jeudi 15 juillet 2010

المعلّم

ضرب المعلّم على الطّاولة بمسطرته
ثمّ فتح محفظته وأخرج ملفّات وأقلام

قال المعلّم للتّلاميذ.
على صفحة بيضاء من الأليف للياء
ستكتبون رموز وأشكال

أخذ المعلّم يتمشّي بين الصّفوف هادئا
ثمّ نظر إلى تلميذ وهو يملأ صفحته البيضاء

حسب مصطلح الأليف والياء
كان يكتب أحبّ ، أشعر، أفكّر، أقرأ، أكتب ، أحلم، أبحث، أسأل، أختار، أميّز، أتكلّم، أصمت
أبكي ، أضحك، أحزن، أفرح إلخ ... ملأ التّلميذ صفحته البيضاء
شكره المعلّم ثمّ قال له حسن أكتب رقم عشرة
كتب التّلميذ رقم عشرة، شكره المعلّم ثمّ قال له ما معني هذا الرّقم
قال التّلميذ للمعلّم، الواحد أفهمه لكنّ الصّفر يبدوا لي كأنّه لغز يرتاده الواحد
ثمّ وضع التّلميذ رأسه بين ذراعيه وقال للمعلّم رأسي فيه من الثّقل ما يجعلني أسخر
من كتابة رقم عشرة
قال المعلّم العشرة هي عدد أصابعك وعدد سنين عمرك المتكرّرة حتّي المئة
والمئة واحد ورائه صفرين أي شكلين جديدين، الأشياء على أمثالها تقع
والطّيبون للطّيّبات والخبيثون للخبيثات
نظر المعلّم للتّلميذ وقال له
الصّفر ساكنه مدير وكلّ صفر يديره واحد

طلب المعلّم من التّلاميذ أن يصنعوا اصفارا ويكتبوا عليها
أشكالا تتماشي مع الرّموز
حسب مصطلح الأليف والياء
كلّ واحد من التّلاميذ كتب رمز ومعه شكل
أ أسد، ب بقر، ث ثعلب، ذ ذئب ، ح حمار ج جمل
نظر المعلّم للتّلاميذ وقال لهم الصّفر ساكنه المدير
وكلّ واحد فيكم مدير نفسه وحياته
ضحك التّلاميذ وقالوا للمعلّم يا سيّدي لم يسبق
لنا أن قمنا بإمتحان مثل هذا
قال المعلّم آسف معكم حقّ
كم عمركم
قالوا عشرون سنة، قال المعلّم إنّه ربيع العمر
إثنان ورائهما صفر
لا نفهم شيئا عمّا تقوله سيّدي
الصّفر صفران والرّمز رمزان والشّكل شكلان
تجوّل التّلاميذ داخل الصّفر ينظرون للفراغ
ثمّ صرخ أحدهم
حمير من منكم لا يريد نفسه إنسان
من كتب في صفره إنسان
صاح التّلاميذ نسينا سيّدي كلمة إنسان
قال المعلّم الصّفر هو الوصفة الذكيّة لسقوط الذّباب
فهؤلاء فكّروا وكافحوا لأجل ضمان المستقبل
المعلّم أعدل من أن يشفق على أشكال مشوّهة
ليست الأشياء هي الّتي تقرفه وإنّما الإنسان المشوّه
تشوّهات الإنسان تنعكس في الأصفار
هكذا من يفكّر في أدني شيئ هو بالضّرورة راكبه بعلمه
الحبّ الحقيقي والحبّ المثالي هو كيفيّة خروج الإنسان من الصّفر
أجمل وأكمل، فيقرأ من صفره كنز الصّعود أوالنّزول

إنّها محنة الجهل عاقبته مرّة يأكل ويتسلّي قاطرة وصفوف التّلاميذ وراءه عربات
يقول للإنسان أنت بعقلك تقتل نفسك بعلم يميّزك عن غيرك
صفر أنت ربّه بالعقل وأشكال ممسوخة بالرّعبة

mardi 13 juillet 2010

الأسرّة أربعة والمريضة واحدة

كلّ ليلة ننام ونغلق نافذة اللّوح
لكي نرتاح لكي نحلم
ثمّ نفتح نوافذ اللّوح في الصباح
ليدخل الهواء نقيّا ومتجدّدا
كلّ شيئ مع نور الفجر وهواء الصّبح يتجدّد
جميلة وجمالها في مرضها
يبدوا عليها الإنفعال والسّعال

تجلس على حافة السّرير والآلم يتجسّد فيها
مرضها يتناقظ مع الهراء
الهراء خبزها الأسود وليلها الحزين
كلّ يوم تنشطر لكي يسيل رحيق
الشّهد من بين الشّفاه
والضّوء من بين الرّموش
إمرأة تعبد الحبّ وتنتظر الآخرين أن يعبدوه
هذا الحبّ صهريج ينطبع في الأذهان
حيث الظّهيرة صاهدة والخلافات اليوميّة كالحة اللّون
لها مذاق الحنظل
إمرأة تنتقي من القمامة نسيم يلطّف المزاج
تحلم بالحبّ من أحضان الخربف والشّتاء
مريضة ومتعبة تعيش بجنون صدمتها
مع الصّفائح الأربعة
كأنّها حصان في واقع همجي

الشّيء الجميل فيها صوتها الكاره للكلام
الكلام فاكهة إنسانيّة يختبئ فيه جنونها الرّاقد
حيث تدخل فينا وتغادر دون أن نراها
فلا نشعر إلاّ بنبضها
لديها ذكاء شيطان المربّي المقتدر
السّعادة معها عصفور جميل
لا نكاد نمسكه حتّي يطير

السّعادة معها حين تشرق فينا
كأنّنا في حفل زاه

وحين تغيب نشعر بالضّيق كأنّنا في السّجن
لا يمكن القبض عليها فهي
تمشي في الهواء كالرّيح
وتغمر قلوبنا بالحزن والفرح
الشّجاع من يدخل في حرب معها
ويرفع القدر الّذي يغلي بها
فتبتسم له ثمّ تنصرف قائلة
الحلم في اليقظة والمنام

وحياتكم وموتكم مضمونة بالقدر والقضاء
إغلق نافذة اللّوح وتكلّم عن حلم العمر
إبن السّماء لم يصعد بعد إلى السّماء
إنّه يجهّز ملفّا كي يحصل
على ترقية هناك بالإمتياز

لم يكن يثق حتّي في ظلّه
لم يكن يقدر ان يختار المرأة التّي
يسكنها ظلّه لكي يعيش بسلام
الحبّ لديه لعبة قذرة مثل شجرة ميّتة
الحبّ لديه سلطة وتسلّط على الآخرين
لم يكن يعلم أنّ الحبّ وسام في الحياة
وليس دجاجة يتقاسم لحمها الأحبّاء
وسخ كان تصوّره للحبّ ومريض
معلّم يسأل التّلاميذ
ما هذه؟
هذه دجاجة
هذه بقرة
هذه حمارة
وهذا أعزّائي التّلاميذ ملفّ
نكتب عليه واجباتنا نحو الآخر كلّ يوم بإنتظام

الملفّ يقاوم محنة الجهل والنّسيان
ما هي واجباتك سيّدي المعلّم تجاه الدّجاجة
والبقرة والحمارة
ملاعين كانوا يتسلّون بالحبّ
ليس لهم الصّبر الجميل للوفاء له
حياتهم مع الحبّ حياة العنكبوت
ماهرون في صيد الأرانب وخنق الحمام
ماهرون في قتل أضعف النّاس وأنبل النّاس
لكن من يسكن الظّل يعرف ذلك
الرّجل يحبّ مزاج العاهرة
لكن لا يحبّ العيش معها

فما إن تضاجع أيّها الرّجل أنثي حتّي تنحلّ روحه فيها
فتشعر أنّك تحتقرها
لكن في الحقيقة أنت تحتقر إنحلال روحك فيها

فذلك لن ينقذك من السّقوط
في فخّ الحبّ الخائب معها

إنّها مشيئة البؤس
الّتي سرنا نحملها
في غربتنا القهريّة
مع أنثي تريد أن تنتقم من ذكر سخر
من أنوثتها وهزء من ضعفها
فالإبن لا يزال أسير الفجور والظّلم والغرور
الحريّة مصلوبة والإبن مصلوب
والحقّ مكسور الجناح
والحبّ تحت تأثير
هؤلاء اللّذين يبعثرون المال

تحت أقدام اليائسات من المحبّة
محترفات اللّيل وما يأتي به اللّيل
من مغريات وخيرات

حيث الثّراء لهنّ يأتي بالصّدفة
حسب ما تجود به سوق المحبّة السّوداء
حيث الأفراح لا مكان لها في القلوب الجليديّة

ذئاب البراري لهم دائما موعد
في تمزيق الإنسان جسد وروح ومعني
رجالا كانوا أو نساء
الحبّ أعلن إفلاسه من القلوب وأصبح
الحنين يسمّونه مسكين
وطيبة القلب يسمّونها ضعف
براكين وفيضانات وأشعّة تخطف الأبصار
والكلام بخار في إمتزاج الألوان
من هيبة المياه والأضواء
وأشباح غارقة في الغمام
والحقّ يصرخ بصوت راعد
النّبوءة لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
إلى أين أنتم تركضون
سأنتقم من كلّ من يحاولون
أكل حقّ غيرهم بالقوّة والباطل
سأنتقم من كلّ من يجعل الآخر
يستغيث لربّه من شدّة القهر
سأنتقم من كلّ من يسجن الآخر ويقتله
لأجل المصلحة الخاصّة
أين الهروب
كلّكم للحبّ راجعون
لكم بعض الوقت لكي تراجعوا الدّروس
لأجل يوم الإمتحان ففيه يكرم المرء أو يهان

samedi 10 juillet 2010

نزاع لأجل قطعة أرض

يسيل الكلام من عروق الطّبيعة أمام ثنائيّة الحقّ من السّماء البعيدة
والحرب لم تعد صالحة للقصيدة ، والأرض على أهبة الفجر
فمن أين إلاهي نبدأ؟
خذي قطعة أرض وأزرعيها وإرجعي للحكاية الأولي
هاجري إلى الحديقة ففي كلّ شبر فيها بطاقة شخصيّة
كلّ هذا الضّوء وهذا الماء في عيونكم
لم أترك لكم إلاّ الحياة، لم أترك لكم إلاّ الحبّ
إزرعي الكلمات كالأعشاب، كالنّبات

كالحيوانات، كالأشجار، كالأزهار ، كالأنهار، كالأطيار
فجرحي وردة حمراء وبيضاء
خذي قطعة أرض وقسّميها وتحصّني بالماء والضّوء
في كلّ حوض نبات يختلف عن الآخر
ولون يختلف عن الآخر، وذوق يختلف عن الآخر
ما ترونه أمامكم في بهاء كامل هو سياسة وفنّ
في ظلّ دوري يرقد في إجازته وينتظر يوما آخر
السّياسة هي تقسيم وتصميم الأحواض
ومن ينمو في حوض ليس له الحقّ أن ينبت في حوض آخر
كلّ نوع من النّبات ينبت مرتاح فى حوضه كالحديقة
أي من يعمل معلّم ليس له الحقّ أن يعمل تاجر
ومن يعمل طبيب ليس له الحقّ أن يعمل سمسار
دور السّياسي المحافظة على حقّ العمّال وصيانة مواهبهم وميولاتهم
غير معقول أن يعمل واحد عشرين عمل
والآخر ليس من حقّه أن يعمل أو يعيش
وبأيّ حقّ يحرم الإنسان من حقّه في العمل ومن أداء واجبه المقدّس
وموهبته المقدّسة التّي سيتحاسب على حسن أو سوء آدائها مع الخالق
كلّ نبات يجب أن يكون محصّن في حوضه المقدّس
وعمله المقدّس، وحقّه المقدّس
وكلّ موهبة لدي الإنسان هي رسالة في الحياة
وكلّ عمل له أجر يتناسب مع الجهد والعطاء
السّياسة هي الوسيلة لتنظيم الأرض كالأحواض
أو المجتمع كالقطاعات

فكلّ إنسان ينموا في العمل الّذي يرغب فيه
أمّا الفنّ فدوره هو الآخر كبير
كلّ العمّال يحتاجون للفنّ والفنّ يدخل لكلّ البيوت
كالشّمس في كلّ الأوقات
كلّ حوض يحتاج للفنّ وكلّ قطاع يحتاج للفنّ
الإنسان في حاجة للوسيلة والفضيلة
كما النّبتة تحتاج للماء والضّوء
دور الفنّان كشف العيوب لدي كلّ القطاعات
فالمعلّم يخطئ والطّبيب يخطي
و كلّ عامل وكلّ إنسان معرّض للخطأ
دور الفنّان هو وصف ظروف العمّال وتشجيعهم
بالكلمة الطّيّبة، الكلمة الطّيّبة تبعث في النّفوس الأمل
والإنشراح والشّروق
الفنّان له رسالة عظيمة في الحياة تدعي الفضيلة
أي عليه أن يكون بالكلمة إنسان فاضل يعرف ما يقول
وما يقدّم ، فما يحتاج المعلّم ليس ما يحتاج الفلاّح
فعلى ضوء الفنّ تعمل السّياسة
على ضوء الفنّ تكشف الطّفيليّات
وعلى ضوء الشّعور يستنير العقل
وعلى ضوء الشّمس يستنير القمر
وبفضل الفنّ تخلق الوسيلة لنظام كامل التّكوين
كلّ قطاع هو لون، هو كلمة، هو إنتاج، هو نموّ لكامل المجتمع
ولكي ينمو النّبات جيّد لا بدّ من الدّواء والتّوعية الدّائمة
لأجل القضاء على ما يضرّ بالنّبتة وحوضها المقدّس
فتنمو في ظروف جيّدة
وذلك بالوسيلة والفضيلة، بالسّياسة والفنّ
بالعقل والشّعور
النّبتة تحتاج للتّراب والهواء والماء والضّوء
الإنسان يحتاج أن يكون منظّم حسب قدراته العمليّة
ويحتاج للكلمة سياسة وفنّ
الكلمات قلائد حول الأعناق والشّمس تضيئ للنّجوم
والماء مرآة، نمضي به ونتكلّم على مهنتنا الجميلة
كلّ واحد يحمل سرّه وحده وحزنه وحده
على حصان العرس
والوقت سيف حادّ وقطار سريع لا ينتظر أحد
أيّ رشوات سنحملها حين نعود فلا نربح إلاّ ما نقوله
من كلام عاطفي وعمل مفيد، فلا تمنحنا الحياة دلالها
إلاّ إذا فسّرت لنا الظّلال ظلالنا في منام واضح
أصابعنا العشرة تتحرّك بوهجها الذّهبيّ وشفاهنا كذلك
فمنهما تفتح لك أبواب الأبديّة أيّها الإنسان
كن سياسة أو فنّ وأصعد وإطمئنّ فهما نورين يخرجان
من الحطام تذرفهما دمعة من سيرة الوجع الخالدة
حيث الإسم مثل الأيّام يتشابه
الكلمة حرّة لا يمكن أن يمسكها الحاكم أوالبوليس
وإن سجن الجسد وتعذّب لأجل الكلمة الحرّة أو مات
فيا شرف السّجين والقتيل حين يسجن أو يموت لأجل الكلمة
فكلّ جسد مآله الفناء إلاّ الكلمة والرّوح

vendredi 9 juillet 2010

الدّعوة المحمّديّة

أللّهمّ آتي محمّدا الوسيلة والفضيلة
والدّرجة الرّفيعة
وأرزقه المقام المحمود الّذي وعدته
إنّك لا تخلف الميعاد

محمّد يعني الحمد والشّكر
للخالق الكريم والحنين

يعني أنّ هذه الحياة بدأت
بولدين بذكرين

هما عنوان العقل والشّعور
فالعقل يحتاج للوسيلة
لتحقيق العدالة بين النّاس

والشّعور يحتاج للفضيلة
أي للكلمة الفاضلة
لتحقيق السّعادة للنّاس

فلا عقل بلا شعور
ولا شعور بدون عقل

لا سياسة بدون فنّ
ولا فنّ بدون سياسة
الوسيلة بدون فضيلة لا شيئ
والفضيلة بدون وسيلة لا شيئ
السّلطة أرادها القادر للذّكور دون الإناث
لأنّ الذّكر ليس له مشاغل المرأة
هذا لا يعني أنّ الرّجل هو
السيّد والمرأة هي العبد

لكن مسؤوليّة الرّجل تكمن
في تحقيق العدالة

للنّساء كما للرّجال على السّواء
وتحقيق الأمن والسّعادة للجميع
الأمّ مدرسة إن أعددتها
أعددت شعبا طيّب الأعراف

اللّه في المثنّى دوما هو عدالة
فلو كان لآدم وحوّاء بنتين فقط
فهما مثل أمّهات الرّسول آمنة وحليمة
والقصد هنا هو تحقيق أمن
الأرض وحلم للسّماء

ولو كان لأدم وحوّاء ولدين فقط
فهما لأجل العدل في الأرض والسّماء

ولو كان لآدم وحوّاء ذكر وأنثي
فهما لأجل تعمير الأرض والسّماء

اللّه أرسل ولدين لأجل برنامج دواء
لكلّ إنسان له علاقة بالسّياسة والتّعليم
والبرمجة والفنّ
أللّه يعلم حقيقة العطب وحقيقة المرض
ذكرين لأجل العدل بين النّاس ولأجل سعادتهم
وتحريرهم
واحد باركه اللّه بالتّراب والآخر بالهواء
فما معني التّراب ؟
معناه سياسة حكيمة وعادلة

وما معنى الهواء معناه كلمة موزونة وفنّ راقي
كلمة فاضلة وروح حرّة
العدد الجيّد والدّرجة العليا
يتحصّل عليهما التّلميذ من جهده
ويتحصّل عليهما الإنسان من حسن سلوكه
وفضل عمله وقوله الصّادق
الدّعوة المحمّديّة هما الوسيلة والفضيلة
فالوسيلة بدون الفضيلة وحسن التّصرّف
دمار
والفضيلة بدون وسيلة دمار
فمع الوسيلة لا بدّ من الفضيلة
مع المال لا بدّ من ضمير ذهبيّ

jeudi 8 juillet 2010

قول الحقّ

يتناقظ قول الحقّ مع قول الزّور
كما يتناقظ الحبّ مع المصلحة الماديّة
كما يتناقظ النّهار مع اللّيل
كما يتناقظ الفرح مع الحزن
كما تتناقظ الحريّة مع الملكيّة
كما يتناقظ الفقر مع الغني
فقول الحقّ لأجل الحبّ
وقول الزّور لأجل المصلحة الذّاتيّة
نحن في هذه الحياة لكي نقول
هذا حقّ وهذا باطل

هذا أبيض وهذا أسود
قد تدعونا الضّرورة لقول الزّور
لكنّنا نشعر بالبؤس والخزي والعار
لأنّ الأبيض أبيض والأسود أسود
قل الحقّ ولو كان مرّا حتّي على نفسك
فقول الحقّ يريح الضّمير
الإنسان يغضب حين ينقده الآخر
أو يقول فيه قولا لا يسرّه
لكنّ النّقد يجعله يراجع تصرّفاته
مع نفسه والآخرين

فالإنسان الكامل غير موجود
مهما إدّعي الكمال
ولو كان هذا الإنسان كامل
لحقّق عدالة الأرض والسّماء
الشّجرة والعصفور
لكان ملكا عادلا في الأرض
وملاكا في السّماء
فالوعد أرض لا موت فيها
والسّماء كذلك
الوعد أرض لا قيد فيها
والسّماء كذلك
الإنسان مكرّم وممجّد
بالإرادة العقليّة والشعوريّة
بالسّياسة المحكمة والفنّ
فما دامت المصلحة هي الّتي تقوده لا الحبّ
فهو في العذاب والشّقاء والموت
قول الزّور هو قول النّفاق
يجعل الآخر مغرور

والغرور يضرّ بالنّفس والآخرين
فخذ قول من يبكيك أيّها الإنسان
ولا تأخذ قول من يضحكك
فهذه حكمة مفيدة قالوها الأوّلين
فالذّي يصفّق لك لكي ترقص يبيعك
غدا بأبخس الأثمان
الّذي يضحكك اليوم غدا يبكيك
والّذي يبكيك اليوم غدا يسعدك
قول الحقّ هو حبّا لك لكي تستيقظ
وتري الحقيقة عارية أمامك
حيث إلى من خلقك ستذهب عاريا
إلاّ من قول الحقّ
فلا خير في من يستعمل قول الزّور
لأجل إستغلال الآخر وسلب حقّه في الحياة
ولا خير في من يستعمل قول الزّور
طمعا أو خوفا من الآخر
لا خير في الذّئب ولا في الخروف
الإنسان سيّد الحيوانات
بالفعل والقول
وبالعقل والشّعور
وهو أمام مبدعه وخالقه
مخيّر بين الحقّ والباطل ومسؤول

mardi 6 juillet 2010

لا زلنا نحيا

لا زلنا نحيا، لا زلنا نحلم بفكرة الطّيران
نصعد وننزل، ننام ونستيقظ، نموت ونحيا
نقفز من القديم إلى الحديث، لا نهاية للبداية
البداية هي طرد الإنسان من فردوس الحريّة
إلى جحيم الملكيّة
البداية هي طرد الإنسان من فردوس الإستقلال
إلى جحيم الإستغلال
البداية هي طرد الإنسان من نعيم الحبّ
إلى جحيم الحرب
البداية هي الخروج من الأنوار إلى الظّلمات
صار الحرّ هو من يموت في سبيل الآخر
و صار العبد هو من يقتل الآخر في سبيل نفسه
أوصلتنا الملكيّة للجنون والإختلال
وأصبحنا نعيش في قمّة الحرارة والبرد
في قمّة الغني والفقر
فلا يغيّر اللّه ما بنا حتّي نغيّر ما بأنفسنا
فقبل أن يشعل الإنسان النّار في غيره
عليه أوّلا أن يبدأ بنفسه
ومن يرمي حجارة تجاه غيره
عليه أوّلا أن يرضع الماء من ضرع الحجارة
كيف يولد الماء من الحجارة
كيف تولد النّار من الحجارة
الدّمع يولد من شدّة الضّغوطات
والنّار تولد من إحتكاك الحجر الصّوّان
والإنسان في طريق الماء والنّار
يحاول أن يولد من الماء أو النّار
يحاول أن يولد لأجل الحبّ أو لأجل الحرب
فما معني العناصر الأربعة
والمناصب الأربعة والأصابع الأربعة
والفصول الأربعة
ما معني العيش بين الموت والحياة
بين مربّع ضيّق جدّا ومربّع واسع جدّا
الخريف يعني بالنّسبة للأحرار
الإنقلاب على العادات السيّئة لديهم
الشّتاء يعني البكاء والنّدم
على كلّ ما فعل من سيّئ تجاه الآخر

بعد المرور بالخريف والشّتاء
يشرق قلب الإنسان ويصبح كالبستان
الإنسان الّذي يري الشّمس والمطر في حلمه
هو إنسان قادر أن تكون له علاقات
مثمرة مع الآخرين

كما الشّجرة تتكوّن غصن
ثمّ ورق ثمّ أزهار ثمّ ثمر

كذلك الحياة
هي خريف ثمّ شتاء ثمّ ربيع ثمّ حصاد مثمر
لا يكون شتاء ولا يأتي البكاء
إلاّ إذا تعرّي الإنسان أمام نفسه وروحه
حين تسأله ماذا تملك وعلى ماذا أنت قادر
فيجد نفسه في الحقيقة
لا يقدر على خلق نملة
ولا يملك شيئا إلاّ الكلمة
الكلمة ملكيّة، الكلمة حريّة

وبها يتحوّل الإنسان من حال إلى حال
الكلمة تجعل الإنسان يزحف
أو تجعله قادر على الطّيران

الإنسان غير قادر في الحقيقة
أن يسيطر على الكلمة

الكلمة هي الخريف والشّتاء
والرّبيع والصّيف
هي الأصابع الأربعة والبصمة
بها نكون فوق أو تحت
الكلمة هي الهواء والماء والتّراب والضّياء
الكلمة هي قدرنا ومناصبنا الأربعة
الكلمة هي الحياة والموت
وسيّدة الأزمان

الكلمة هي الّتي تقول للإنسان
روحا وجسدا كن فيكون
الإنسان لا يملك الصّوت
بل يملك خزانة الصّوت
ومن الخزانة يلبس
فكلّ إنسان له ذوقه الخاصّ
وميولاته الخاصّة وشعوره الخاصّ
وتفكيره الخاصّ وإرادته الخاصّة
وكلمته الخاصّة
فمن زرع الكلمة قلب دقلة يحصدها عرجون
ومن زرعها قلب دفلى يحصدها شجرة دفلي
من زرعها حبّ يحصدها حبّ
ومن زرعها حرب يحصدها حرب
فهي الفنّ والسّياسة والعلم والتّاريخ
والجغرافيا هي بصمة الإنسان في الحياة
لذلك في حالة الملكيّة
يشعر الإنسان بالخوف والحزن من المجهول
لا يعرف متي سيأتي هذا المجهول
ليأخذ منه كلّ شيئ
في حالة الحريّة يشعر الإنسان بالرّاحة
ليس له شيئا سيخسره حين يموت
فهو يؤمن أنّه عاش مظلوم ومات مظلوم
والمسؤول هو من سلبه حقّه في الوجود
طرد الإنسان من فردوس الحريّة
لأجل الأنا لأجل الملكيّة
وفي ظلّ الملكيّة أصبح الإنسان
محكوم عليه بالموت
لا حقّ له في تعليم مجاني ولا في صحّة مجانيّة
ولا في العمل ولا في الكلمة
فمن يصنع حبل لا يضعه إلاّ حول رقبته
فكلّ هذا الكون لا يملكه في الحقيقة
إلاّ من أبدعه وصوّره أمام العيون
فحين نتأمّل الشّجرة والعصفور
نفهم أنّه لا يمكن أن تكون للإنسان
حريّة بدون مساواة
نفهم أنّ نفس الحفرة نحفرها لكي ندفن إنسان
أو نغرس شجرة
لا نزال في الموت ما دمنا
لا نفهم الشجرة والعصفور
كلّ البشر هم ملك حبّ غارق في القدم
وهذا الحبّ للذّكر كما للأنثى
الشّجرة هي الحقّ وعليها
صلب الإنسان للألم والموت
الذّكر لا يؤمن بالمساواة مع الأنثي
ولا بين البشر
فمن لا يؤمن بالشّجرة لا يمكن
أن يؤمن بالعصفور

ومن لا يؤمن بالمساواة
لا يمكن أن يحلم بالحريّة

ومن لا يؤمن بحقّ الآخر في الوجود
لا يمكن أن يكون مؤمنا بنفسه كإنسان وباللّه

لا إلاه طيّب بدون شعب طيّب
واللّه على عباده له الفضل العظيم

samedi 3 juillet 2010

حقوق الإنسان

لأجل التّقليل من عدد البائسين
لأجل الأمن والسّلام
لأجل الأحلام
للأجل رفع عرش الحمام
لأجل خلق الرّبيع
نفسك بين يديك
بماذا تشعر حين تضمّك نفسك؟
أنت تقود نفسك بنفسك
أنت تغوص في نفسك وحدك
ولدت وأنت تعلم أنّ من خلقك
منحك كلّ شيئ ولم يبقي لنفسه إلاّ الموت
أنت تعلم أنّ هناك حكم بالموت صادر ضدّك
من قبل الولادة
من خلقك كرّمك وقدّسك ومنحك الكلمة
منحك الضّوء والماء والهواء والتّراب
منحك الحزن والفرح
منحك البكاء والضّحك
منحك المال والحبّ
قال لك في الكتب السّماويّة
هناك نار وهناك جنّة
عليك أن تختار بلّور حياتك المنتقاة
في كلّ ما تراه أمامك
كلّ إنسان يولد وهو مكرّم ومقدّس
له الحقّ في السّكن المحترم
له الحقّ في التّعليم والصحّة مجانا
له الحقّ أن يكون مسكنه مضيئ
فيه الماء والهواء

وله الحقّ في التّراب كي يعمل ويأكل
لكنّ الحقيقة تقول أنّ هناك من يملكون
عوض المسكن ألف

والآخرين ينامون في الشّوارع
هناك من لا يدفعون فاتورة الماء والضّوء
والآخرين في العطش والظّلام
هناك من يسيطرون على الأراضي والآخرون
لا يجدون حوض صغير يزرعون فيه بعض الخضر
هناك من يعيشون في الرّخاء هم وكلابهم
والأخرون يموتون جوعا وحرمان
هناك من لهم مكيّفات الهواء والثّلاّجات
والأموال والمأكولات تصبّ عليهم
وغيرهم في الحرّ والعذاب والشّقاء المرّ
يعملون لأجلهم بمردود سخيف
لا يسدّ الرّمق
هناك من يشعرون بمآسي غيرهم
وهناك من قلوبهم من حجر صوّان
حقوق الإنسان أصبحت تعني إعدام الآخرين
في سبيل الذّات البشريّة الأمّارة بالشرّ
الإنسان له الحقّ في العيش الكريم
وهذا الحقّ منحه له خالقة من قبل أن يولد
فلا يحتاج الأمر إلى الذّل والقهر والتّقديس
كي يتمتّع الإنسان بحقوقه المشروعة كاملة
فأنت يا من لا تعترف بحقّ الإنسان في الوجود
من أنت؟
هل أنت خالق هذا الضّياء وهذا الماء
وهذا الهواء وهذا التّراب وهذا الإنسان
له اللّه ذاك الفقير ولك المال
له الحبّ ذاك الفقير ولك المال

خبّئه ذاك المال تحت أزرار سترتك
وأكنزه عندما تبتعد نحو المساء

وشمّ أصابعك فوقه
لديك صاحبا غائبا يتمنّي قراءة يديك
ليدخل مرآتها ويري سرّك المكرّم والمقدّس
وكيف كانت اليدين تتابع العمر بعده بدلا منه
لا أملك التّراب والحجر
لا لا أريد
التّراب مربّع ضيّق وحجر ثقيل

لا أملك الضّوء
لا لا أريد
الضّوء نار تحرق من بعيد

لا أملك الماء
لا لا أريد
الماء دموع العبيد

لا أملك الهواء
لا لا أريد
الهواء روح و كلمة
فيها أسرار الإنسان المجيد

لا أملك الإنسان
لا لا أريد
كلّ إنسان خلق حرّا ليعيش سعيد
أنا لا أقدر مع الخالق أن أخلق ذبابة
أنا لا أملك جسدي وروحي
فويل للمصلّين اللّذين عن صلاتهم ساهون
اللّذين يراعون بعيونهم
ويمنعون الماعون
فما جدوي العيون واليدين والكلمة لمثل هؤلاء
وعلى من هم يكذبون
وروح الخالق معهم من الصّباح حتّي المساء