lundi 20 octobre 2008

مصباح الظّلام

أرى الضّوء رأسي يدور
كأنّي سؤال بغير جواب
كأنّي أعيش في الضّباب
أبكي وأبكي بغير إرادة
وأسأل عن معاني السّعادة
إذا رنّ هاتف إليه أطير
بفرحة طفل صغير
أقول أمّي، أقول أبي
أقول حبيبي، أقول صديقي
هتف إليّ .. فكّر فيّ
كلمة جميلة أبني بها قصور
أحيا بها شهور
تشعرني بالفرحة
وتسقيني لبن العصفور
وأرجع لوحدتي أعيش وهم الجواب
ما الّذي أفرحني
وما الّذي أحزنني
ما الّذي حرّكني
ما الّذي جمّدني
من زركش بالفرحة مشاعري
من زركش بالحزن عواطفي
أهو فم حنون هاتفني
أهي حنجرة زقزقت
أشعرتني كأنّها الوتر على مسمعي
ماذا في داخلي
أنثى أم ذكر
يشقّان دعوة الهاتف
أم هما إثنان كأنّهما
ربوة تعانق ربوة
كأنّهما أساطير لهما
للطّهر شهوة
أيّ صدر ينبع منه هذا الصّدف
عقلي منخطف... أعترف
أيجحد الصّدر ما منه تلف
متي إلتقيت بك يا نجمتي
أنا مبهورة
شفاه لا أسمّيها
إلاّ بوح المزرعة
فيها الفصول الأربعة
أيّ مغزل
أيّ جدول طيب وجوهر
وكم رضع هذا الفم
من ثدي الخطيئة
أيّ شمعة ذابت فيّ
أتبعها بالتّنهّد
كيف يا نجمتي يا كلمتي ستتلاشي
من على مضجعي
أخاف تذهبي وفي الظّلام
تتركيني
أين أذهب
أين أهرب
أشعر أنّك الأقرب
كيف تهرب الوردة من عطرها
كيف تهرب الشّجرة من أوراقها
وثمارها
كيف يهرب البحر من زرقته
والسّماء من زرقتها
وكيف أهرب أنا
من موتي وظلّي وكلمتي
كيف تسرّبت
أيّتها الكلمة أيّتها الملكة
أيّتها النّغمة في جسدي
حتّى أنّ إعتيادي على غيابك صعب
وعلى حضورك صعب
لولاك لا شيء يقال
ولا شيئ يكتب
ولا شيئ يحزن
ولا شيئ يفرح
ولا شيئ يشجي
ولا شيئ يطرب
ولولاك ما أصبح العمر أخصب
والحضارة أعجب
أين أهرب .. أين أذهب
لماذا أنا على موقدي أصلب
أنت طهارتي وعاري
لا لا أريد أن توصمي أنت بعاري
منك تعلّمت كيف الكلمة تغيّر الأزمان
وتظلّل الحيوان وترفع الإنسان
وتصفّي الجبناء من الفرسان
منك تعلّمت
كيف الورد يخرج من الأشواك
وأنّ لا أحد في القلب سواك
صعب عليّ سيّدتي
صعب وألف صعب
أن أتصوّر شكل الكلمة في المطلق
وشكل المحبّة في المطلق
وشكل الحريّة في المطلق
صعب عليّ
أن أقارن بين الأرض والسّماء
بين العذاب والنّقاء
بين التّراب والهواء
بين الكذب والوفاء
بين الظّلم والضّياء
صعب عليّ أن أقنع الإنسان
بأنّ الكلمة الحقّ والمحبّة
هي مصباح الظّلام
هي مصباح الحريّة
لا أقدر أن أكون ألاّ مسجّلة
تعيد على مسامعك
أنّك الحبيبة المفضّلة
والنّجمة المفضّلة
والكلمة المفضّلة
فجسد الإنسان لغة
وأكثر النّاس لا يفهمون القراءة
جسد الإنسان مزرعة
وأكثر النّاس لا يفهون فنون الفلاحة
جسد الإنسان لحن من الألحان
وأكثر النّاس لا يفهمون فنون
الموسيقا والغناء والطّرب
جسد الإنسان قطار سريع
وأكثر النّاس لا يفهمون
معاني الجسد
أنا حالة من الحزن
ووجهي ضائع في هذا الزّحام
لا أعرف كيف إجمع
وهم التّراب مع وهم الهواء
في شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع وهم البحر
مع وهم المطر
على شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع الخير والشرّ
على شفاه واحدة
و لا كيف إجتمعت الحرب مع
الحبّ في كلمة واحدة واحدة
ولا كيف إجتمعت القنبلة والقبلة
على شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع الغازوالحليب
على شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع الظّلام والنّور
في مقلة واحدة
ولا كيف إجتمع الدّجاج
والحمام على أرض واحدة
،

Aucun commentaire: