lundi 27 octobre 2008

أبي

كلّ الّذي أعرفه
أنّك حبيبي يا أبي
حبّك ينمو فيّ كما الحقول تزهر
بالشّقيق الأحمر
يا قمري السّاطع يا أبي
يا عقلي المرشد
التّراب تحوّله لنا ذهبا
تحوّله ثمرا وحبّا
يا عاشق الشّمس والمطر
يا عاشق العمل والعرق
بيديك عنوان الشّقاء والتّعب
بيديك جهد كبير لا يشتري بمال
أعدّ خطوط يديّ
وأشعلها بضوء عيوني
يا أجمل الآباء يا أبي
يا أرضنا الّتي طرّزتها بالعشب
والشّجر والورود
يا عطرا بلا حسّ ولا صوت
تري لولاك يا أبي
هل جاد بالعطر ياسمين وزهر
هل زقزق عصفور فوق الشّجر
هل ضجّ بالمطر المطر
لولا يداك لولا العمل لولا العذاب
هل جاد بالنّعم والثّمار التّراب
الأرض تحتنا أعياد
واللّه صلّى للفلاح والفلاّح
حبّك للأرض ليس إرتجال
إنّه قناعة، وولوع، وإبتهال
حبّك للأرض حقيقة لا خيال
تصوّر أنّني بلا يديك
بلا حبّك، بلا عقلك قرون
سأكتب أحبّك فوق جدار القمر
فوق جذوع الشّجر
فوق الجداول وتحت المطر
سأكتب بالضّوء أحبّك
بالدّمع أحبّك
وأتفنّن حين أكتبها
فأنامل يديك تمعن فيّ بطولة
تمعن فيّ رجولة
تمعن فيّ محبّة وعطاء
تمعن فيّ خبز وماء
أحبّك حتّي أنّي
من عطشي يصعب عليّ الإرتواء
أنت يا أبي الجهد والتّفاني
وأنت أصل الغناء
آه كم ثرت على الحبّ بشكله الأبوي
أتراه قلبك ينبض صدقا
ينبض شرفا أحمر
أتري هذا الشّرف في التّراب
يصير أخضر
يصير مزهر
يصير مثمر
أتري هذا الشّرف عند الرّجال
يصير شجرا من الجوهر
يصير حرما
أنت لنا رحمة يا أبي
وخيراتك تسبح أمامنا
في بريق مذهل

Aucun commentaire: