lundi 27 octobre 2008

أمّي

كتبت عنك بالضّوء والعبير
أنت يا أمّي
يا طفولتي وإنهياري
يا شروقي وإنكساري
يا أحلى الأماني
نوّارة إن غاب نوّار
محبّتي لك نار
أنت يساري، أنت قلبي
النّابض بالحياة

أنت ضوء نهاري
ولذيذ أحلامي
أنت ثمرة شجري وثماري
وورودي ونوّاري
ملأت أصابعي العشرة أشعار
عنوانك على أرضنا له ألف ألف منار
يا رحلة في الطّيب
يا خفقة حمامة أخجلت
سكّان الأرض والبحار
خذيني لدفئ ذراعيك
فعمري كعمر الشّموع
أهواك فوق التّوقّع وفوق الولوع
أغسليني بماء المطر
جمّليني
لصباح أكحّل فيه عيوني
وأجمّل بالورد خدّي
وأعطّر من عطرك ثوبي
في الهوي كوني أنت محرقتي
وعلى شفتيك طيف مقبرتي
مسك الختام معك أمّي
موعد أرمي إليه أذرعي
ثوبك أمّي ثوب الهوي
ووجهك وجه ناعم
ولك مبسم يحار فيه الرّاسم
حبّك حلم من الأحلام
ومن يحلم بطيفك الجميل
له منّي ألف ألف سلام
لولاك أمّي
الأرض موحشة
المنزل موحش
القبر موحش
لولاك لا حبّ
لا حنان لا دّفئ
والقلب يكفّ عن الخفقان
من قلبك يأتينا الهوي
من حبّك نولد حتّى لو سرنا نوي
تصوّري لو أنت لم توجدي
كيف نحيا بغير ثمرك
الطّيّب الأبيض

أيّ منّا ما غفا
في هدب ثدي دافئ ناعم
من يعصي قلبك يا أمّي كافر
يا صباح خيّر كالموسم الخيّر
حبّك نهر من النّار
ولا أعتب على نار حبّك تأكلني
هذه رسالة حبّي أكتبها لك
لكي تعود أليك عبر الهوي
إقرأيني بعمق
وإجعليني بركن بين نهديك
كيف أمّي يريدون أن يعرفوك
أن يروك، أن يسألوك
فهل تسأل الوردة عن فصيلة دمها
وهل تسأل الأمّ عن فصيلة حبّها
وهل تسأل الكلمة عن عنوانها
وهل تسأل العذراء عن عشيقها
وحنانها

Aucun commentaire: