mercredi 29 octobre 2008

حوار مع الزّمن

عشقت الهوي، عشقت زوج الحمام وإن ذبحوني يطير الكلام
تغيّرت الأشياء، تغيّرت الضّوابط، لن يشفع القضاء. شقّني زفير بارد بعث في ّالغضب، سأعجز يوما ما عن فعل أيّ شيئ ، سأعجز عن العمل، سأعجز حتّي عن البكاء. العتمة من أين، هذا الموت ما هو،إنّه ينبع منّي، إنّه يترصّدني، شبحه لا يفارقني أبدا في الأن نفسه تتقّد فيّ مصابيح تقول أكتبي للنّور ..
وفجأة إندلعت هذه الخاطرة وإجتاحت جسمي موجة من النّشاط ممزوجة بإحساس غريب بالغبطة... سأكتب للنّور نعم سأكتب ..لكن قبل ذلك أريد أن إستدعي هذا الشيئ الخفيّ بداخلي لأعرف ما هو و ما شكله لا بدّ شكله شكل حقيقتي هذه الحقيقة الّتي أريد دوما أن أتجاهلها وأن أنكرها لأنّها خوفي الدّائم، خوفي النّائم سأوقضه... الموت أجل الموت ..القبس المتّقد بإستمرار في ذاكرتي.
هل لك شكل معيّن أيّها الموت?
أريد أن أراك لبعض الوقت
ذهبت إلى المرآة أنظر لوجهي
المرآة تعكس صورتي الحقيقيّة كسّرتها..هشّمتها ...
لا أريد رؤية تفاصيل حياتي كما أري وجهي الأن..
هذه مرآة تكشف حقيقتي كلّها كسّرتها نعم كسّرتها
لا أريد أن أري ذاتي على زجاج القمر على ذاك الكوكب المظلم ...
كوكب الموت ـ أخطأت في حياتي وكيف لا أخطئ فمن أخطائي تعلّمت وتجاوزت وسالت من يديّ الدّماء والكلمات..
ما سرّ الدّم ... ما سرّ الكلام?
هل هي الرّغبة ذاتها تعيش فيك يا زمن?
بائسة.. مجنونة .. أنا أعرف جيّدا ما يدور بعقلك البائس وقلبك
نعم صحيح أشعر بذلك
أشعر بالإرتباك والخوف من الظّل
هناك شيئا ما يعاكسني أريد فقط أن أعرف ماذا تريد منّي
الخوف يتسرّب إلي جلدي أشعر بالضّيق حين أذكر الموت كأنّ الدّنيا ستطبق عيونها وأبقي في الضّلام
كأنّ الموت هو هذا الظّل، هذا الزّمن الّذي يرافقني أينما ذهبت ويتحرّك كيفما تحرّكت ويفعل كيفما فعلت
هل يعقل أن يعيش شخصين في واحد
الحياة والموت
كلّ ما عرفته عليه أنّ لجنة عليا كلّفته بالبحث عن التّجاوزات وإعداد التّقارير وإنّي واحدة ممّن سيدفعون الثّمن ولكن أيّ ثمن سادفع ..
العلاقة بيني وبينه من نوع خاصّ ،الألفة بين السّجين والسّجان
نعم نعم سجّان فطن ذكيّ يتوقّع،يناور يراوغ يخطّط يفاجئّ هو كاتب سيناريوهات
الأحلام وهو المخرج والممثّل في نفس الوقت .
هو أقرب صديق وأقرب رفيق.
صديقي إذا مهمّتك وضع رأسي في حبل المشنقة.
بأيّ حال من الأحوال سأموت في حادث مرور، أو غرق، أو سقوط، او إختناق،
سأموت نعم سأموت لكن قبل الموت أقول لك أنّي ما دمت معك لست في راحة ولست بخير، ولن أشعر معك بالسّلامة ولا بالطّمئنينة
هذا إحساس من رأسه تحت حبل المشنقة،
ولكن هل لي أن أختار كيف أموت فأنا لم أختر وجودي معك لذلك جئت لهذه الحياة أبكي
هل خوفي منك إذا هو الّذي أبكاني وحين رأيت الضّوء ضحكت
جحودة.. ألم أنقذك يوما من الموت لمجرّد إحساسي بالشّفقة حين طلبت الرّجوع لأبنائك ألم أنقذك،
نعم هذا صحيح لكن أيّ شيئ نزل عليّ وقتها وجعلني أصيح ولا يسمعني أحد، جعلني لا أقدر حتّي على الكلام..
لا أفهم...
أرجوك نحن نقوم بواجبنا ولسنا ألات تعذيب، نحن واثقون أنّنا على حقّ وأنتم على باطل
أنتم الجسد ونحن الرّوح ، أنتم المكان ونحن الزّمان
المادّي عندكم هو المحدّد من أجل ذلك نقول عنكم أنّكم مغفّلون أغبياء وحمقي
ونتحوّل لكم كوابيس ووحوش عنيفة لا ترحم. تتصوّروننا كلاب حراسة، نعم نحن كلاب حراسة أمناء
أمّا أنتم فذئاب متعطّشة للدّم، نحن ننبح ونعضّ لنحمي، أمّا أنتم ذئاب تعوي لتنشر الرّعب في القلوب وتهذّد بالفناء. أوغاد أنتم البشر بلا ضمائر.
أذا المسألة مسألة أحقاد وتصفية حسابات.
نحن لسنا موظّفون عاديون، نحن نعمل ولنا كرامتنا وحبّنا لعملنا، لسنا مثلكم نحيا لأجل لقمة العيش,
نحن نحيا لأنّنا نؤمن بالعمل. أنتم إذا القضاء ? نعم نحن القضاء وأنتم القدر.
كم تزعجني طبيعة العلاقة بين القضاء والقدر.
لا شيئ يضمن أنّك صديق أو آب حقيقي،
لا يفيدك في شيئ معرفة أيّ شيئ عنّي،
يكفي أن تعرفي أنّ لي دوافعي وأنّه في تعاملي ألقي كلّ الإعتبارات الإنسانيّة والرّشاوي والمساومات في المزبلة
ليس سهل أن يكون الأنسان حرّ
تريدين المصادقة علي حكم التّبنّي لا بدّ أنّك تهذي أو تفقدين صوابك.
الجهاز لن يسمح لي أبدا بذلك وإن تجرّأت سيقع تحطيمي.
هل الحلول مستعصية معك إلي هذا الحدّ?
قراراتك تمنع علينا النّوم والخوف منك يستنزف طاقتنا...
كم هي بسيطة المسألة أن تتصوّروا أنّه لأجل تفّاحة أجيال وأجيال أكلها التّراب لأنّهم لم يفهموا ما معني الجاذبيّة
لم يفكّروا أنّه منذ بدء اللّيل غنّي الفجر للمحبّة والعدل والحريّة
ها هو الإنسان يموت ولكن ماذا بعد..
أذكر يوما كنت فيه كأشباح الهلوسة عينايا غائرتان
كنت أشدّ قذارة من كلّ قطط اللّيل ،
كنت أكثر إثارة للقرف من كلّ الكلاب السّائبة،
كنت شبحا هاربا من كوابيسك. كنت حشرة ...
نظرت في المرآة بأشمئزاز لوجهي
بدا لي أنّي أريد أن أتقيّئ كلّ ما شربت وما أكلت في حياتي
بقيت أياّم في مستشفي الأمراض العقليّة أجول بعنّو القاذورات, أنام هنا وهناك كخنزير أليف.
كنت بروائح الطّاعون والعواصف والبراكين والحروب كنت غريزة الإنتحار.
حين أطلقوا سراحي خرجت إلي الطّريق كالسّكرانة ممتلئة بالغبطة.
هرولت بنشوة الأنتصار على مرض الجنون.
وقتها تذكّرت أنّ لي أهل وأبناء وأصدقاء ..
أصابتني الحيرة كيف نسيتهم وكم كنت في راحة وسعادة حين نسيتهم.
بعد ذلك قاطعني الأصدقاء وسخروا منّي
لأنّ الإنسان له حرمة العقل.
بدوت حزينة ومنكسرة. أحاول يائسة المحافظة على كبريائي.
غاية ما في الأمر أنّني كنت في حاجة أن أفقد أخر طهري لأتخلّص من آثار نذالتي وقبحي.
كنت أبحث عن طريق جديد للحياة فغير معقول أن يولد الإنسان لكي يموت
وفي لحظة إكتشفت الظّلّ الّذي يأخذ منّي أشكال عديدة .
وإكتشفت ما معني التّحقيق وغباء الإنسان.
الزّمن فعل بنا ما فعل كنت إنسانة متحدّية.. كنت على وشك الجنون.
الزّمن قادر على إجتذاب الجميع للموت
الظلّ هو القرين الّذي يعمّر المقابر ويخلي الدّيار
بحثت عنه في نومي. في الدّخان السّام المنبعث من صدري ما أبشعه حين يحرم أمّ من إبنها أو ولد من أبويه ليس له عيون ليس له مشاعر كلّ الكائنات ترتجف خوفا منه يتحرّك في منامنا كيفما يريد وكيفما يشاء
ما ذاك الغار الّذي تداول عليه المغامرون وإنهزموا كلّهم وإنتصر هو
إنّه غار تعيس بما حمّله له القدر من مهام
مهام تحويل الإنسان إلى هباء
ما هذا الحجر في قلبه، ما هذه القسوة
آه الزّمن يمضي بسرعة كم تبقّي من العمر
لا أذكر أيّها الموت أين إلتقينا أوّل مرّة
ربّما مع بدء الخليقة
إذا أنت صديقنا
أنا الغدر والوفاء في نفس الوقت
ماذا أفعل? هل أسكت وأترك لك قلبي يسألك عن لقاء آدم وحواّء حول تفاّح الجنّة ..
اللّعنة هؤلاء الخفافيش يتناسول في الظّلام كالوباء كالزّواحف بدون محبّة بدون تنظيم،،
يتناسلون بجهل الحيوانات ليست لهم عقول ولا مشاعر.
وأنت من أنت? ألست أنت اللّعنة ?
ماذا تقولين ..أنا مسؤول على جهل العبيد? لست سيّئا إلى هذا الحدّ ،أنت ماذا إذا ?
عليك أن تعلمي أنيّ أنا من رتّب كلّ شيئ وإنّي قادر على سحقك في كلّ لحظة وقادر على بعثك ..
أدمّرك إذا شئت وأنقذك إذا شئت.. هل نحن أعداء
أنا ربّ الغزاة أسمح للعصافير بالطّيران أسمح للسّماء بالصحو أسمح للنّساء والرّجال بالضّحك والبكاء للرّيح بالصّفير والورد أمنحه العطر وأسمح بالكتابة والقول
ولكن ماذا بعد الإنسان?
أكل ّ شيئ ينتهي داخل المغارة?
فلا يسمع بعد ذلك إلاّ الماء يواصل رحلته مستدلّ بمنحدرات الأرض تحت النّجوم المتلألأت وقد خدعت ببكارة المكان...والقمر يبتسم لسخافة النّجوم وتفاهة إنتصاراتها ...ما يفعل الأنسان حين يفقد جسده ويستحيل شبحا ويخرج فلا يجد سوي الصّخر والظّلمة والبرد والرّياح وحين يستقبله ضوء النّهار يتذكّر ذلك النّور الّذي رآه منذ ولادته حيث كانت الحياة وكانت الطّيور تشدوا على مسامعه فوق شجر العدل والمساوات
ثمّ ينظر لنفسه شاعرا بالخجل والمرارة لأنّه كان ظالم حقود وتمرّ عليه الشّمس فيتعسّر عليه الكلام
فيختار العودة إلى المغارة ويقرّر الإنتظار ريثما تتضّح الأمور ويعزم على الفرار لكن قبل ذلك عليه أوّلا أن يقرأ نسخة من دفتره المخطوط بالذّهب
أرجو أن لا تكون ضدّي
أنت تثقين في أمانتي..
حتّي أكون صريحة أنا لا أثق فيك ولكنّني أثق في أّنّنا لإثنين نحمل نفس القلق
لا شيئ أخشاه في الملفّ لا شيئ يجعلني أثق بأنّ ما جمع بيننا يمكن أن يجعلني أأتمنك،.
إلى هذا الحدّ تشكّين فيّ.. أنا لا أخون وأنت تعرف ..ومن طبع الزّمن خيانة للإنسان.
يمكن ما تقولينه صحيح لكن لا يوجد من لا يخطئ..
كذلك لا يوجد من يأتمن الزّمن..
هل فكّرت يوما أنّ اللاّمتناهي هو الظّلام القاتم وإنّه مخيف جدّا
وإنّ مجرّد التّفكير فيه هو إستسلام له يعني ذلك المضيّ في لا نهاية الألم بروح واثقة من اللاّجدوي ..
الاّمتناهي هو الألم الأكبر هو المخادع الأكبر
ما معنى زمن بلا بداية ولا نهاية في فضاء بلا حدود
اللّعنة للموت أليس الجسد هو وجهها الإخر
أيّ شيئ سينقذنا من الضّياع إن ضاع الجسد
اللّعنة لأدم أليست حوّاء وجهه الأخر
اللّعنة للقمر أليست الأرض وجهه الأخر
كيف نكون بدون جسد?
نتحوّل أشباح منعدمة الوزن تسبح خارج حدود الزّمن
إن ضاع الجسد أيّ وجهة سنسلك وأيّ طريق سنقصد
لماذا لا ننتبه للحمام لمنظر الطّيور الأخّاذ
بالنّسبة لي لا توجد إحتمالات عديدة إماّ يكون الموت للتّحقيق معي
أو لقاء لتوجيه التّهم واعلام بقرارات وإجراءات
والعقاب إمّا التّنازل عن الجسد أو تحريره..
بعد كلّ هذا العذاب، بعد كلّ هذا الألم أتحوّل إلى متّهمة
وأبحث عن منفذ للنّجاة وربّما أشتم وأهان ولا أجد القدرة عن الكلام
من كان يتصوّر أنّ زعماء الدّول ومفكّريها وفناّنيها ومخطّطيها يجلسون مثلنا مثلهم في موقع المتّهمين ويحاكمون ويموتون مثل عامّة الشّعب الكريم لا مجال للمقارنة بيننا وبينهم فنحن لسنا إلاّ حشرات..
صحيح ،الحقيقة أنّهم لا يفكّرون في ذاك اليوم
تشغلهم عليه الحياة وجمالها كلّ الكتب تقول إيّاكم وظلم النّاس وظلم النّاس حرام والعدل أمر صعب..ماذا عن اللّذين يشربون ويدخّنون لأنّهم يشعرون بالغربة والمقت والإستغلال...
كنت متأكّد أنّك ستسألين عن ذلك.. الّذي يشرب ولا يؤذي أحد اللّه غفور رحيم
أمّا من يظلم النّاس فمن أين له المغفرة
لآ بدّ لكلّ مسؤول أن يصيبه جنون الإنتظار في ليل طويل فيسارع بالإعتراف
ويصبح قادرا على الإعتراف بمسؤولياته عن كلّ الزّلازل الّتّي حلّت بالعالم وكلّ العواصف والبراكين والأوبئة
وكلّ الجوائح والكوارث
الإنسان طبعا غير مسؤول عن أيّ شيئ..
هو دوما بريئ ودليل براءته أنّه ثقب السّماء فوق رؤوس البشر
فقط تحرّيات وأخلي سبيله
ألم تكن أنت الّذي دفعته إلى أن يفقد صوابه كنت من ينصب له الفخّ
هل إنفصلت عن الوجود لتسكن حلمنا أو أنّ وجودك ضاع وحلّ محلّه الحلم ..هل خرجت من العشق والحقد، من الخضوع والثّأر، كيف أينعت ألوان قوس قزح حتّي جعلت الجثّة تعشق القاتل والقطّ يحبّ خانقه. أيّها المجاهد الأكبر متي نراك عائدا من ثنايا الوداع على حصانك الرّشيق رافعا يدك محييّيا تعلوا وجهك إبتسامة القادة وغبطة المنتصرين كان في نيّتي أن أوجّه لك الشّكر على تفانيك في العمل.
أبصر أسراب من العصافير تتماوج وترقص في السّماء تذكّر صرخات النّسوة
يا لطيف.. يا لطيف
صرخات الشّباب
رحمان يا رحمان هذا عبدك يا رحمان
تذكّر فتاة كانت تحلم بالحقوق
تحلم بالدّفاع عن الفقراء ضدّ الظّلم ضدّ القهر ضدّ البشاعة
تكتب لتكشف الحقيقة لتحارب الرّداءة
تذكّر الأدباء والشّعراء
والفنّانين وكلّ من عملوا لأجل الحياة
هم وحدهم يساعدون النّاس بالفعل لا بالصّراخ
بالعلم لا بالشّعارات ميدانهم العمل لا صخب الشّوارع
آمنوا أنّه ليس بالنّعيق نحرّر ونرفع الجهل
وليس بشلّ الجامعات والتّعليم وحركة الإنتاج نحقّق الأمن
وليس بالخوف نخترع الحبّ والسّعادة
وليس بإطالة اللّحي والحجاب ومقاومة الموسيقا والأدب والشّعر نتطّوّر
لا معني لحكم الشّعب بيد شعب جاهل
لا معني لوضع حقّ الأمّ والطّفل بيد ديكتاتورأناني جاهل
كلام فارغ وشعارات كلّها هذيان
فالدّولة أمّ حنونة والشّعب أطفالها
الدّولة شجرة مثمرة والشّعب أوراقها
نظر إلى الطّيور تحوم حول تمثال من البرنز المصفّي
وسأل لماذا لا يكتب الإنسان للنّور والأحلام والأمل
لماذا الإنسان لا يفهم أنّ الأرض محبّة والشّجرة عدالة
والإبن طموح للحريّة
لماذا الأرض حرب والشّجرة حطب والمرأة شهوة جنسيّة وبضاعة رخيصة
هكذا يا زمن الإنسان فعل بنفسه ما لا يفعله العدوّ بعدوّه
فأنت غير موجود وهو موجود
وأنت لا جسد لك وهو له جسد رائع وكلمة رائعة ويدين رائعتين
وهو الحياة وأنت الموت
وأنت المنتصر وهو المهزوم على الدّوام

lundi 27 octobre 2008

أبي

كلّ الّذي أعرفه
أنّك حبيبي يا أبي
حبّك ينمو فيّ كما الحقول تزهر
بالشّقيق الأحمر
يا قمري السّاطع يا أبي
يا عقلي المرشد
التّراب تحوّله لنا ذهبا
تحوّله ثمرا وحبّا
يا عاشق الشّمس والمطر
يا عاشق العمل والعرق
بيديك عنوان الشّقاء والتّعب
بيديك جهد كبير لا يشتري بمال
أعدّ خطوط يديّ
وأشعلها بضوء عيوني
يا أجمل الآباء يا أبي
يا أرضنا الّتي طرّزتها بالعشب
والشّجر والورود
يا عطرا بلا حسّ ولا صوت
تري لولاك يا أبي
هل جاد بالعطر ياسمين وزهر
هل زقزق عصفور فوق الشّجر
هل ضجّ بالمطر المطر
لولا يداك لولا العمل لولا العذاب
هل جاد بالنّعم والثّمار التّراب
الأرض تحتنا أعياد
واللّه صلّى للفلاح والفلاّح
حبّك للأرض ليس إرتجال
إنّه قناعة، وولوع، وإبتهال
حبّك للأرض حقيقة لا خيال
تصوّر أنّني بلا يديك
بلا حبّك، بلا عقلك قرون
سأكتب أحبّك فوق جدار القمر
فوق جذوع الشّجر
فوق الجداول وتحت المطر
سأكتب بالضّوء أحبّك
بالدّمع أحبّك
وأتفنّن حين أكتبها
فأنامل يديك تمعن فيّ بطولة
تمعن فيّ رجولة
تمعن فيّ محبّة وعطاء
تمعن فيّ خبز وماء
أحبّك حتّي أنّي
من عطشي يصعب عليّ الإرتواء
أنت يا أبي الجهد والتّفاني
وأنت أصل الغناء
آه كم ثرت على الحبّ بشكله الأبوي
أتراه قلبك ينبض صدقا
ينبض شرفا أحمر
أتري هذا الشّرف في التّراب
يصير أخضر
يصير مزهر
يصير مثمر
أتري هذا الشّرف عند الرّجال
يصير شجرا من الجوهر
يصير حرما
أنت لنا رحمة يا أبي
وخيراتك تسبح أمامنا
في بريق مذهل

أمّي

كتبت عنك بالضّوء والعبير
أنت يا أمّي
يا طفولتي وإنهياري
يا شروقي وإنكساري
يا أحلى الأماني
نوّارة إن غاب نوّار
محبّتي لك نار
أنت يساري، أنت قلبي
النّابض بالحياة

أنت ضوء نهاري
ولذيذ أحلامي
أنت ثمرة شجري وثماري
وورودي ونوّاري
ملأت أصابعي العشرة أشعار
عنوانك على أرضنا له ألف ألف منار
يا رحلة في الطّيب
يا خفقة حمامة أخجلت
سكّان الأرض والبحار
خذيني لدفئ ذراعيك
فعمري كعمر الشّموع
أهواك فوق التّوقّع وفوق الولوع
أغسليني بماء المطر
جمّليني
لصباح أكحّل فيه عيوني
وأجمّل بالورد خدّي
وأعطّر من عطرك ثوبي
في الهوي كوني أنت محرقتي
وعلى شفتيك طيف مقبرتي
مسك الختام معك أمّي
موعد أرمي إليه أذرعي
ثوبك أمّي ثوب الهوي
ووجهك وجه ناعم
ولك مبسم يحار فيه الرّاسم
حبّك حلم من الأحلام
ومن يحلم بطيفك الجميل
له منّي ألف ألف سلام
لولاك أمّي
الأرض موحشة
المنزل موحش
القبر موحش
لولاك لا حبّ
لا حنان لا دّفئ
والقلب يكفّ عن الخفقان
من قلبك يأتينا الهوي
من حبّك نولد حتّى لو سرنا نوي
تصوّري لو أنت لم توجدي
كيف نحيا بغير ثمرك
الطّيّب الأبيض

أيّ منّا ما غفا
في هدب ثدي دافئ ناعم
من يعصي قلبك يا أمّي كافر
يا صباح خيّر كالموسم الخيّر
حبّك نهر من النّار
ولا أعتب على نار حبّك تأكلني
هذه رسالة حبّي أكتبها لك
لكي تعود أليك عبر الهوي
إقرأيني بعمق
وإجعليني بركن بين نهديك
كيف أمّي يريدون أن يعرفوك
أن يروك، أن يسألوك
فهل تسأل الوردة عن فصيلة دمها
وهل تسأل الأمّ عن فصيلة حبّها
وهل تسأل الكلمة عن عنوانها
وهل تسأل العذراء عن عشيقها
وحنانها

samedi 25 octobre 2008

عودة السّماء

كلّ ما نقوله
وما نغنّيه وما نكتبه
وما نؤّلفه وما نرتّله
هو حبّنا لإسترجاع السّماء
نكتب بخشوع
ونسمع بخشوع
ونؤلّف ونرتّل بخشوع
لم يكن الرّبيع صديقنا
بل صديقنا هو الخريف
لم يكن الحبّ رفيقنا
بل الوهم والأنانيّة
نضجر من وجوه بعضنا
نضجر من مرايانا
نضجر من حبّنا المزيّف
صوتنا رعد وعواصف
لا لا غير معقول
لن تموت الكلمة الجميلة
بأيّ سيف ، بأيّ سلاح، بأيّ سجن
بأيّ عصر
الكلمة الجميلة هي الهوي والحبّ
فلا بدّ أن ينتصر الذّهب
والصّدق على الكذب
والوفاء على الزّناء
والجمال على القبح
والحياة على الموت
والحمام على الدّجاج
لا بدّ أن ينتصر العشق والحريّة
على الزّواج والملكيّة
نريد عودة السّماء
لتصبح النّساء في دنيا العشق
عصافير نور وسعادة
لا عصافير نار وعذاب وشقاء

نريد نهار نمشي فيه
إلى منبع الضّوء

بدون دليل
نسجد للكلمة البيضاء
للحليب، للبكاء
للبراءة والصّفاء
سلام على الدّفئ
سلام على القطن عند الأصيل
هل يقبل الحبّ دعوتنا لكي نرسم
المستحيل
فلم يبقي من فسحة العمر إلاّ القليل
نريد إسترجاع السّماء
بالكلمة ، بالعشق، بالصّدق والوفاء
بالرّعد بالبرق بالبكاء
لكي تشرق شمس الهوي
ونري الإنسان كزوج حمام
محلّقا بذاك النّقاء
نريد إسترجاع السّماء
بإمرأة
عوض الموت تصنع الحياة
عوض العبوديّة تصنع الحريّة
عوض الظّلام تصنع الضّياء
وعوض الذّهب تقّدّر الحبّ
نريد إسترجاع السّماء
برجل
عوض الغرور يصنع التواضع
عوض الأناتيّة يصنع الحبّ
عوض التّسلّط يصنع المساوات
عوض الزّناء يصنع الوفاء
نريد إسترجاع السّماء
بإمرأة ورجل
عوض الموت
يصنعان الحياة
نريد خفقة قلب وعقل
يمجّدان الهوي
والفضاء
والإنسان

vendredi 24 octobre 2008

يا هوي

إسحرني يا هوي
قل كن ... سأكون كما تشاء
أنا من أنا
إنهيار وشهقة وإرتماء
أنا هنا لأجل الحزن والبكاء
أنا الأوجاع والألم
والعذاب والشّقاء
ولك ما شئت وما تشاء
فأشهق وأسترح يا رداء
إن غاب عنك الهوي
النّار تحوّلك طين وماء
وإن غابت عنك نار الهوي
ستبقي خشبة زرقاء

لي للطّيب شهوة
وحروفي ألّفتها
من خطيئتي السّوداء

فيك بعض الشّتاء
وكلّ الفصول عندي شتاء
يا هوي
صباحي عليك ورد وماء
وضريح صلّي على الضّياء
إسحرني كما تشاء
أنا إنسانة تعشق بكبرياء
تعب الجرح
وطاش الهدي
وظلّ الرّشاد يناديه المدي
سألت فيك اللّه يا معذّبي
كن معي أبيع عمري
وأشتري حفنة هوي
أعشقك إنسان أنا
أعشقك إنسان وكفي
وأفكّر لولاك
لم يأتني من عبيرك غيب
ولا شذي
لو أنّي لست أحبّك إنسان
فماذا أحبّ إذا
الموت أصبحنا نصنعها
لأنفسنا يا هوي
فهل لنا مع حبّك الكبير
إنعتاق ورجاء
هل حرام
أن يكون لنا بيوتا في الضّياء

منازل كمنازل العصافير
فيها ألات الهوي كلّها
متى متى
ستدعونا
إلى إنعتاق أزرق

حدوده المحال
لنشرد عصافير من شذى
لم يخطروا ببال

jeudi 23 octobre 2008

الأمل

أمسي إنتهى
لا شيئ يستدعي البكاء
ثرثرت جدّا حتّي
لبسني الخريف
مزّقني كالرّداء...
مزّق ظنوني الجوفاء
كسّر غصوني
أتلف أوراقي الصّفراء
تركني عارية ... عارية
وصيّرني مجنونة حمقاء
قال ..ضيقي مع التيّار
وتفرّقي ما شئت وإجتمعي
أنا والتيّار عليك
تمسّكي بهوي زنّاره
يبكي بلا وجع

بيديك قلم يحميك من الطّمع
غريزتي كبريت في طغيانها
إرتفعي ... أيأكل ما به الكبريت
إنّ الشّفاه الصّابرات أحبّها
ينهار فوقهما الجبروت
أنا الحريق .. أنا جنون الخريف
وقد صيّرتك في هنيهة جدولا
والوجد يبكي بعينك
والحرف فيه وثائق حقدى
الحرف يوقد الشّموع
في خطاه وليس

يخاف ...
كلّه أهداف

يا شفاه ثرثارة
يا قولا منشالا على الثّورة
حيث رفّ القلم تفتّحت
على يديك نجمتين

وحيث سال الشّذى
تفتّحت وردتان

سأل الحرف
عن الحبّ كيف كان

وكيف إستحال الهوي
حرائق في ثوان

كان الحبّ
شلاّلان من ذهب

أنبوبان من عبير
يقال شيئ غزير الضّوء
يقال النّجوم هناك باكية
تصبو إلي دفئه
سأل الحرف عن الثّلج ما..
والموت ما ...
تنهّدات المعزف
ما صيحة العصفور .. ما
تلك أثواب الهوي
ثوب فاقع مقدّس
وصورة تلفّها البراعم
ذاك السّوار.. ذاك الجناح
يبكي الحبّ والخاتم

ذاك السّوار قميص الهوى
الّذي لا يساوم

لا تكوني بخيلة وأكتبي
ففي عيوني وعروقي
مقرّ كلّ رسالة

يا خريفيّة الرّداء
فالوراء الوراء
نهر شربت منه حلمة زرقاء
وقرّت على العين حمامة بيضاء
أمسي إنتهي
لست بحاجة للبكاء
نسيت حزني في لحظة
وأشرق في وجهي الوفاء
ورجعت كطفلة تحمل حزمة
من الأغنيات
أمسي إنتهي عاد إليّ
اللّون والنّقاء

mercredi 22 octobre 2008

زواج أو جواز السّفر

غريبان مسافران في قطار مجنون
إلى مكان مجهول
والسكّة الحديديّة
سفريّة
العقل والقلب
العلم والحبّ
كلاهما مصاب بجنون العظمة
تضائقهما معاهدات الصّلح
والهدنة
المأذون حوّل العلاقة بينهما حرب
البدعة أنّ هذه الحرب بينهما
ثقبت علينا الفضاء
وبدأنا نحترق
أحدهما تزوّج الحريّة
والثاني تزوّج العبوديّة
ثمّ أخذا يطلقان على بعضهما
القنابل المسيّلة للدّموع
الّذي تزوّج الحريّة
بيده سلاح لا يقرأ ولا يكتب
والّذي تزوّج العبوديّة
بيده كتاب الحبّ حرام
والحريّة بدعة جاء بها الإستعمار
وعلينا أن نعبد المجهول والموت
الخوف ركبهما الإثنين
قطار مسافر في المجهول والظّلام
يسوقه
سائق مقتدر
إسمه الخيال
يقتل في طريقه الحقّ والحبّ والحريّة
هربت منه الطّيور مذعورة
يطلق النّار على الحمام والسّلام
ويجعل المشاعر من خشب
المأذون كتب الوثيقة وذهب
ماذا نقول
نقول ليس لنا مسؤول
لا أحد بالطّبع يجرأ أن يقول
يا ضائعا بهذا القطار
جواز سفرك عند المأذون
عنوانه حين نغفو
فهو يعرف من نكون
هو السّلطة العليا والمسؤول
جواز السّفر لا تأخذه
إلاّ عن طريق المرايا
والكشف الدّقيق
إقرأ يديك، وإقرأ ما قدّمت يديك
وما أخذت ....
إقرأ ففيهما نور اليقين
فالأصابع تستثير الخيال والحنين
الأصابع لو خسرتها
يسقط هذا الكيان
يسقط منك الإنسان
حاول أن تبحث بهما
عن المخبوء في أعماقك
حين تجلس للكتابة
وزّع بهما الخبز على الجائعين
أعطي بهما دروس المحبّة للعاشقين
حاول أن تكون كلمة تلمع
في عتمة الضائعين
حاول خلال العشاء والطّعام
أن تفهم حوار اليدين
أن تفهم ما وراء المعاني
إشرب ماء اليدين خلال الحوار
وحدّق في شفتيك لبضع ثوان
ما أحلي ماء اليدين
وما أحلي كلام الشفتين
ماذا ستقول
ستقول أنّ الشّعور
والعقل غريبان
مسافران ضدّ الرّيح
صعب.. صعب
أن يجلس رجل وإمرأة
والكلمة بينهما
لا تمطر ولا تنزف
بكحل العيون
الحبّ هو المأذون، والشّهود
وهو الّذي يعطي جوازات السّفر
وكلمته
تدخل فينا من اللاّشيئ
وتخرج منّا مع الهوي في اللاّشيئ
وفي حقيبتها دوما مكتوب
إسمه إحباط
لشخصين
لا يقدّران العقل والأحاسيس والكلمة
كانا يعتقدان أنّ الشّمس والقمر
يخرجان من حنجرتيهما
فما مصيرنا
أيّها الحبّ القادر القدير
وهل إنسان بدون عقل
ومشاعر وكلمة
هو إنسان أم ماذا
معقول لنا يدين نصنع بهما
الخبز والسّم في نفس الوقت
نصنع بهما الإنسان والحيوان
في نفس الوقت
نصنع بهما الضّوء والظّلام
في نفس الوقت
معقول لنا لسان يصنع الحرير
ولسان يصنع الشّوك
لسان يحلم بقبلة مقدّسة
ولسان يحلم بقنبلة
معقول لنا عقول
ولنا مشاعر ولنا عندك يا هوي
قبول
لقد سلّمت يا هوي أنّك غير
موجود
وتركت الجود لأهل الكرم والجود

من حقّي أن أختار

من حقّي أفهم، من حقّي أختار
بين حبّ الجنّة وحبّ النّار
من حقّي أن أفهم
كيف هذا الحبّ عند الدّواجن
وكيف الحمام من الكذب
قد هرب وطار
من حقّي أن أصارع الرّيح والدّوار
لأفهم معني الطّبلة والمزمار
من حقّي أن أتجدّد كلّ يوم
وأسحق أخطاء الماضي
وأحوّل حزني فرح
وليلي نهار
يا ضوء العيون
أنتما شفتين، أنتما عشيقين
أنتما نفسين ، أنتما يدين
أنتما خطوتين
كونا يدان طيّبتان فوق جبيني
حتّي لا نغرق ولا ننهار
حتّي نفرّق بين دموع البحر
ولغة الغبار
بين لغة الماء ولغة الأغوار
بين لغة الهواء ولغة النّار
يا شمس الهوي والحريّة
خيالي يصوّرك مرآة سحريّة
عصفورة من نار
وشجرة طيّبة عاطفيّة
خيالي يصوّرك
شيطان رجيم ورحمان رحيم
لا تحرميني من يديّ
فهما أجمل ما صنع الحبّ إليّ
لي بهما قدرة على الكتابة
والتّعبير
لي فيهما عطر وعبير
لي قدرة على ما تكتبه يديّ
وليس لي قدرة على ما تقوله شفتيّ
كيف يا سيّدتي تحرميني من يديّ
وهما نبع العشق والذّكاء
نبع الفرح والبكاء
نبع الحريّة والشّقاء
هل بهما
العصفور إكتسي بالرّيش
والتّراب إكتسي بالعود
كيف سيّدتي تحرميني من
هذا الكرم من هذا الجود
فبهما ثرت كالخريف
وبهما بكيت كالشّتاء
وبهما غنّيت للرّبيع
وبهما صفّقت للصّيف في الهوي
صفّقت بالفرح والغناء
إفتحي باب الفرح
فالقلوب للضّياء تنشرح
كوني إمرأة تضيئ ليلنا
ولا تمشي بقربنا كالشّبح
الرّجاء الرّجاء
لا تحرميني من يديّ
أيّتها العزيزة العذراء
ملكة العشق والهواء

mardi 21 octobre 2008

الوهم

الحبّ وهم وظلال في خواطرنا
يجرح الأحاسيس
يحطّم المرايا والعصافير والزّهور
ويملأنا بالكوابيس
إغضب ثور، تطلّع للنّور
فلولا غضب الموج
ما تكوّنت الجداول والبحور
علينا أن نعترف، علينا أن نقول
عواطفنا عواطف الخشب
أحاسيسنا أحاسيس اللّهب
حضارتنا حضارة الغلب والتّعب
ليس لنا أب يغمرنا برحمته
نعيش بحلم عودته
ينمّينا بصدق كلامه ومحبّته
ليس لنا أمّ
تزرع بداخلنا الأنوار
تحوّل ليلنا نهار
تكتب لنا كلاما جميلا
وتخرجنا من عصور الغبار
عشنا في رحاب منزلنا الكبير
مع الخوف والزّوابع والدّمار
الجحيم صداعا عاش يرافقنا
كلّ أطوارنا فوضي
كلّ أفكارنا متوحّشة
صوتنا وحشيّ
حبّنا تحتيّ
ونحن نقطة حائرة هامشيّة
وإمرأة عدوانيّة
تصهل كحصان
في براري الحريّة
تجهلها نضال
تجهلها قضيّة
آمنت بها جلسة على شاطئ البحر
أو ليلة جنسيّة حمراء
تحت أجنحة الظّلام
في التّستّر
حبّنا إحساس بشع
يشعرنا بالدّوار
ضريبة ندفعها بغير إختيار
الرّجل يعود الى المنزل آخر اللّيل
في رتابة كساعة الجدار
وألف إمرأة يشاهد
شفاههنّ كذرّة الغبار

يصهلن في العراء بدون حياء
حبّنا لونه من عزّة الصّحراء
سماءه تمطر السّواد
سماءه لا تعرف الماء
حبّنا يدقّ لنا طبول الذّعر بالأحمر
يرسم إمرأة عارية
والثّدي قطعة من السّكر
يرسم عصفورا من نار
ويترك لنا جرحا كبيرا في الدّفتر
حبّنا خفّاش ليل مذعور
يكره الشّمس والنّور
ويؤمن بالسّحر والشّعوذة والبخور
يصلب الكلمة المعمّرة
ويسجد للكلمة المدمّرة
حبّنا ليليّ لا يفهم النّهار
ولا يري الأنوار
حبّنا طفل ضائع في الزّحام
لا يقرأ المرايا في الأحلام

lundi 20 octobre 2008

مصباح الظّلام

أرى الضّوء رأسي يدور
كأنّي سؤال بغير جواب
كأنّي أعيش في الضّباب
أبكي وأبكي بغير إرادة
وأسأل عن معاني السّعادة
إذا رنّ هاتف إليه أطير
بفرحة طفل صغير
أقول أمّي، أقول أبي
أقول حبيبي، أقول صديقي
هتف إليّ .. فكّر فيّ
كلمة جميلة أبني بها قصور
أحيا بها شهور
تشعرني بالفرحة
وتسقيني لبن العصفور
وأرجع لوحدتي أعيش وهم الجواب
ما الّذي أفرحني
وما الّذي أحزنني
ما الّذي حرّكني
ما الّذي جمّدني
من زركش بالفرحة مشاعري
من زركش بالحزن عواطفي
أهو فم حنون هاتفني
أهي حنجرة زقزقت
أشعرتني كأنّها الوتر على مسمعي
ماذا في داخلي
أنثى أم ذكر
يشقّان دعوة الهاتف
أم هما إثنان كأنّهما
ربوة تعانق ربوة
كأنّهما أساطير لهما
للطّهر شهوة
أيّ صدر ينبع منه هذا الصّدف
عقلي منخطف... أعترف
أيجحد الصّدر ما منه تلف
متي إلتقيت بك يا نجمتي
أنا مبهورة
شفاه لا أسمّيها
إلاّ بوح المزرعة
فيها الفصول الأربعة
أيّ مغزل
أيّ جدول طيب وجوهر
وكم رضع هذا الفم
من ثدي الخطيئة
أيّ شمعة ذابت فيّ
أتبعها بالتّنهّد
كيف يا نجمتي يا كلمتي ستتلاشي
من على مضجعي
أخاف تذهبي وفي الظّلام
تتركيني
أين أذهب
أين أهرب
أشعر أنّك الأقرب
كيف تهرب الوردة من عطرها
كيف تهرب الشّجرة من أوراقها
وثمارها
كيف يهرب البحر من زرقته
والسّماء من زرقتها
وكيف أهرب أنا
من موتي وظلّي وكلمتي
كيف تسرّبت
أيّتها الكلمة أيّتها الملكة
أيّتها النّغمة في جسدي
حتّى أنّ إعتيادي على غيابك صعب
وعلى حضورك صعب
لولاك لا شيء يقال
ولا شيئ يكتب
ولا شيئ يحزن
ولا شيئ يفرح
ولا شيئ يشجي
ولا شيئ يطرب
ولولاك ما أصبح العمر أخصب
والحضارة أعجب
أين أهرب .. أين أذهب
لماذا أنا على موقدي أصلب
أنت طهارتي وعاري
لا لا أريد أن توصمي أنت بعاري
منك تعلّمت كيف الكلمة تغيّر الأزمان
وتظلّل الحيوان وترفع الإنسان
وتصفّي الجبناء من الفرسان
منك تعلّمت
كيف الورد يخرج من الأشواك
وأنّ لا أحد في القلب سواك
صعب عليّ سيّدتي
صعب وألف صعب
أن أتصوّر شكل الكلمة في المطلق
وشكل المحبّة في المطلق
وشكل الحريّة في المطلق
صعب عليّ
أن أقارن بين الأرض والسّماء
بين العذاب والنّقاء
بين التّراب والهواء
بين الكذب والوفاء
بين الظّلم والضّياء
صعب عليّ أن أقنع الإنسان
بأنّ الكلمة الحقّ والمحبّة
هي مصباح الظّلام
هي مصباح الحريّة
لا أقدر أن أكون ألاّ مسجّلة
تعيد على مسامعك
أنّك الحبيبة المفضّلة
والنّجمة المفضّلة
والكلمة المفضّلة
فجسد الإنسان لغة
وأكثر النّاس لا يفهمون القراءة
جسد الإنسان مزرعة
وأكثر النّاس لا يفهون فنون الفلاحة
جسد الإنسان لحن من الألحان
وأكثر النّاس لا يفهمون فنون
الموسيقا والغناء والطّرب
جسد الإنسان قطار سريع
وأكثر النّاس لا يفهمون
معاني الجسد
أنا حالة من الحزن
ووجهي ضائع في هذا الزّحام
لا أعرف كيف إجمع
وهم التّراب مع وهم الهواء
في شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع وهم البحر
مع وهم المطر
على شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع الخير والشرّ
على شفاه واحدة
و لا كيف إجتمعت الحرب مع
الحبّ في كلمة واحدة واحدة
ولا كيف إجتمعت القنبلة والقبلة
على شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع الغازوالحليب
على شفاه واحدة
ولا كيف إجتمع الظّلام والنّور
في مقلة واحدة
ولا كيف إجتمع الدّجاج
والحمام على أرض واحدة
،

أكتب

أكتب.. قصص الهوي المرّ
قد أفسدتني

الحبّ أن نموت
لتزهر الأحلام والآمال

أكتب و لا تجرح التّمثال في صمته
فلكم بكي في صمته تمثال
هذا الحبّ تسيل منه ظلال
سرّ يمزّقنا لا يقال
إرجع لنفسك وأكتب
الكلمة العظيمة رفعت
الإنسان في الهوي...

أحسب كم عدد النّساء
في حياتك

وكم عدد الأصدقاء
هل لديك حبيبة ?
هل لديك صديق?

هل لديك حبيبة تحوّل
القصدير ذهب?

هل لديك صديق
تجده وقت الضّيق?

أكتب حبيبتي توحّشت
الحمامة أصبحت قطّة
سلام على ما كانت
صوتها كان يناغي الطّيور
وجه بسيط كان وجهها
ينبوع طيبة كلامها..
أكتب الحبّ
في الأرض بدأ معها

ولو لم أجده لكنت إخترعته
من خيالي
أكتب حبيبتي كانت
تحبّ الكلام الجميل

كانت تشرد مع النّسيم العليل
كانت لا تحبّ الظّلام
وتعشق المصباح
وضوء القناديل

أكتب حبيبتي
كانت تحبّ رجلا أمينا

ليس له مثيل
كانت تحبّ واحد بلا بديل
كانت تحبّ ولأجل حبيبها
تنام على الحصير
أكتب... ثوبها كان أبيض حرير
يرشّ الثلج حين يطير
أكتب ماتت الحبيبة
وكفّناها بالأبيض

لأنّ الحليب الّذي
تعطيه أبيض

والقلب الّذي تهواه أبيض
والحبّ الّذي تعشقه أبيض
والكلمة الّتي تبعث فيها
الحياة صادقة كالحليب
أكتب كنت لها الظلّ الأسود
والعار والموت الأسود
أكتب... دفنتها حيّة
في جهلي الأسود
وسقيتها بحبّ أسود
من قلب أسود
أكتب دفنتها بكلتا يديّا
في نار العبوديّة
أكتب كنّا غريبين كالأرض
والسّماء
ولا يملك السّماء والأرض
إلاّ هذا الهوي
وكلام الهوي سلطان



اليسار

صيفيّة عقدة أشواقنا
وشاحنا الحقّ والحريّة
والحبّ في جنبنا الأيسر
ماكث في زاوية منسيّة
والقلب محرّك للغاز
عقدتنا نحن اليسارمواقد الشّتاء
تشتعل الحرائق فينا على مهل
عرفنا لذّة الضّياع في الشّوارع
مدينتنا حانة للخمر
ليس لها سوانا
تبحث عن يدانا
لا ليس لها أيادي
مضي الرّبيع يخبر أنّنا متنا
مضي الرّبيع يخبر أنّنا حين
ضيّعنا نارنا ضعنا
نارنا إمرأة حمقاء، مجنونة، بلهاء
أمطارها السّوداء نرتاح لها
القلب والعقل والرّياح عليها
يا ويلها حين تحتمي
بين أيادي العاصفة

اليسار يمشي مريض في سبات
كتاباته وأفكاره وزعمه ووعوده
بلا فائدة
حين يحكي يجعل المرأة حرّة
في لحظات
يبني لها قصرا في الهوي بالكلمات
اليسار يمشي تحت الشّمس
جثّة من قصب
أوجعتها الشّهب
اليسار كافر بخفقة القلب
بالحبّ
والخوف يقصّ له جناحيه
ويملأ قلبه بالرّعب
كفي .. كفي..
غبار الصّحراء يعمينا
وغير الكذب لم تشرب أراضينا
حبّنا لا يفهم أنّ مدينة بغير حبّ
لا تحلم بالحريّة
أيّ حريّة يبحث عنها هذا اليسار
حريّة فوقيّة أو تحتيّة
حريّة ضوئيّة أو ظلاميّة
حريّة للحياة أو للموت
حريّة الإنسان أو الحيوان
حبّنا ذئب جائع ينهشنا بلا رحمة
اليسار كافر بالمرأة، بالكلمة
بالحبّ بخفقة القلب
هو واليمين يقبران المرأة حيّة
في الجهل ، والظّلام ،والعبوديّة
كلمة اليسار واليمين
طبلة فارغة
والرّجل يضرب من الجهتين
وهي تصيح
بالأليف والياء
آي قلبي... آي عقلي
وترقص حافية القدمين
على الأشواك
ترقص وترقص
لحبّ كاذب وخائن...فارغ
لحياة تعبد المال... فارغة
لحريّة مستلبة... فارغة
لجنّة مفقودة..
جنّة فيها الموت فارغة

ترقص وتغري الحاضرين
بجسد فارغ
علي إيقاعات الفنّ الشّعبي الأصيل

samedi 18 octobre 2008

المرأة والزواج

المرأة عود ذليل
في بلاد البسطاء
وتاريخ بأحلام كسولة
وخرافات وطن
يبحث عن بطولة
مسكينة
لم يبقي شيئا منها
ماذا تريد
هي لا تريد
هي لا تملك أن تريد ولا تريد
الرّجل يغرف ما يشتهي منها كما يريد
هي وعاء للصديد
هي أحطّ أنواع العبيد
ساذجة، طيّبة،بسيطة
أنا لا أحبّها
لا أطيقها
أنا رجل أبحث عن الشّفاه الحمر
أبحث عن الشّفاه المخطئة
وهي نقيّة كاللّؤلؤة
باردة، هامدة، كالموت،كالثلج
بصراحة أنا رجل يتعبني الصّقيع
ويرهقني الرّبيع
زوجتي المرهقة ماذا تريدين
بوضوح قولي ماذا منّي تريدين
بردت قهوتنا
بردت حجرتنا
تلوّثت كلمتنا
ماذا منّي تطلبين
أنا إمرأة بدأت أشعر بالقرف
لم أعد أري بعينيك ضوءا

لم أعد بتاريخك شيئا
بدأ الصّدأ يأكلني
وبدأت أتمرّد عن الشّوق الأجير
عن هذا الزّواج الحقير
سأرحل أين الحقيبة
لا فائدة نلوك الحكايا الرّتيبة
تقلّص فيك الضّياء
تحجّر فيك الوفاء
كفاك كذب ، كفاك هراء
كفاك تحملق في عيوني بغباء
كاذبا أنت وخائنا
وحبّي لك دعوة أدّعيها
تحوّلت موت
نعم نعم تحوّلت ضجر وعذاب
لم أعرف أبدا إمرأة هزمتني
وضربت شواطئي كالبرق
ونزعت أقنعتي
صحيح كنت أمثّل العشق
ولم أكن أصدّق بإمرأة دون بديل
أتراه طبعي كان بذيل
لم أعرف إمرأة علّمتني انّه
في منطق الهوي
لا تكفي فتنة الوجه الجميل
يا من تحدّثني ببساطة
عن لغة السّماء
وتتكلّم عن أبسط الأشياء
وأبهي الأشياء
سأدعوك هذا السّبت للعشاء
ليكون الأحد
هو عيد الحبّ الواحد الأحد

ستكونين طفلة تكبر بين يديّ
حوريّة أرسلها البحر إليّ
إسمك مكتوب بالأحمر
يرسم عصفورا أخضر
آه يا صديقتي تصوّرت نفسي
ملكا لا يغلب
حتّى أنّ نفسي من نفسها تتعجّب
تصوّرت نفسي طفل
يشتهي أن يطول أبعد كوكب
كم أنا محتاج لإمرأة
تجبر جناحي المكسور
أبكي فوق ذراعيها كالعصفور
الحياة بلا حبّ
كالشّجر العاري
كالأوراق اليابسة
كالجوّ الماطر والأنواء
الحبّ يا صديقي باب
مختلف عن كلّ الأبواب

مختلف على كلّ
ما قرأت وما سمعت

الحبّ مكتوب على خدود الورد
على أجنحة الطّير
مرسوم في حقول الحبوب
في ميناء البحر
الحبّ له قصر واسع وجميل
ومضيئ
في السّماء لا نعرفه
وله قصر
مظلم أيضا في الأرض
لا نعرفه

النّساء حرثا لكم

كلمة رائعة ومخجلة
في نفس الوقت
كلمة تشرّفنا وتفضحنا
في نفس الوقت
كلمة مريحة جدّا
ومؤلمة جدّا جدّا
ال
مرأة حرث....المرأة أرض
المرأة كلمة...المرأة شمس
المرأة مرآة مدهشة
للإتسان والجتمع
هي جاهلة ... مجتمع جاهل
هي مقبرة... مجتمع في الظّلام
هي عاشقة ...مجتمع في النّور
المرأة حبّ .... المرأة رحم
هي حرث من حيث إن زرعت
ورد...
تحصد ورد وإن زرعت
شوك...

تجني شوك
هي كلمة من حيث إن زرعت
صدق...

تحصد صدق
وإن زرعت الكذب تحصد

كذب...
هي حبّ من حيث إن زرعت
العشق تحصد

سعادة
وإن زرعت الخيانة تحصد

العذاب
هي حريّة وعبوديّة
بحيث من آمن بحقوقها وحريّتها
يحصد حريّة
ومن لا يؤمن بذلك
له العبوديّة والموت
المرأة في غابة
حريقها موجع
كسلى بغير حبّ
لا تزرع ولا تحصد
جادت وجادت
والنّهد قطعة صيف مثلّجة
ممدودة الأذرع

مطر مطر وحكاية حبّ مخجلة
والبيت جدّا فوضي
النّهد يضيئ برتقالة
غارقة في الدّموع

وغيمة من نجوم
تضمّ قبر الوالد
هل تعرفون قبر والدي
لا يعرفه سوي قبرها الضائع
في القفار
واللّيل في وجوم
وكفّ الوالد مشدودة إلى التراب
إشتعلت في والدي كرامة التّراب
ما قيمة التّراب
لأنّ في إنتظار النّجوم معركة
إسمها معركة التّراب
إشتعلت في والدي كرامة الكلمة
ما قيمة الكلمة
لأنّ في إنتظار النّجوم معركة
إسمها معركة الحريّة
والإنسان
مات الوالد العظيم في الوطن العظيم
مات على الصّليب
وتحمّل العذاب والجروح
وآلام الخيانة والكذب
وعندما يأتي المساء
يولد الوالد ويضيع الكبرياء
ويبكي الرّجال كما تبكي النّساء
أيّ ضعف يتولاّنا
إذا الكلام تدفّق
والضّوء تدفّق
أيّها الرّب
أيّها الشّيئ الّذي لا يصدّق
دمت للملايين
الّتي لا تلتقي بالخبز

إلاّ في الخيال
والّتي تسكن بيوتا
من سعال

دمت للأغنياء
اللّذين كلّما طالعتهم دموع البحر
ووجه القمر
يزيدون آلاما وبكاء
اللّذين كلّما طالعهم الموت
يكبّرون بإسم الكلمة
وصدق السّماء
يكبّرون بإسم الأمّ والآب
وحقّ الأبناء

vendredi 17 octobre 2008

الملكيّة

سلطانة العصور والأزمان
الذّهب المكدّس راحتها
ضوء الشّمس يوجعها
صداها يفترسنا
إله في معابدنا
يأمرنا ونمتثل
رحلة في الطّيب لا تنتهي
قرارها أن لا قرار
حلم منشال على الثّروة
عنيف كالنّار

الحبّ مواجهة كبري
مواجهة ضدّ التّيّار
الحبّ يحملنا عليها
يحملنا مثل الثوّار
حلم منشال على الثّورة
قراره حقوق الإنسان
كلّ منّا له يد
يا روعة الرّوعة
برهة من عمر يكمن فيها أبد
يا عاشق الملكيّة بأيّ شيئ تفد
إن جاءك غد
إذا هلّ الأحد
ماذا ستقول
تقول عيدي الأحد
لو قلتها الآن يغنّي لك العدد
من عشق الملكيّة
عاش في وهم الجواب
طيفه في الحلم مجروح العتاب
ويضحك الدّجي
ماذا يقول

يقول ليس لسيّدي إلاّ التّراب
هل في حلمك من خطاب
فتصيح أين مركبي
أين يديّ
أين عنواني
سراب في سراب
تلك هي الملكيّة
زنبقة وحشيّة
عنوانها عنوان منزلنا
نرجو الضيّاع ونستريح له
يا حبّ أنت الدّرب
الّذي لا يضيّعنا
سألتك دغدغ شعورنا
فما جميل لديك جميل لدينا
يا فاتح هذا الفضاء
الحنون
لأنت الرّفيق لأنت الصّديق
دنيانا هل تمضي بها النّار
هل إذا ضاعت حواسنا ننهار
هل إذا ضاعت كلمتنا
نصبح في العار
خبّئني بين يديك
الملك لك
والسّلطة لك
وليس لنا من نارك
إلاّ البكاء

mercredi 15 octobre 2008

الأسماء

إسم الإبن كلمة معني
هويّة وتاريخ
أسم مكتوب بالذّهب
إسم الأمّ له معاني من عبير
الصّيف معاني الزّرع

والحصاد
معاني الضّوء والهواء
أسامي مكتوبة بالنّار
لا أحد منّا قد إختار
الأمّ إمرأة في ضوء الصّبح
في الرّيح
إمرأة من عجب
عصفورة لها مملكة الحبّ
إسمها بريد ورسائل
إسمها أحلام إسمها حريّة
إسمها الكلمة

إسمها رائع التّطريز
الأمّ بيت سقانا الحبّ والرّحمة
ونحن جدولان من حنين
طيف الأم على الأرض مكتوم الأنين
لحن حزين كأيّامنا حزين
يطوّقنا كطوق الياسمين
ماذا أتتبعنا
لا لا شيئ يتبعنا
ماذا أتعرفنا
لا لا شيئ يعرفنا
ماذا هل الكلمة حيّة
لا الكلمة ماتت من زمان
ماذا الحمام في المساجد
والأماكن المقدّسة
ينشد الصّدق والوفاء والمحبّة
لا هو في تلك الأماكن للزّينة
صباح الأصابيح أنت
هذه الكلمة الملكة
تسعي بك وبها غرور

الطّائر الجميل
لكنّ الكلام بينك وبينها ثرثار
بلا معني
وصحو العيون سراب
خواطرنا وأفكارنا كلّها عندها
في الهواء، والضّوء
فإذا أخذت منّا نارها وهواها
أيّ ثغر وأيّ كلام يا تري نختار
شفتان يا لنا منهما
بهما سعدنا وألف ألف شقينا
شفتان شقّهما الهوي
والحريّة مرسومة فوقهما
هل تري لأغنية
أم لجرح يمضي بلا إتّجاه
نحو المصابيح المسائيّة
تولد النّجوم
ترى العصافير
تقول ليتني أقدر أن أطير
إلى مسافات خرافيّة بدون تأشيرة
بدون جوازات سفر، بدون قيود
تولد النّجوم في حسن بديع
تغنّي بكلام بديع
بلغات بديعة
وبين الشّفاه يختبئ لها المساء
تولد النّجوم وكيسها
الأسود صديقها

في رحلة الوجود
يملأ دلوه من الهواء
تولد النّجوم والموت
يقول إنهمر إنهمر أنت حرّ
ليس هناك حفر
مدينة كهذه ملك لك
مرسومة بدموع الورود

ليس لها باب ولا سور ولا حدود
وليس لها كلمة حيّة و لا مصباح
ليس لها دم يصيح من وجنتيك
هي من هي
هي الأخت والصّديقة والرّفيقة
والحبيبة والزّوجة
هي نبض القلب الحيّ
هي الكلمة
تنكرها... لأجل ماذا
لأجل سيّدة أخري لديك
تحتلّ ساعديك
تكرهها وتشتهي وصلها
ماذا أتبصق الأنثي?
أتبصق الكلمة?
إسمها لا يعني لك شيئا?
لقد خلقتك إنسان
وأنت الّذي زرعت

العار في صلبها
هناك أشياء لا يعرفها أحد
إلاّ أنت وهي والمصباح
أتراها منحت الكلمة
لتسقي حليب العصافير للأشباح
أتراها أعطت الحريّة والحياة
لتكون عبدة تحت الأقدام
أتراها أعطت السّلطة والقوّة
للرّجل ليعذّبها ويدفنها حيّة
أتراها أعطت الضوء والهواء
والشّرف والكبرياء
للسيّد الرّجل
ليلبسها هي العار
والسّواد والظّلم والظّلمة
أتراها قدّمت له الإحترام
ليجازيها بالإحتقار
أتراها منحت الدّين والدّنيا
لليمين ليكون اليسار مشلول
أتراها أعطت للرّجل
الحق والمحبّة والحريّة والسّلطة
لتحرم منهم هي نفسها
هل يا ترى الحريّة ثمنها المال
والشيكات البنكيّة?
أم ثمنها كلمة
من الشّمس الوفية
في االأحلام
إسألوا
إبن العذراء
له كلمة من ذهب
جعلته يستحقّ الهوى
جعتله إنسان حرّ
يستحقّ السّماء
والحريّة والحياة الأبديّة

lundi 13 octobre 2008

قصر الهوي


يطير خيالي محلّقا
في الفضاء
نحو الطّيور
أجمع كلماتي
وأبني قصرا للهوي
مشهور

إذا أتي الشّتاء
الرّياح ستائري

شبّاك قصري
على الهوي مفتوح

موقعه بحريّ
وطيور حوله تلوح

شيّدت فيه للحبّ الأنيق معابد
وسقطت مقتولة أمام معبدي
على باب القصر
صوّرت طفلا
لأجله أقاتل وأشعل النّيران
طفلا ضائعا تحت المطر
صنعت له ثياب كالأمراء
ينوس من حسنها ضوء القمر
وكتبت حاذروا أن تلامسوا ثوبه
فهو الّذي سيرفعكم للفضاء
هو الّذي سيحرّركم
من أحاسيس
القصدير والحجر

صوّرت طفلا
الحقّ والمحبّة والحريّة
في جوانحه

تحملني لمساء ورديّ
الشّرفات

طفلي صوّرته كما أحبّ
غمّست شعره بلون الذّهب
وأوجعت بخلقه الشّهب
جمّلته ، شكّلته
داخت العصافير به
واللّه عليه صلّي وأقترب
سقيته من خفقة الضّوء
وجعلته يستهوي
الملوك والسّلاطين بالطّرب

لا يعرف الحدود حبّي له
أحبّه وحدي وما ضرّني أن يشرب
الغروب من ثغره حبّات العنب
جعلته زوبعة من عبير المسك
ونعمة على الأرض قد تهلّ
هو الدّفئ والضّوء والعشق
تبكي من قميصه النّجوم
بصدق ماء المطر

صوّرته قضيّة
صوّرت عصفورا جاء يشرب
من مياهي الدّاخليّة

حبّ الرّوح للرّوح

حبّنا كان عظيما مرّة
كان ضوئين
كان شمسا وقمر
كان زوج حمام
كان حصانين يشهق فيهما الخيال
حبّنا كان فارس
ينام في عقولنا
وقلوبنا
وثغره مرفأ سلام
كان يرسم رحلته للمطلق
ومدينته حلم من الأحلام
مدينة جمالها
لا يحكي ولا يفسّر
كان يكتب على الصابيح والأشجار
بالدّموع الحارقة
كان يقول كلاما صادقا حنونا
يزرع الهوي في الرّئتين
حبّنا كان قويّا وعنيدا
مثل نافورة من الذّهب الخالص
كان يستشهد لأجل الحبيب
ولا يتخلّي على الكبرياء
له كنوز من الأشواق
حتّي في الأحلام
متي يأتي على جواده الأبيض
أو جواده الأحمر الأصيل
كان يركض في أحداق النّهار
وعلى إسمه نمضي ولا نشعر
بالشّك ولا بالتّعب
ولا بالخوف ولا بالإنهيار
أين ذهب
وكيف مضي يشتعل
ففي البيت منه رائحة ربّ
مضي وتركنا مع الشّيطان
قطط وفئران
تركنا كالسكاري تائهين
حاولنا حرقه فأحترقنا بنار نفوسنا
بعنا الحبّ الصّادق
النّفيس للكوابيس
بأبخس الأثمان
نحكي عن الصّدق والصّفاء
ونحن بكلتا يدينا دفنّنا الوفاء
كفانا هراء
الحبّ جدول في الأعماق
تزهر حوله الأحلام
كفنا نسيان
الكذب والخيانة
أحرقا مخدّتنا بالنّار
جعلانا نغور تحت الأقدام
فتبعتنا ظلال الكذب
بالمشقّة والأحزان
كيف نصلّي وكيف
نستجدي السّماء
ما عند السّماء
لعبيد الخيانة والكذب
الأشقياء الجبناء الجهلاء
اللّذين يعيشون على الضّوء
الّذي لا يبصرون
يصلّون ويكذبون ويخونون
ويزنون ويغتصبون
القبل إغتصابا
يكرهون المرأة ويشتهون وصلها
الحبّ ليس صفقة ولا هو مسرحيّة
يتزوّج في آخرها الأبطال
الحبّ أن تظلّ في القلب رعشة
وعلى الشّفاه سؤال
ذاك هو الحبّ الّذي منح للّيل النّجوم
من غير حساب
وأمر أن يسقي الغروب
بكلام من ضياء
بكلمة حبّ وصدق
أو كلمة كذب و شقاء

الكذب

هو المسؤول عن قتل هوانا
هو الّذي حبسنا في قبضته وأشقانا
كلّ شطوطه رمليّة
وكلّ أحلامه وحشيّة
ضيّعنا حيث الإنسان رحلة خرافيّة
سافر فينا سجّان
وجعلنا نعشق قيودنا الذّهبيّة
وقال أعطيكم كلّ شيئ إلاّ الحريّة
كلّكم عبيدي وأنا أحبّ أن تعبدوني
أقنعنا أنّ السّقوط
علي شفاه الكذب إنتصار
ونحن كالمجانين نقتل بعضنا
ونحاول صيد الكواكب
ونجوّع الأمّهات
ونغتصب العذاري ونشرّد الصّغار
ونكذب في العمل ونكذب في الحبّ
ونكذب على الأحباب والأصدقاء
سقانا الكذب من البحار
جعلنا نصلّي في معابد بلا أحرار
غرّقتا قرون وقرون في غابة بلا قرار
ونحن فوق الأرض ميّتون بلا منار
بدون شمعتين، بدون مصباحين
نصارع الدّوار
لسنا حبيبين
لسنا عشيقين
لسنا رفيقين
هو عشيقنا وحبيبنا ورفيقنا
ونحن بدون عاطفة
وبدون عقل
الدّجي يضحك علينا ضحكة عالية
سقطت النّجوم وغرقت في الغدير
سقطت ضمائرالصّديد
سقطوا كالذّباب بلا مصير
سقطوا يتنفّسون من قيعان الخابية
وأنا أغرف كذبهم من شفاه الجابية
مرّ عصفور عابر
أنظرتم يوما لجوانحي
أنظرتم لريشي
تحوّلتم عنه وقلتم الصّدق حرام
والمحبّة حرام
والكذب حلال والخيانة حلال
أنظروا
جناحي إنسجام وطبعي إنسجام
ومن مدرج الصّدق هذا المقام
ومن مدرج الحبّ هذا السّلام
مروحة الهواء لا تنامي
ففي بهاك ينتحر الأسي
دمي سكران في إناء القمر الأحمر
مرحبا يا مرحبا
على الأشواق طوفي وإنبضي بالنّار
وإشردي أغنية ومزمار
أنت يا أنت
لقد وشّحت بالدّفئ خريف عمري
رشّي ليلنا موسيقا
وإسقنا من هواك إبريقا وإبريقا
فعيناك إن ضحكت لنا
تطلقنا كحقّ الورد تنسيقا
وتشبعنا قبيل الوعد تشويقا

الحبّ

الحبّ سلطة
والهوي سلطان
الحبّ شعور نعشقه حرّ
وهو يدفعنا في بحر القدر
الحبّ مدينة غريبة مغلقة
جاءها المغامرون
وأكثرهم إنتحر
هو بحر غامض وغدّار
ونحن فيه مراكب
تسعي للخلاص تحت
ضوء الشّمس وضوء القمر
هو شعور نقف عنده صامتين
فالصّمت حرم جماله
والكلام عن الحبّ يتبخّر حين يقال
كلماتنا في الحبّ قتلت حبّنا
وقصص الهوى أصبحت خيال
طلب السّعادة مع الحبّ
هو طلب المحال
إذا رجعنا إليه، إذا سألناه
نشعر أنّ حبّنا جريمة
يسطو على لؤلؤة كريمة
نشعر أنّ الألفاظ الّتي نلفظها
مع بعضنا شتيمة
والحياة الّتي نحياها سئيمة
والكذب والإكراه والظّلم
يجعل الدّنيا سقيمة
والإتتصارات الّتي نزعمها معه
موت وهزيمة
إذا رجعما إليه وسألناه
نشعر أنّ حبّنا تجربة إنتحار
فالقبلة المقدّسة تشعرنا بالعار
والزّواج قرصنة حقيرة
يمضغ النّساء ويرفع الرّجال
يسجن النّساء ويحرّر الرّجال
والحبّ يلعن النّساء ويبرّر الرّجال
نشعر أنّ المحبّة بلا كلمة بلا صدق
تشعل فينا حريقة
وتقبرنا في المتاهات العتيقة
الحبّ قضيّة
وليس غريزة حيوانيّة
والإنسان بالكلمة والعقل والشعور
له تاريخ وله هويّة
الإنسان يجهل من واضع النّار
ويعيش الحبّ بصفة هامشيّة
بلادنا بإختصار
إمرأة غبيّة،، لا تفهم الحريّة...
ولا المسؤوليّة
آمنت أنّها مجرّد بضاعة جنسيّة
وقضيّتنا إستعمار
آمن بتصفية الدّيوك البربريّة
من المسؤول عن قتل الحبّ
من هو القاتل فينا ومن فينا الضّحيّة
أزمة الشّك الّتي تجتاحنا لم تخلّف
سوى الأمراض العصبيّة
سيّدتي العربيّة
إمسحي دموع التّماسيح
وضعي النّقاط على الحروف
وكوني منطقيّة
سيّدي الرّجل
أنت منذ البدء
تجهل أنّ المحبّة
هي قضيّة حقّ وصدق وحريّة
وأنّها هي الّني تحملها للفضاء
وهي الّتي ترجعنا للعصور الحجريّة

dimanche 12 octobre 2008

الحريّة

لؤلؤتي الحكيمة
أنت ما أنت
ملاك أنت أم حمامة
أم أنت سمكة ذهبيّة
لؤلؤتي الكريمة
أشعر أنّ حبّي لك أكبر جريمة
يا من بطلعتك تشدوا الطّيور
يا من تضيئين علي النّائمين
بالحقّ والمحبّة والحريّة
صمتك كبرياء
حزنك كبرياء
وأنت في مجالنا النّارو الهواء
صباح الخير يا حلوة
صباح النّصر والغنوة
حمامة أنت تخربش في جوانحنا
تنقرنا برفق من أصابعنا
فراشة أنت تضيئ على مراكبنا
كأنّك منذ البدء حلم في أحلامنا
ما هذا الحزن أمّاه
الّذي ترك لنا مدامعه وشكواه
أين الحبّ
سقي الرّحمان مثواه
تذكّرت أمّاه
كان كلمة صادقة لكنّنا صلبناه
كان سيّدا لكنّنا قتلناه
كان طبيبا للعيون العمياء
لكتّنا عذّبناه
كان عصفورا لكنّنا ذبحناه
كان بريئا لكنّنا ظلمناه
كان يشهد بالحياة والحريّة والحبّ
لكنّنا كرهناه
لم نصدّق أنّ سيّد الحيوانات إله
وكلمة الإنسان سيّدة الكلمات
لغة من أجمل اللّغات
كيف يقبل أمّاه
أن يكون لنا صديقا
كيف يقبل أمّاه ونحن
بالشّيطان غيّرناه
معذرة يا سيّدي الإنسان
غيّرناك بالشّيطان
وبعد موتك العظيم
لسان المال الأسود
تطاول على النّساء والرّجال
فالحريّة حريّة المال
والحبّ حبّ المال
والحقّ حقّ المال
يا سيّدي الإنسان
هذا الوحش يمضغنا في طريقه
يفترسنا بأنياب كبيرة
يقتات من العذاري والأمّهات
ويشرّد ويخنق الأطفال
يا سيّدي
أحبابه هدّدونا بالرّصاص
إن نحن تكلّمنا بصدق وحريّة
جرّعونا الملح
خوّفونا من عذاب اللّه
إن نحن عشقنا بصدق وحريّة
أدخلونا السّجون إن نحن دافعنا
عن الكادحين والأشقياء والمشرّدين
هذا الغول شوّه الإحساس فينا والشّعور
شوّه الأرض وأتلف البذور
أتلف الطّيبة من القلوب والشّعور
قضي علي الإنسان
وحافظ على القشور
صوّر لنا المحبّة جنس ودعارة
والحريّة مخدّرات وخمور
جعلنا لا نفهم الأنوثة إلاّ سرير
والمرأة بقرة أو دجاجة أو بعير
فنشأنا ساذجين
وبين الأمم محتقرين
ونصلّي شاكرين
ونحن متخلّفين
في منطق الحبّ أميين
جدّا جدّا أميين
الحبّ يشعلنا بالنّار
ويشعرنا بالعار
نمارسه بكلّ قذارة تحت السّتار
الحبّ في منازلنا دمار وأشنع دمار
حمامتي وسمكتي الذّهبيّة
أنت ما أنت
سلطانة مخلوعة على الأرض
لا تحكمين
أم أنت ملكة مدفونة
تحت جليد السّنين
تخترعين للنّائمين الحالمين
السّجن والحريّة
والدّفلى والياسمين
لؤلتي الكريمة
الحريّة في أحداق العيون
نقش جميل
على أجنحة الطّير
ودمع المطر
من فتح للطّير هذا النّقاء أمّاه
من صلب المسيح وبكي على مثواه
خرافة حريّة الإنسان
ومهزلة وسخف
فأنت في الأحلام تربيّنا
وضوء الشّمس تسقينا
حبّك عبادة
موت وولادة
حبّك إيمان
بحريّة الإنسان
وظلّك مرآة مدهشة لا تساوم
ظلّك كلمة وصليب وهلال
لا يؤمن بالحيوان
الحرف
بين أصابعي نزيف
وقلبي يعاني
لوعة الصّيف ودمع الشّتاء
وغضب الخريف
وعقلى يحلم بالرّبيع
يحلم بحريّة الإنسان

vendredi 10 octobre 2008

الصّداقة

أكتب عنها كلام
والّذي أكتبه عنها أحلى كلام
أعشقها قويّة أعشقها شمسا لا تنام
تحمل لي عبير الورد
إذا إعتراني السّأم والسّقام
سألت عن الصّداقة الرّيح
والغمامة الباكية
فضحك قلبي منّي ضحكة شاهقة
قال قلبي ...
طافت أكاذيب الهوي حولها

وقتل الكذب قلبها وعقلها
قلت آه يا قلبي أنت الشّفيع عندها
هي ضوئي هي فرحي هي ميناء
المحبّة هي ميناء الشّعاع
قال قلبي...
أكتبي عنها أكتبي

يا مجدها ... يا مجدها
ماتت الكلمة الصّادقة وهدّتها السّنين
والكلام في الحبّ تغتاله
الأبالسة والشّياطين

كم مرّة مرّ الصّباح بكم
يحتضن المواويل الجريحة
والمواويل الكسيحة
ويوزّع الأحزان والأشواق
على كلّ باب

كم مرّة مرّت شمس الحريّة
تمتصّ أوردة الغياب
وتطفو على اللّسان الّذي صلّي
على يدها وتاب
الحرف ضوء تجمّد وتبخّر
في الأفق المعتّم وغاب
غاب حرف الحبّ مكسور الجناح
تبكون عليه بالعويل والنّواح
تجربة صادقة يا صديق العمر
وأنت المسافر في الضّباب
الكلمة الصّادقة
والمحبّة والوفاء
عندكم تفاهة تشعركم بالعذاب
أعلنت الكلمة و الصّداقة الحداد
حزنا على الحريّة والأنسان
وجاعت البلاد وضاعت العباد
والخيانة تمرّ كغيمة سوداء
تغرق القرى
وتجتاح السّهول
وتتلف المراعي
وتحرق الحقول وتجنّن العقول
وتخلّف البشر فوق أرض الذّهول

mercredi 8 octobre 2008

الخيانة

فجيعتي وعقدتي،ولوعتي
خيانة الأصحاب والأحباب
نار تتقّد بها الأعصاب
تلبسني بوجعها الزّوابع
وأرحل في الظّنون
بشعور من عذاب
تنتشر الأحزان في قلبي
غيمة مثل السّحاب
وأسأل أين الصّدق أين المحبّة
سراب في السّراب
لون الخيانة لون حزين
قلبي منها مكتوم الأنين
يرتّل هل مات الحنين
هل مات الحنين
تحملني الخيانة
في سفينة مجهولة المصير
ماذا نحن ماذا
صراصير بلا جدوي
أو نحن أوعية من صديد
جاء المساء ليطوينا
يحمل منّا صدي صداقة فاشلة
ماذا بقي لنا
لم يبقي سوي مقل زائغة
لم يبقي سوي تجاويف
عيون فارغة
بإختصار ألعن أنانيّة جبانة
ألعن إرهابيّة إسمها الخيانة
لونها أسود لون الشّقاء
لعبت بالمشاعر والعقول
أسقطت الأوراق
وكسّرت الغصون
وأكلت الكواكب والنّجوم
مزّقتنا بأنياب حقدها
والحقد كالطّوفان عندها
وبحثت عن قبر أصلبها فيه
فما وجدت
رجعت أشتم نفسي وألعنها
أنا إمرأة حمقاء
تبحث عن وطن لا يحتقرها
تكتب ولا تدري لمن
تكتب للبوح فقط
بلا أمل أن تنشر
أنا إمرأة لها أصحاب
كلّ واحد منهم يعاديها ويكرهها
أنا إمرأة تعيش الجرح بلا مقتل
أسأل دائما نفسي
أليست المحبّة تعطي للإنسان
طاقة مثل طاقة الشّمس
أليست المحبّة نور القلوب
في الظّلام مع الموتي أعيش أنا
إنسانة شديدة الغباء
تبحث عن أصدقاء من ضياء
تريدهم حولها يضيئون
كنجوم السّماء
لأنّ المحبّة والصّداقة مثل الهواء
نور يضيئ على الأشقياء
رأيت الطّير محتفلا
نظرت إليه باكية
كأنّي مركب ضائع
يدفعني لكي أبكي
كما الأطفال في الشّارع
أكتب لذكري أوثان
عواطفهم من الملح
أقلّب عليهم طرفي
كأنّي لست أعرفهم
يا رفضي ويا سخطي
أكتب عنكم وإفتكاري فيكم يكفيني
أأنتم الموتي أم أنا
أفتكركم في الشّراب إذا شربت
أخيرا وليس آخرا
أقدّم إعتذاري
عن الكتابات
عن الحماقات الّتي أكتبها
أقدّم إعتذاري عمّا قلته
في لحظات إنكساريأقدّم إعتذاري
فاللّيل أحيانا يضخّم آلام الغرباء
ويجعلهم يبكون بغير بكاء
إن كنتم تعرفون ما الأحزان
ألّتي أصبحت عندي نوعا من الإدمان
أتركوني في رعاية الرّحمان
وإرحلوا
حتّي أعرف ما معني الصّداقة
وما معني الوفاء
وما معني الإنسان

mercredi 1 octobre 2008

إمرأة حقيقيّة

هذه أنثي ليست ككلّ النّساء
هذه أنثي ليست من طين وماء
هي من نار وهواء

دمعها مطر السّماء

لغة الشّرف عندها
ليس التّسلّط وسفك الدّماء
وإنّما الشّرف
شرف الكلمة
تجري فينا مجري الدّماء

في الدّنيا الإنسان
حبيبها الوحيد
له كلّ ما يريد
لكن بعد أن تفارقه يصبح
حبيب كلّ الأزمان
أعطته الكلمة
بكلّ ذكاء
ليختار بين الظّلم والضّياء
وأوّل ما علّمته البكاء
ليكون الدّمع أوّل الشّوط
لنيل المني
في النّهار
ترافقنا شبح
أضناه الحزن والتّعب
وفي الحلم تكلّم كلّ واحد منّا
بكلام لا يشبه الكلام
الصّادقين تكلّمهم بشكل الحمام
والآخرين بشكل الغمام
لا ينفع الكذب معها
وما على الإنسان إلاّ أن يبحث
عن بطولة تبقيه إنسان
كلّنا ننام بين أحضانها
في الحلم
تفتح لنا الأبواب وتجعلنا نطرح
ألاف الأسئلة بدون جواب
سألت والعين دامعة
ما بعد هذا العذاب
من أنا من?
أيّام عمرك ليست إلاّ كلمات
يطويها الزّمن
وأنت من?
أنا الكلمة العذراء..أنا الملكة
لا أفهم طبع أمّ تنجب أبناء
في الصّباح لتأكلهم في المساء
ما كلّ طير يأكل لحمه
وما كلّ شجرة تكسّرها الرّياح
لكنّ التّراب قاسي والحجر
بلا قلب ، بلا حبّ
ما معني القلب?
وما معني الحبّ?
ألستم معي في
خفقة القلب والعينين والصّوت
ألستم معي في
صيحة الميلاد والموت
أتخافين من الموت
وأمّك ألا تفهمي
كلّ صباح ترجع فيكم حاملة
زغاريد الحقّ والمحبّة والحريّة
لتقول للنّاس
الموت ليس النّهاية
هو الولادة الحرّة
عن طريق الكلمة
عن طريق ملكة
ليس لها حريّة تبجيل واحد
على الأخر
وروعة الموت والحياة معها
أن يعيش الإنسان ويموت كما يريد
ويقرّر مصيره كما يريد