحتقار النّساء
أو الهيمنة وإستعباد المرأة والأبناء

وبكت الشّمس على من تبخّر كالسّحاب
ومن سقط في التّراب

الشّهيد فلان: ما إسم أمّك مباركة
كالشّجرة المباركة كالتراب المبارك

الشّهيد فلان: ما إسم أمّك نبيهة كالبحر كالغيم كالماء
الشّهيدة فلانة :ما إسم أمّك حليمة
كحلم الشّمس بالمساواة والحريّة بين الرّجل والمرأة
الشّهيد فلان ما هي رسالتك في الحياة؟
مغرم بالسّياسة والتّعليم والتّاريخ والجغرافيا
كلّ ذلك يخصّ التّراب والأرض
الشّهيد فلان؟ ماهي رسالتك في الحياة
مغرم بالموسيقي والبرمجة
الكلمة لها كلّ الألحان ومن البحر كلّ الأشكال
الشّهيدة فلانة: ما هي رسالتك في الحياة
جئت مغرمة بالأسامي ومعاني الأسامي
سرقوا شعلتك يا رفّة الدّم، يا نبضة القلب، يا شوق الحلم
هل صحيح هاجروا وتركوك، هل صحيح باعوك
هل قتلوك : هل همّشوك، هل جهّلوك،
هل طعنوا الخصوبة فيك، هل طعنوا الجود والكرم
هل طعنوا فيك الحبّ والمودّة والعطاء
يا من كنت حالما بالسّماء ومغامرا لأجل الأرض

لا دمع في عيون أمّك يا شهيد، لا رصاص عند أبيك
أمّك وأبيك لا يزالان يبكيان ليموت ألف جرح وألف ظالم
وهما يواصلان نشيدهما الوطني بكلّ يقضة
وإنتباه بحرا وشمسا لأجل النّهار والنوّار والأطيار
لأجل أرض بلا قيود وسماءا بلا حدود
عاد شهداء الحقّ والحبّ والحريّة
من إرتجافة الوجع والولادة والآلام
من صيحات الرّحم المظلم المتألّم
من صرخة الأبناء من أنين العبيد والضّعفاء
لأجل الحريّة والحياة الأبديّة في الأرض والسّماء
سنبقي ننتظر تحقيق ذلك تحت نور الشّمس والقمر
على أن تصبح تونس هي بلاد الأنثي والذّكر
بلاد الشّمس والقمر، تونس الإنسان الإفريقي
الإنسان الدّم وحليب الألم الإنسان الفلّ والياسمين
بلاد المساواة والحريّة، بلاد المرأة الحرّة والرّجل الحرّ
لم نأتي لكي نحارب وإنّما لنقول أنّ كلمة الحقّ لا تموت
وكلمة الحبّ لا تموت ، وكلمة الحريّة لا تموت
التّراب حقّ على الجميع والبحر حبّ للجميع
والشّمس كلمة حرّة للجميع
جئنا لنذكّر الكلّ أنّ عمر الإنسان قصير
وأجمل عرش هو عرش الإنسان الكلمة والرّوح
وما زاد علي ذلك شيئا إلاّ القول والفعل
أدام اللّه حياتكم بالخير واليمن والبركات
ووفّق أعمالكم لما هو حقّ للجميع وحبّ للجميع
وحريّة للجميع إمرأة كانت أم رجل
أيّها الرّجل دع المرأة تسكن ظلّك فهي شمسك
أيّتها المرأة دعي الرّجل يسكن ظلّك فهو بحرك
فلا يمكن الكذب عن الحبّ شمسا كان أم بحرا



jeudi 4 novembre 2010

دار الفلك من بعد طول العشرة

تصيبنا الدّوخة حين نفكّر في المغامرة الدّنيويّة الّتي تقودنا للمجهول
فنظلّ نحبس نفوسنا في حصار متوتّر، حصار مليئ بالمخاوف
السّبب هو أنّنا لم نكن حبيبن، لم نكن رفيقين لم نكن صديقين
كنّا نمثّل على بعضنا دور الحبّ، كنّا نمثّل على بعضنا العشق
لم نكن ننتبه للشّمس والبحر
لم نكن نسأل عن دورهما في حياتنا اليوميّة
حياتنا الفكريّة والعاطفيّة والجنسيّة
لا شيئ منهما يثيرنا، لا شيئ منهما يطمئننا
لا شيئ منهما يخجلنا، لا شيئ منهما يغفر ذنوبنا
حين يحرقنا الموت على إنسان عزيز على قلوبنا
نبكي عليه بحرقة
حارب الرّجال ضدّ النّساء بمفهوم شهريار
وحاربت النّساء ضدّ الرّجال بمفهوم شهرزاد
كانت شهرزاد تعلّم شهريار كيف الرّوح تتشكّل
لكنّه كان يتسلّي بالبطولات ثمّ ينام
كلّ منهما كان يبحث على النّور عند الآخر
من أنت يا شهرزاد : أنا الشّمس أنا الكلمة والرّوح
من أنت يا شهريار :
أنا البحر الّذي يحوّل كلّ نفس تختار
كلّ كلمة وكلّ غيمة تأخذ عندي شكلها الطّبيعي
الإنسان بالنّسبة لي ليس إلاّ كلمة وروح
أخرجلي يا بحر صورة جدّتي
جدّتك صورتها حمامة كانت إمرأة أصيلة
هل تعرفها؟
من هي ؟
لا أدري من وضعها في كتابي ؟
أنا يا بحر سألتك عنها ، فكان هكذا ردّ الحلم
هكذا ردّ عليّ المدير
أنت ماهر في قتل أنبل النّاس، ونحن عندك مجرّد
مراكب تغرق، منذ ولدنا يسكننا منك خوفا رهيب
فأنت الّذي تحكم على الأشياء
أنّ ليس كلّ شيئ سيّئ وليس كلّ شيئ جيّد
قال البحر عسل النّساء يتحوّل عندي رماد
قالت الشّمس عسل الرّجال يتحوّل عندي رماد
قال البحر كلّ إمرأة تموت أو تحيا على يديّ
قالت الشّمس كلّ رجل يموت أو يحيا على يديّ
مع الشّمس والبحر ينتهي زمن الدّعارة والكذب
والمواخير الخاضعة للحقارة
ينبغي للرّجل أن يميّز الحبيبة من بين ملايين النّساء
وينبغي للمرأة أن تميّز الحبيب من بين ملايين الرّجال
الحبّ كمال عقلي وشعوري وجنسي وليس منظر خارجي
أو حساب في البنك أو بيت وسيّارة فخمة
الحبّ موت أو حياة شقاء أم سعادة حزن أو فرح
هذا الجيل هو جيل الفنادق الفخمة والعلب اللّيليّة
والمخدّرات ولعب الورق والكذب على اللّه في الصّلواة
والتّعارف وفعل الحبّ عبر الأنترنات والخيانات
ومن مات بلا حبّ كأنّه لم يعش يوما واحد في الحياة
فقد نزل للحياة لكي يختار الحبّ بكلّ حريّة
هل ممكن أن يموت زوج لأجل زوجته أو العكس؟
ومن مات بلا عشق كأنّه عاش بلا طموح
الحبّ بالنّسبة للنّساء هو بحر يجب فهم تقلّباته
وبالنّسبة للرّجال هو جسد عليهم أن يفهموا تقلّباته
المرأة ليست لباس أو مظهر مغري
إو شهوات جنسيّة أو سهرات ليليّة
المرأة هي الّتي تملأ فكر وشعور الرجل
أي الّتي يجد فيها الرّجل نفسه وقناعته فهي حوريته
أو حريّته أو سجنه وموته
والعكس بالعكس بالنّسبة للمرأة
الحبّ ليس ربيعة محظوظة تزوّجت من رجل أعمال
وذهبت لتقضّئ شهر العسل في أجمل بقاع الدّنيا
لا لشيئ لأنّ ربيعة جميلة والحبيب عنده الدّراهم
الحبّ أوّلا وقبل كلّ شيئ قناعة عميقة جدّا بين الطّرفين
وليس تلك اللّحوم الّتي تباع وتشتري بأبخس الأثمان
الحبّ ثورة وإنقاض لكرامة الإنسان
قبّل طفل طفلة كانت مشكلة وإعتداء على الشّرف
ضرب طفل طفلة كانت تهنئة وتشجيع
عاش الحبّ يزعجنا بمنطقه الذّكوري
عاش الحبّ يحرقنا بمنطقه الأنثوي
هكذا ردّ علىّ المدير والمديرة البحر والشّمس
الموت يحرقنا بقوّة ويبكينا بقوّة
أحمق الحبّ رسمنا دون مواهب وحوّلتا حيوانات
لم يعلّمنا المساواة والحريّة في الشّجرة والعصفور
لم يرسل لنا رسائل الحقّ والحبّ والحريّة
لم يعلّمنا إحترام بعضنا البعض
هذا الحبّ وحش ظالم علّمنا الظّلم والوحشيّة
وصبّ علينا القنابل المسيّلة للدّموع
القدر زيت وبصل لأجل العيون
وخضر ولحوم على كلّ شكل ونوع
والنّتيجة نتونة وميوعة ونار الحرب
يا اللّه الحبّ جنّة الصّغار والكبار
الحبّ فردوس الحياة ونحن بكلتا يدينا ذبحناه
فذبحنا وقتلنا وشرّدنا وأنكرنا
وبقينا معه معلّقين بين الحياة والموت
بين السّجن والحريّة

وقل إعملوا فسيري اللّه أعمالكم



mercredi 3 novembre 2010

ناموسة فرعون

يعتبر فرعون نفسه أمهر من الخالق وأقدر
يجيئ أمام العبيد ويقول لهم لا إلاه عيري أنا ربّكم الأعلى
فأركعوا لي إن كنتم في طاعتي وحبّي صادقين
قوّة فرعون لا حدود لها، رجل ملهم
بالدّيكتاتوريّة والحرب والقتل

بلا رحمة وبلا شفقة وبلا تفكير
يدّعي أنّ في داخله ملكا وأنّ السّماء أرسلته
كي يمارس غرور الملكيّة على الضّعفاء
فرعون لم يكن يثق حتّي في ظلّه
كلّ سجين عنده هو نفع يديم له الحكم
مصلحته يخدمها على حساب
العبيد والزّوجة والأبناء

هل يعقل أن تسانده الزّوجة على جبروته تجاهها
وتجاه العبيد والأبناء
فكلمة "لا" عند فرعون تعني الموت
كلمة لا هي الجبهة الشّعبيّة الّتي تساند الأبناء
والعمّال ضدّ طغيان فرعون
كلمة لا هي الضدّ هي القلب ضدّ السّلطة
هكذا قرّر فرعون إعدام زوجته
لكي يبقي له الحكم فالحكم دايم
أمّا الزّوجة منها الكثيرات

سجن فرعون زوجته في سرداب مظلم
إلى أن ماتت هناك بالبرد والشّر والعطش
ودفنها في التّراب وظنّ أنّه إرتاح بموتها
لكن بما أنّ الخالق أقوي من كلّ إحتمالات الفراعنة
سأل روح الزّوجة ماذا تحبّين أن تكوني
فقالت الرّوح للخالق أريد أن أكون ناموسة
وفعلا تحوّلت بأمر اللّه إلى ناموسة
فاللّه كالشّمس والبحر يحوّل كلّ شيئ لكن لا يتحوّل
خرجت النّاموسة من قبرها
وإتّجهت مباشرة نحو فرعون

هل ينبغي لها أن تنسي زنزانة فرعون وسجنه لها
حطّت على أذنه وقرصته قرصة جعلته طريح الفراش
يعيش ذكري حصار مقيّد بأخطاء كثيرة وأرواح كثيرة
فعل بها شتّي أنواع العذاب والتّنكيل والقتل لمن يقول له لا
كيف يقول فرعون العظيم للموت لا والموت حقّ على الجميع
كيف يمكن لفرعون أن يخلق ناموسة يكونها
أخطاء كثيرة لا يعرف كيف يخلص منها

الخوف يخر حواسة، كلّ علاقة مغ إمرأة أخري تضاعف
حصاره وشقائه، تركه العبيد والأصدقاء فيي سجنه
الذي كان يفرضه على الزّوجة والعبيد والأبناء
وروح الزّوجة تلامسه بهدوء قائلة ليس بيننا خصومة
لكن ليس هناك مبرّر كي تحكم بالقتل على الأبرياء
كلانا له دوره في الحياة أنت ضدّهم وأنا معهم
لقد كافحت معك بعزّ شبابي لأجل الأبناء
وتحمّلت ظلمك وجبروتك إلى أن هانت
عليك العشرة وقتلتني لأجل الحكم

كان عاجز على أن يتخطّي أيّ حاحز
معاني المحبّة تحوّلت في منامه كوابيس
حين يفكّر في مغامراته الشّريرة الّتي تقوده للموت
فهو لا يعرف ولم يفكّر كيف يمكن له أن يكون

lundi 1 novembre 2010

المدامع الثلاثة

عاد أشخاص حاملين صفائح من ذهب
عادوا إلى سراب البيت
صاحت الجماعة رابح- رابح- رابح
لقد متّ يا رابح
لقد متّ يا رابح
لقد متّ يا رابح
كل النّلس يعرفون الآن أنّ اللّه
مع الحقّ والحبّ والحريّة
لا تخافوا لا يقدروا أن يطلقوا عليكم النّار
كلّ واحد منكم يعلّق إسم أمّه فوق جبينه
صاح الحقّ والذّماء تصرخ على وجهه
لقد نشبوا أظافرهم في ثيابي وشوّهوا سمعتي
وظربوني بالهراواة ومزّقوني بمختلف الأدوات
لا تخف أنّهم يطعنون في حقّ التّراب المبارك
وحقّ الشّجرة المباركة ما إمتلكوا إلاّ العذاب لنفوسهم
صاح الحبّ وجسده ينتفض قبالة الميزان وشجر الزّيتون
أنا المسروق من بينهم، كلمة الحبّ أقولها وأكتبها بمشقّة
ألحّنها وأغنّيها بمشقّة، يديّ ترتعش مع خطّ كلّ كلمة
من رعشتي وتشنّجي نسيت نفسي ونسيت الحبّ
مكاني ليس بينهم،كأنّي جئت من عشيرة
القوّادين واللّصوص والمهرّبين لكأنّي عزّيت نفسي في الحبّ
لا تخف إنّهم يطعنون في البحر وشدّة إنتباه البحر
حين يقول للذّئب ذئب وللخروف خروف وللقطّ قطّ وللفأر فأر
ما إمتلكوا إلاّ الدّموع لنفوسهم
صاحت الحريّة
الحريّة تعني الزّناء، تعني البنات الجميلات
الفساد مسخ ملامحهم ووجوههم وعيونهم وأياديهم
الأطفال لم يتعلّموا كيف يحلمون بالحريّة
كلّ شيئ يأخذونه مصبّر وجاهز ومستورد
والحبّ يشربونه ماءا عكر وخبز محروق
الحريّة تعني الحرب وتعني الدّم وتعني الملكيّة
وتعني الكذب والخيانة
ولا تعني العشق والحلم والصّدق والوفاء
لا تخافي لقد طعنوا
في شرف الرّوح المقدّسة والكلمة المقدّسة
وطعنوا في قيمة الأحلام والرّؤي
ما إمتلكوا إلاّ النّدم لنفوسهم
الحقّ أعلن الإفلاس، الحبّ أعلن الإفلاس
الحريّة أعلنت الإفلاس
ماذا نفعل الآن ؟
كأنّنا في حاجة للنّوم أو الجنون أو الموت
في أحقر ظروفي لي حنين جنوني للوطن
حتّي و لو كان يعشّش فيه القمل والبعوض والدّود
أعشق أوساخ الوطن وأعشق الفلّ والياسمين الّذي
تنتجه مزابل الوطن وأشتهي أن نتجمّع فيه
ونتقيّأ فيه أوساخنا قبل أن يأتينا
عوض ولادة العصافير طوفان
الوطن بالنّسبة لنا إيمان نعشقه بكلّ ما فيه من أوساخ
نفركه حتّي تسودّ أظافرنا وتنعكس على أيادينا تشوّهاته
بصقت الشّمس والتّراب والبحر فيه
المضغة الثلاثيّة الأخيرة وغادرت
وقبل أن تصل إلى عتبة الباب قالت:
ليست الأشياء هي الّتي تقرفني إنّما الإنسان المشوّه
مشكلتي إنسان لا أقدر أنا أن ألده
بالنّسبة لي طفل يولد من علاقة حبّ صحيحة
بالصّدق والوفاء والإخلاص يعني الكون
رمت لي رسالة وقالت لك مئة سنة قبل نزول الظّلام
بكيت بشدّة وقلت لها :
ولادة الإنسان صعبة وموجعة ومؤلمة جدّا
قالت ما بالك بخلقه هذا الكافر الجحود
بكيت وقلت لها خلقه يعني هذه الأزمنة الأربعة
الضّوء والماء والهواء والتّراب
قالت هم بين أياديكم لا يعنون إلاّ البيع والشّراء والحرب
يحزنني أن أبلع طبع الإنسان بعد مضغ بائس
كلّ غيم كاذب يأتيني منه أرجعه للبحر
لكم حوض صغير من الكرة الأرضيّة
سأترككم تمارسون هوايتكم
وقدراتكم العقليّة والشّعوريّة والجنسيّة
بحثا عن الكمال بين الجنسين وعن الفردوس
فأنتم مدامع العشّاق الثّلاثة
قلت لها اللّه على حقّ حين لعن شجرة الأسلاف
وأرسل من جديد أشخاص مرضي ومتعبين يقولون للعالم
مرض الحبّ: هو الأنانيّة ونكران الآخر
مرض الحقّ: هو التّاريخ والجغرافيا والسّياسة والتّعليم
مرض الحريّة هو الجنون العقلي والشّعوري